خمسُ أساسيات في كتابة البحث أو المقال ستجعلك كاتباً محترفاً
نظرة عامة على أهم الأساسيات والنقاط الرئيسية
التي يجب على الكاتب أو الباحث مراعاتها أثناء كتابته للمقال و البحث، من مهارات
وهيكلة.
لابد للكاتب أن يتحرّى أعلى درجات الكمال في
كتاباته مع ضمان وجود رؤية وهدف واضحين لما يكتُب، ولمن يكتُب، أي؛ ماهي الفئة
المستهدفة لقراءة المواضيع، كما يجب أن يكون في أقصى درجات الوعي والإدراك لجميع
ما كَتب حتى يستطيع المناقشة والرد على آراء وأسئلة القرّاء بدون نقاط ضعف، إن
الموضوع القوي يجب أن يضم الأسس والقواعد اللازمة لجعله موضوعاً احترافياً يُلفت
القارئ ويجعله متطلعاً لقراءة المزيد؛ فما هي تلك الأسس؟
أولاً: حدد الهدف من المقال، وعُنوانه 🎯
عن ماذا ستكتب؟ ولماذا؟ ومن هي الفئة التي
تريدها أن تقرأ المقال؟ هل لديك المخزون الكافي من المعلومات التي ستساعدك في
البحث والإضافة؟
هل تعلم المصادر الموثوقة التي ستستعين بها؟
إن الإجابة على الأسئلة السابقة ستوصلك إلى
تحديد الغرض من الموضوع الذي ستكتب عنه، تأكد من أنك عندما تحدد الموضوع ستزيد من
قدراتك على الإبداع ولن تخرج بموضوعك عن المسار والمستوى المنشودين، في حال كنت لا
تستطيع تحديد الهدف بنفسك بإمكانك الاستعانة بشخص تثق بقدراته حتى يساعدك في ذلك،
إن اختيار عنوان مناسب للموضوع هو أصعب وأهم خطوة في كتابة الموضوع! فالقارئ في
بادئ الأمر سيلتفت إلى العنوان الرئيسي وليس إلى فحو الكلام، في حال كان العنوان
مستهلكا وضعيفاً، لن تحقق نجاحاً في نسبة القراءة حتى لو كان غنياً بالمعلومات
اللافتة، جرّب هذا بنفسك، تخيل أنك رأيت مقالاً في صحيفة ما وقرأت واحداً من هذين
العنوانين لنفس الموضوع، أيهما ستقرأ؟…
عنوان ١:
"تعرف على متلازمة الجثة المتحركة"
عنوان ٢:
"٧ حقائق مخيفة عن متلازمة الجثة المتحركة
يجب أن تعرفها"
بالتأكيد أنك اخترت العنوان الثاني بدون تفكير،
لم يختلف نَصُّ الموضوع أو المعلومات التي بداخله، إنما فقط العنوان، اختيار عنوان
قوي للمقال هي مهارة تحتاج إلى الكثير من التطوير، يوجد العديد من الاستراتيجيات
والطرق التي تساعدك في اختيار عنوان قوي للموضوع لا يسعنا ذكرها في هذا المقال،
ولكن يمكننا القول بأن استخدام الأرقام والكلمات الرنانة سيساعدك في الوصول إلى
عنوان لن يستطيع القارئ مقاومته!
•حدد هدفك وخذ وقتاً كافياً للبحث ولا تبدأ
بالكتابة مباشرة.
ثانياً: استخدم مصادر موثوقة 📚
الكاتب هو من يتحمل مسؤولية صحة المعلومات التي
يطرحها، وعليه أن يكون أميناً وموضوعياً في طرحه، ولا يستعين بمعلومات مجهولة
المصدر أو غير متفق عليها في الأوساط العلمية، يُنصح باستخدام العديد من المصادر
للبحث على نفس المعلومة، لا تصدق أول مصدر تجده، فليس كل ما يُطرح يكون صحيحاً
وموثوقاً، حاول أن تسأل ذوي الخبرة لمساعدتك في إيجاد أقوى المصادر التي يستخدمها
الباحثون -من نفس مجالك- ويستندون عليها، ولا تنس حفظ الأماكن التي أخذت منها
المعلومات حتى تكتبها في قسم المصادر من موضوعك.
•أنت مسؤول عمّا تكتب فكن كُفؤاً لتلك المسؤولية.
ثالثاً: لا تسرق! 🚫
إن سرقة مقالات غيرك أو نسخ أجزاء منها، لن
يجعل من مقالك ضعيفاً فحسب، بل قد يعرضك لمشاكل قانونية، حقوق الملكية الفكرية من
أهم النقاط التي يجب مراعاتها في الكتابة، فلابد من أن يكون موضوعك هو ١٠٠٪ من
تأليفك أنت وليس عن طريق تجميع عدة أجزاء من مقالات سابقة، وفي حال كانت المعلومة
عبارة عن مقولة أو إحصائيات واضطررت إلى كتابتها كما هي، يجب توضيح ذلك في المقال
ومن ثم كتابة المصدر في قسم المصادر من موضوعك، أيضاً حاول تغيير صيغة الكلام بحيث
تُعطي نفس المعلومة ولكن بطريقة مختلفة، فمثلا بدل أن ننسخ هذه العبارة كما هي:
"الأعراض المزمنة التي تلازم المتعافين
من مرضى كورونا ستعتبر كارثة الصحة العامة القادمة وفقاً لجامعة هارفرد"
يمكننا أن نكتب:
"بناءً على بحثٍ أجرته جامعة هارفرد،
فإن الأعراض المزمنة التي تستمر مع المتعافين من مرض كوفيد-١٩ كفقدان حاستي الشم
والتذوق ستعتبر كارثة صحية عامة في المستقبل القريب"
تم تغيير الصيغة ولكننا وصلنا إلى نفس النتيجة،
وعرفنا في كلا العبارتين أن الأعراض التي استمرت مع المرضى المتعافين من كورونا
ستسبب "كارثة صحية" ، مع ذكر أن البحث هو من جامعة هارفرد.
فور انتهائك من كتابة الموضوع، يُفضل وضعه على
أحد مواقع اختبار سرقة المحتوى مثل:
(Plagiarism Checker)
هذه المواقع تعطيك تقييما مئويا، عن نسبة
الكلام الجديد الذي لم يسبق على محركات البحث قراءته من الكلام الموجود بالفعل حتى
تتأكد من أنه بالكامل من تأليفك، مع العلم أنه إذا كانت نسبة الكلام الحصري في
مقالك على الموقع 85% فأكثر فأنت في نطاق جيد جدًا ولا داعي لإعادة كتابة المقال.
•المقال القوي هو المقال الفريد!
رابعاً: استخدم لغة قوية 📕
لغة المقال تعكس صورة كاتبه، فإذا كانت ركيكة
ومليئة بالأخطاء الإملائية، فلن يدل ذلك على أن من كتب المقال هو كاتب محترف، بل
على النقيض تماماً، وربما لن يكمل القارئ قراءته بسبب ما فيه من ضعف في الكلام
وأخطاء بارزة،
تأكد من أن لغتك صحيحة وسلسلة وخالية من
الأخطاء الإملائية المزعجة، حتى تخرج بأبهى صورة للموضوع، تجنب الكتابة بشكل شخصي
مثل عبارات، أنا أو نحن، وهكذا، إلا في حالات محددة، اجعل كلامك بصيغة عامة أو
بصيغة المجهول قدر المستطاع.
•(إبتعد عن الاحطاء الاملاءيه والطباعيه
الواضحه كهاذه!) 🚫
خامساً: ضع هيكلاً احترافياً للمقال 📜
الهيكل الصحيح للمقال يكون على النحو التالي
بالترتيب:
أ-النبذة.
ب-المقدمة.
ج-الجسم.
د-الخاتمة.
ه-قسم المصادر.
أ- النبذة:
في هذا القسم المطلوب منك أن تكتب بعض العبارات
التي تشرح ما هو موجود في المقال من معلومات وغيرها، اسأل نفسك، ما هو الموضوع؟،
وماهي النقاط التي تمت مناقشتها فيه؟، وعلى ماذا استند البحث الذي كتبته من مصادر
أو دراسات؟، رتب العبارات بشكل تسلسلي.
ملاحظة: كتابة النبذة ليست إلزامية.
•باختصار، النبذة ستجيب للقارئ عن سؤال: عن
ماذا سأقرأ؟
ب-المقدمة:
هنا ستبدأ بإعطاء عبارات تشد القارئ أكثر
للقراءة،
بإمكانك كتابة معلومات عامة أو بعض الأمور التي
تدور حول عنوان المقال، كما يمكن طرح بعض التساؤلات عن الموضوع ولكن دون الإجابة
عليها في المقدمة، لا تضع رأيك الشخصي ولا تفاصيل أو أرقام في المقدمة.
ج-الجسم:
في هذا القسم ستبدأ بكتابة كل المعلومات
بالتفصيل، لابد من أن يكون الترتيب واضحاً وأن تكون العبارات مرتبة ومنمقة، تأكد
من توضيح النقاط بكل موضوعية ومصداقية، ولاتنسَ علامات الترقيم والترتيب الفقري
وقواعد الكتابة المهمة الأخرى، كما يجب مراعاة وضع علامات الإحالة مثل رقم معيّن
لإيعاز المصدر في قسم المصادر، فمثلا:
"بلغت وفيّات كورونا اليوم بتاريخ
8/7/2021
عتبة الأربع ملايين حالة وفقاً لإحصائيات منظمة
الصحة العالمية [1]”
ستذكر رابط الإحالة لرقم [1] في قسم المصادر.
د-الخاتمة:
هنا ستضع خُلاصة الكلام من خلال كتابة بعض
العبارات التي تريد من القارئ عدم نسيانها بعد قراءته للمقال، اكتب النقاط التي
تمت مناقشتها ولكن دون زيادة، ومرة أخرى لا تذكر أي أرقام أو معلومات إضافية في
قسم الخاتمة، إذا كان موضوعك هو رأي شخصي أو كما يُعرف ب (Opinion
Essay)، بإمكانك توضيح رأيك النهائي في هذا القسم،
لا داعي لشكر القارئ أو مدحه أو الترويج لموضوع غير متعلق بالمقال نفسه، وبهذا تكون
انتهيت من المقال.
ه-قسم المصادر:
في هذا القسم لن تكتب شيئاً، فقط ضع المصادر
وروابط الإحالة بالترتيب، يوجد قواعد مهمة لوضع المصادر لا يمكن ذكرها في هذا
المقال، لا تكتفي بكتابة اسم الموقع فقط بل يجب عليك توضيح اسم الكاتب وتاريخ
النشر وتاريخ آخر تعديل، واسم الناشر أو الناشرين ورابط الإنترنت(إن وُجد) سنذكر
مثالاً على ذلك في آخر المقال، وفي حال لم تستخدم أي مصدر في كتابتك فيمكنك حذف
هذا القسم كُلياً.
ختاماً يمكن القول بأن الكتابة هي من أكثر
الفعاليات التي تزيد من الوعي والتوسع في المطالعة والبحث، ولكنّ مهارات وقواعد
الكتابة قد تكون مجهولة لدى الكثيرين من هُواتها، في هذا المقال، تم توضيح أهم
قواعد ومهارات كتابة المقال أو البحث والتي يجب على الكاتب مراعاتها والتحلي بها
عند كتابته لأي موضوع.
[1]WHO Coronavirus (COVID-19) Dashboard With Vaccination Data, Last update: 8 July 2021 00:54 pm GMT+3, (https:/covid19.who.int)