هل النوم 8 أو 9 ساعات هو النوم الجيد؟
لا يعود سبب نقص الإنتاجية في يومك ، إلى نقص عدد ساعات نومك ، بل في كيفية ضبط منبهك البيولوجي لكي يستيقظ من أجل بدء صباحك قبل شروق الشمس ؛ أم عن قناعتك بأن تنام مجددا و تستيقظ بعد الظهر ، فإن لم تستيقظ من المرة الاولى التي يرن فيها المنبه ستظل تشعر بعبئ الاستيقاظ جاذباً إياك إلى وسادتك !!لأن النوم عبارة عن فاصل بين يومٍ شاقٍ مضى و آخر جديدٍ سيبدأ ، علينا أن نفهم أنه ليس بسُباتٍ مؤقتٍ ؛ولا بشللٍ لا يؤثر علينا و كأن الطفرة التي سببته سليمة بالكامل، وأن التحكم به هو العامل الابرز لفهمه؛ فلا تسهر حتى تصدأ من الأرق بحجة الليلة البيضاء قبل الاختبار، بل اجعله عادة منظبطة من خلال النوم و الاستيقاظ في نفس التوقيت مثلا ، فالنجاحات الكبيرة تبدأ من قدرتنا في السيطرة على أنفسنا أولا .
خُلِق الإنسانُ بطبيعته نشيطاً ، و بعيدا عن الجهود البدنية المبذولة لإكساب جسمك طاقةً من خلال التحرك ؛ فهناك نشاطٌ دماغيٌ يسهر عليه عقلك بينما أنت نائم ؛ حيث يمُرُّ بمرحلتين هامتين أولهما هي : مرحلة الحركة الغير سريعة للعين ( (Non rapid eye movement)و التي تحزم فيها حقائبك لمغادرة العالم الحقيقي إلى عالم الأحلام ؛ فتمر بحالة إنتقالية من نومٍ خفيفٍ يُعكره الوسط الخارجي فيفسده ؛ إلى نومٍ عميقٍ يصعب التأثير فيه و هو مرحلة الحركة السريعة للعين ( ( Rapid eye movementالتي تقدر بساعةٍ و نصف ، و هنا يكمُن( السر الذي يجعلك تستيقظ دون مشاكل ؛ و هو عدم مقاطعة هذه التسعين دقيقة ؛ أي ستنامها و مضاعفاتها ؛ حسب ما ينتظرك في يومك المزهر، كأن تضع روتيناً قبل نومك و فور استيقاظك ، توقف عن أخذ المنبهات كالشاي و القهوة و غيِّرها ببعض الأعشاب كالافندر و المكملات كالمغنزيوم التي تريح عضلاتك و تُبقيك مسترخياً ، و اجعل للرياضة نصيبا من ذلك .
إن النوم الجيد و الصحي يرتكز على النمط الحياتي الذي انتهجته وُصولا لذلك ، صحيحٌ أنه يختلف حسب إختلاف الفئات العمرية ، لكن هذا لا يحُدّ من إرادتنا في الهيمنة عليه من خلال فهمه و من ثم استعماله بالطريقة التي توصلنا إلى مرادنا ، فلا تجعله حجة لتبرير كسلك.
كتابة: آمنة واعر