مقدمة:
هل تسألت يوما عن سبب تشابه الكائنات؟هل شعرت و كأنك تملك صفات أسلافك؟هل نظرت إلى كائن و انبهرت بجماله؟
عند الإنسان هنالك تشابه بنسبة%99.9 و %0.1
هو ما يجعل الإنسان مميز و مختلف عن الآخر . يعرف هذا المجال ب "علم الوراثة".
1. تعريف علم الوراثة:
يعرف علم الوراثة بالانجليزية بالGenetics. و هو العلم الذي يهتم بدراسة الجينيات و هي الوحدات المسؤولة عن الصفات المتوارثة من الأبوين البيولوجين إلى أطفالهم.تكون بعض هذه الصفات ظاهرة كلون الشعر و العينين و البشرة… و أخرى خفية كالشخصية و الطباع.
- بسبب نقل الجينيات من الآباء إلى الأبناء هنالك بعض الأمراض الوراثية:كالسرطان,أمراض القلب,أمراض العقل,السكري …
- كما يشمل علم الوراثة الحجر الأساسي في علم الأحياء و يتداخل مع العديد من المجالات الأخرى:كالطب و الزراعة و التكنولوجيا الحيوية.
2. تعريف الجينات:
يتألف علم الوراثة من الجينات التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء,و هي قسم من الحمض النووي الربيوزي منقوص الأوكسجين(Deoxyribonucleic Acid )المعروف بالDNA.هي مسؤولة عن مهام مختلفة مثل:
1.صنع البروتينات.
2. نقل الصفات الوراثية.
إن مركز الDNA الصبغيات(Chromosomes).و تتواجد هذه الصبغيات داخل نواة الخلية.
3.تركيبة جينات الإنسان و اختلافها عن غيرها:
تختلف تركيبة جينات الإنسان عن التركيبة الحيوانية والنباتية,لكن هذا لا يمنع تشابها بين جينات الإنسان و بعض الحيوانات كالفئران و الغوريلا .
صبغيات الإنسان تتكون من 23 جوز:
22 منها تحمل الصفات الوراثية و جوز يحمل جنس المولود
4.تاريخ علم الوراثة:
بدأت النظريات في علم الوراثة منذ مرحلة مبكرة من تاريخ البشرية.لكن الراهب أغسطينوس جريجور يوهان مندل غير كل المفاهيم,بالاختبارات التي قام بها عام 1866,على نبات البازلاء.ما اصبح يعرف فيما بعد باسم الوراثة المندلية.
كما أصبحت الوراثة المندلية قضية العقد عام 1960,نظرا لكثير من النظريات التي انتشرت قبل مندل.
تجدر الإشارة أن حتى يوما هذا نظريات مندل هي المثبة علميا.
5.دراسات مندل:
- درس مندل سبع صفات وراثية في البازلاء منها:
1.طول النبات.2.لون الزهرة.3.لون البذور.4.شكل البذور.
- للتأكد من نقاء الصفة المدروسة أي إجماع صفتين متشابهتين و توصل إلى ذلك عن طريق السماح للنباتات التي تحمل الصفة بأن تلقح نفسها لعدة أجيال حتى تثبت الصفة في جميع أفرادها النّاتجة.
- بعد نجاحه في اختبار البذور النقية تابع مندل اختباره بالتلقيح الخلطي.
- التلقيح الخلطي:_لقّح "مندل" نباتا يحمل الصفة الأولى النقية(مثلا نبات طويل الساق)مع نبات آخر يحمل صفة مغايرة (ساق قصير)و لاحظ أن أفراد الجيل الناتج كانت من الساق الطويل مع اختفاء الساق القصير.
- فاطلق "مندل" على الصفة السائدة Dominant trait و على الصفة المتنحية Recessive trait.
- التلقيح الذاتي:سمح أيضا لنبات طويلة الساق من التلقيح الخلطي أن تلقح نفسها فظهر في الجيل التالي بعض النباتات من الساق القصير إذ أن مقابل كل ثلاث نباتات تحمل صفة سائدة يقابلها نبات من الصفة المتنحية الساق القصير.
- و لاحظ أن توارث طول الساق لم يؤثر على النبات.
6.Test Cross
إذا كنت من أصحاب ألDominant trait و تريد أن تعرف إن كان لديك صفات متنحية,تتزاوج مع شخص من ألRecessive trait لتكتشف ذلك.
7.أهمية علم الوراثة:
لدراسة علم الوراثة أهمية كبيرة في حياتنا اليومية و على جميع المستويات الطبية و الاجتماعية و القانونية. فتكمن أهمية هذا العلم على العديد من المجالات الطبية العلمية منها:
⦁ اكتشاف العلاجات و الأمراض.
⦁ اكتشاف التاريخ البشري.
⦁ المساعدة في الطب الشرعي و القضايا القانونية.
يقوم أخصائي علم الوراثة بدراسة الجينات و كيفية توارثها و نشاطها و أسباب تعطيلها.
غالبا ما تكون الوراثة عن الدور التي تلعبه الجينات و الأمراض. كما أن خصائي علم الوراثة يتخصص في الوراثة البيئية.و يقوم بدراسة التفاعلات بين الجينات و العوامل البيئية المختلفة التي تسبب الصحة و المرض و الشيخوخة.
9.فروع علم الوراثة:
⦁علم الوراثة الكلاسيكية:هو الذي يعتمد فقط على النتائج للأفعال التناسلية المرئية.
⦁علم الوراثة الجزئية:يشمل ترتيب الجينات و تداولها.لذلك فانه يستخدم البيولوجيا الجزئية و الأساليب الوراثية.
⦁الهندسة الوراثية:أو التعديل الوراثي هي المعالجة المباشرة لجينوم الكائن الحي من خلال التكنولوجيا الحيوية.
⦁وراثة التنمية:هو الدراسة العلمية لنمو و تطور الحيوانات و النباتات.كما يشمل التجديد و التكاثر اللاجنسي و تحول و نمو و تمايز الخلايا الجذعية في الكائن الحي البالغ.
⦁علم الوراثة الميكروبية: هو فرع في علم الأحياء الدقيقة و الهندسة الوراثية.فهو علم وراثة الكائنات الحية الدقيقة الصغيرة جدا.
⦁علم الوراثة السلوكي:أو الوراثة السلوكية يستخدم الطرق الوراثية لاستكشاف طبيعة و أصول الاختلافات الفردية في السلوك.
10.تطور علم الوراثة:
تطور علم الوراثة و نشأ مع العالم "مندل"مما سمح للإنسان باكتشاف الكثير عن نفسه.و ما زال علم الوراثة يشكل مركز بحث و اكتشاف كبير و مهم للإنسان.
دائما ما يسعى الإنسان إلى رحلات بحث حول العالم,لكن أجملها هي الغوص في مكنونات نفسه.
كتابة: Petra Sawaya