القائمة الرئيسية

الصفحات


 علاج الفصام عند الأطفال:

 

يعد مرض الفصام في الغالب مرضاً مزمناً حيث يمثل 50 - 70% من المرضى الذين تطول إقامتهم في المستشفيات العقلية، ونادراً ما يعود الشخص إلى حالته السابقة من الأداء الوظيفي. ولهذا لا بد من اتخاذ الطرق التالية في الوقاية والعلاج من هذا المرض: 

 

العلاج الطبيعي: 

 

الحد ما أمكن من زواج الشخص الفصامي، وإذا حدث ذلك فيجب ألا يكون من زوجة فصامية، وألا ينجب أكثر من طفل واحد؛ لأن مرض الفصام ينتقل إلى الأبناء بنسبة 15 - 40%.

 

 

العلاج الدوائي:

 

إن المهدئات الكبرى هي العلاج الأكثر فعالية لأمراض الفصام، وذلك بفعل آليتها التي تحد من إنتاج الدوبامين الدماغي. كما أن المهدئات الكبرى تبدل دوماً بصورة ثابتة وظيفة الدماغ من خلال زيادة قوة ارتباط مستقبلات الدوبامين العصبية. ولهذا يستعمل في العلاج عقار الكلوربرومازین، وفقاً للمقادير التي يحددها الطبيب بما يتناسب مع شدة المرض. كما يستخدم عقار الأستيلازین في حالة 

وجود خمول أيضاً ضمن المقادير التي يحددها الطبيب المختص، وعادة ما يعطي العقاران معاً. 

 

 

العلاج بالجلسات الكهربائية: 

 

ويستخدم في بداية الفصام أو في الحالات الشديدة المترافقة مع أعراض تصلبية (کتاتونية)، أو في حالة المريضة الحامل، وحالات الفصام المصاحبة بأعراض اضطراب وجداني.

 

 

العلاج النفسي: 

 

من الصعب الوصول إلى علاج نفسي عميق مع الفصاميين؛ لأن مرضیالفصام لا تكون لديهم أنا قوية إلى الحد الذي يمكنهم من تحمل انفعالاتهم العنيفة والتحكم في نزعاتهم، ولكن من خلال العلاقة العلاجية التي يكونها المعالج مع الشخص الفصامي يمكن أن يقلل من قلق المريض ويخلصه من أوهامه ويشجعه على التعامل مع الحياة بواقعية، وذلك من خلال فهم المريض التدريجي لأعراضه الذهانية ومعناها، ومواجهة مخاوفه وصراعاته تجاه الجنس والعدوان، وتحمل صراعاته الداخلية والخارجية دون نكوص لدفاعات ذهانية، مما يجعل المريض يحس بقدرته على التآلف والتوافق النفسي وحل صراعاته النفسية أو قبولها وتقبل العالم والتكيف معه.

 

ولهذا يعد العلاج النفسي الجماعي فعالاً في حالة الفصام، حيث يتم وضع المريض مع مجموعة من المرضى مع وجود المعالج ومساعده، حيث تنمى المهارات الاجتماعية لديه خلال التفاعل مع الآخرين مع إعطاء التدعيم والمساندة من المجموعة للمريض، وقد يأخذ صورة أنشطة جماعية.

 

كما يمكن استخدام اللعب الجماعي بالدمى، واستخدام الرسم، وتعليمه بعض المهارات للتغلب على بعض الصعوبات التي تواجهه. 

 

العلاج الاجتماعي الأسري: 

 

وفي هذا النوع من العلاج يتم إيضاح حالة المريض للأسرة وحثهم على تقبله وتقبل مشاكله، بالإضافة إلى إجراء بعض التعديلات في سلوكيات الأسرة في تعاملها مع المريض للإقلال من انتكاس المريض. فقد لوحظ أن العداء للمريض وكثرة انتقاده يؤدي إلى زيادة فرصة انتكاسه. 

 

ويمكن استخدام برنامج التصحيح الاجتماعي الفردي المطبق حالياً في مركز بحوث الطفولة في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. 

 

فالبرنامج يهدف إلى تحسين قدرة الأطفال الفصاميين على إدراك وتفسير الخبرات الداخلية والخارجية، حيث يقضي المقيمون بالمركز فترة نهاية الأسبوع مع أسرهم، وباقي الأسبوع يتواجدون في المركز. ولهذا يتم إعدادهم جسمياً بدرجة كبيرة من خلال البرنامج، إذ يستيقظ الأطفال الذين في سن 0 - 11 سنة، فيتناولون الطعام ثم يذهبون إلى المدرسة ويستمتعون بفترات من اللعب، ويأخذون حماماتهم، ويذهبون إلى النوم في مواعيد منتظمة كل يوم. بالإضافة إلى ذلك تحدد أوقات للجلسات العلاجية مع المعالجين النفسيين. 

 

أما أهم أعمال هيئة المركز فهي الإشارة إلى الحقائق أمام كل طفل وتنشيطه للبحث عن القبول الاجتماعي، حيث يركز على المساعدات الخاصة بالتدريب والمدرسين والممرضات للقيام بهذه الأعمال. كما يتضمن برنامج العلاج اجتماعات بين المعالج النفسي للطفل وباقي أعضاء الهيئة الأخرين، وذلك من أجل اشتراك الجميع في دراسة الخبرات اليومية للطفل. 

 

وبنتيجة هذه الطريقة في العلاج يتحسن بعض الأطفال بصورة جيدة، في حين أن البعض الآخر لا يظهر عليه أي تحسن. 

 

 

المصدر: 

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.