علاج التبرز اللا إرادي:
يكون علاج التبرز اللا إرادي، بالإضافة إلى الوقاية منه، كما يلي:
1.لا بد من مساعدة الأطفال الذين يتجاهلون الرغبة في التبرز على اعتياد الذهاب إلى المرحاض في أوقات منتظمة خلال النهار. وتعتبر فترة ما بعد الإفطار مباشرة وقتاً مناسباً. وبهذا لا بد من إيقاظ الطفل مبكراً قليلاً صباحاً؛ ليتاح له وقت کافي للاستعداد للذهاب إلى المدرسة. وعلى الأبوين الإصرار على اتباع روتين معين يقتضي ذهاب الطفل إلى المرحاض مرتين يومياً بمعدل عشر دقائق في كل مرة أو أن يكون ذلك في أوقات محددة يمكن ضبطها باستخدام ساعة منبه.
وقد أثبتت الدراسات أنه من الصعب تدريب الطفل الصغير على ضبط مركز التبرز قبل سن السنتين. فالطفل قبل هذه السن لا يكون قادراً على التعبير عن احتياجاته بشكل واضح، كما أن نضج عضلات جهاز الإخراج لا تمكنه من السيطرة على عملية الإخراج قبل هذه السن.
2.كما أنه من الضروري تقديم الطعام في أوقات منتظمة، وأن تكون هذه الأوقات أوقات استرخاء بعيدة عن التوتر والشجار.
3.ومن أجل حماية الطفل من الإمساك، فإن نظام التغذية العادي والذي يضم أطعمة منتقاة من المجموعات الغذائية الأربع الأساسية (لحوم، أسماك، بيض، خبز، وحليب، ومنتجات الألبان، وخضار، وفواكه)، وأخذ كمية من السعرات تتناسب مع ما يبذله الطفل من طاقة يكون مناسباً.
ولا بد من إنقاص ما يأكله الطفل من الخبز والمعجنات إلى حد الأدنى. وأن تقتصر كمية الحليب في غذاء الطفل على كوب واحد يومياً؛ وذلك لما للحليب من تأثیر قابض. فقد وجد أن أربعة من كل خمسة أطفال متبرزين لا إراديا يعانون من الإمساك. لذا لا بد من تنظيف الأمعاء من البراز المتخزن بحيث يستعاد الإحساس بالحاجة الطبيعية إلى التبرز. كما يمكن إعطاء الطفل حقنة شرجية أو اثنتين من نوع (Fleet) وهي متوفرة في الصيدليات من أجل تفريغ القولون تماماً من البراز . كما يمكن أيضاً إعطاء بعض العقاقير المقوية للعضلات العاصرة في الشرج.
4.كما ينصح بالإكثار من السوائل، وتجنب التدريب القاسي على ضبط عملية التبرز، وتجنب الاتجاه الذي يعتبر البراز شيئاً يثير الاشمئزاز ويفيد في هذه الحالة التعزير والجزاء، وخاصة الأطفال الصغار، حيث يتم الاحتفاظ بلوحة نجوم تسجل عليها كل محاولة كاملة للخروج إلى المرحاض(وتعطى نجمة إضافية لكل مرة ينجح فيها الطفل بالتغوط، ولكل مرة لا يحدث فيها تبرز لاإرادي)، ثم تستبذل النجوم بامتيازات خاصة أو مكافآت مادية مثل: قضاء الطفل نصف ساعة إضافية مع أحد الوالدين بحيث يقومان بنشاط يختاره الطفل، كما يفرض على الطفل جزاء في كل مرة يحدث فيها تبرز لاإرادي مثل أن يقوم بغسل الملابس التي تبرز فيها أو أن يستحم.
ولكن يجب على الأم أن تتجنب القسوة الزائدة أو اللين المفرط في تعويد الطفل ضبط عملية الاخراج، حيث أن القسوة الزائدة تؤدي مستقبلاً إلى اضطرابات سلوكية (قلق، سلوك قهري ...)، كما أن اللين المفرط يؤدي إلى التثبيت عند مرحلة التلذذ بالعمليات الإخراجية.
5.الدعم والتشجيع: لا بد من تعريف الطفل أن مشكلته ليست فريدة، وألا يقوم الوالدان بلوم الطفل أو لوم أنفسهم على المشكلة، بل لا بد أن يتعاونوا مع الطفل لإصلاح الخطر، وأن يتم التركيز على المديح الأبوي للطفل عند قيامه بالإخراج المناسب، وألا يقوم الوالدان بتوبيخ الطفل والصراخ عليه أو السخرية منه أو تحقيره.
كما يجب الاهتمام بأن لا يوضع الطفل في دور الصغير في الأسرة، حيث يصبح السلوك النكوصي مثل التبرز اللاإرادي متوقعاً. ولا بد للأبوين من تحديد المصدر الأساسي الذي يسبب للطفل التوتر، وأن يعملا على خفضه مثل الشجار العائلي أو تنافس الأشقاء.
المصدر:
الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.