هل الفضول صفة جيدة أم سيئة ؟
سعياً لفهم خبايا العالم و أسراره ، توّلدُ فطرتنا شعوراً قوياً للاستكشاف و البحث المستمر، وصولا للاجابات التي تُشبع غريزته ، أو هذا ما نسميه الفضول و الرغبة في معرفة المسببات قبل النتائج .
و كما للسيف حدين ، إن للفضول وجهين ، و لك أن تختار :
أولا الفضول الجيد و هو الذي يشعل حماسة شغفنا و يفتح شهيتنا لتناول المزيد ، لماذا البحر مالح ؟ لماذا نبكي عند تقطيع البصل ؟ ماهي المناعة!! ماعلاقة الاكل بالشرب ؟؟ وهكذا نبدأ ببناء معلوماتنا ، بتطوير أنفسنا ، نسأل عن ما بين السطور لمعرفة المجهول ، ترى الشخص الفضولي ينتقي المصادر و الأماكن، يعرف من أين يغذي ذاته بما يفيده و يضيف إلى رصيده ذكاءً ، أي تكون منفتحاً ، تُقلب عن الأسباب و الدوافع ، ترى أراء الأطراف و تجمع العلاقة بينها لتخرج برأيك الخاص عن موضوعٍ ما .
اجعل دائرة فضولك تنحصر على الاحداث لا الأشخاص، فهذا هو النوع الثاني و الذي يُعدُّ تطفلاً ، أن تسأل شخصاً عن دخله المادي ، و عن علاقته مع عائلته ، تعلم أن لا تسأل عن الأشياء التي لا تودُّ من الناس سؤالك عنها ، أي الأمور التي تنتهنك الخصوصية .
ثم إن الفضول هو الجواب الاستفساري للسؤال لماذا ؟ من أين و كيف؟
أي أننا نحفز التعلم الذاتي في عقولنا ، و إن درب الطريق البادئ بالفضول و المنتهي بالاجابات، مثير بقدر هذه الإجابات نفسها، فيستمتع الفضولي بالسؤال و بطول الطريق و الشعور بالفخر للاكتشاف ، أي أن دائرة احتمالات المرء تتوسع للمزيد من الخيارات .
إن الطبيعة الفضولية لا بد أن تُقدس ، فلو أكل إسحاق نيوتن التفاحة لما عرفنا الجاذبية ، أي أن توسيع المعتقدات و السير عكس التيار يتطلب الكثير من الشجاعة ، توقف عن تقييد حياتك بوضع حواجز وهمية، كن فضوليً ا و تعرف على الوجه الاخر لهذا العالم ❣
كتابة: آمنة واعر