لماذا نختار الطب ومن هم ملائكة الرحمة؟
كنت أتساءل يوما, ما الطب؟ و لماذا الأطباء والممرضون و الطاقم الطبي يطلق عليهم ملائكة الرحمة؟! فقلت في نفسي أيعقل أن الأطباء يستحقون هذا اللقب العظيم؟
زرتُ مستشفى في العاصمة ودخلتُ وأنا في داخلي شغف لأعلم ما في قلوب الأطباء و كيف يمكن أن يحملوا هذا القلب القوي و الإنساني الرحوم, وفي نفس الوقت يضحوا من أجلنا، يسارعون في الخيرات و بث روح الحياة للمرضى, عندها شد انتباهي امرأة عجوز تأنُّ بأعلى صوتها من حرقتها على ابنها الذي كاد أن يختفي من بين يدها بعد ما أصابه تشوه في جسده إثر حادث سير أليم, و إذ بممرضة تنادي العجوز يا أمي يا أمي اسمعيني أنا هنا لأعالج ابنك و أنا أعدك بأنّه سيرجع مثل قبل إن شاء الله, يا أمي سأقف بجانبه و لن أتركه حتى يرجع لك و يقابلك بابتسامته و ينام على صدرك و يقول يا أمي أنا عدت أنا شُفيتُ بوجودك.
وأنا في غيبوبتي اسمع ما تقول واسمع كلام الممرضة وهي في داخلها ألم ولكنها وضعت حجرا على قلبها لكي لا تحطم حلمك وثقتك بشفائي العاجل ولكن اصرارها و دعواتك جعلتني أرجع إلى حضنك من جديد. وهنا وصلتني الإجابة... من هم ملائكة الرحمة!
نعم هم من يستحق هذا اللقب, فدمعت عيناي و قبلت رأس الأم و اثنيت شكري للمرضة و قالت (نحن هنا نعمل بحواسنا لا نريد ثناء منكم ولكن الحمد لله الذي وهبنا هذا )