لقاح السعال الديكي:
يتألف لقاح السعال الديكي كامل الخلية من خلايا البورديتيلة الشاهوقية المعطلة بالفورمالين. وقد تم تطويره في ثلاثينيات القرن الماضي، وتم استعماله على نطاق واسع في الممارسات السريرية في منتصف الأربعينات.
وبناء على تجارب الفعالية المحكمة المجراة في الأربعينيات ودراسات مراقبة الفعالية اللاحقة فإن سلسلة التلقيح الأولية المؤلفة من أربع جرعات من لقاح DTP كامل الخلية كانت فعالة في الوقاية من الإصابة الخطيرة بالسعال الديكي بنسبة 70% -90٪. يتناقص التحصين الناجم عن لقاح السعال الديكي مع مرور الوقت، ويصبح التحصين قليلاً أو معدوماً بعد 5 - 10 سنوات من آخر جرعة لقاح. لقد حدثت الارتكاسات الموضعية مثل الاحمرار والتورم والألم في موضع الحقن في حوالي نصف جرعات لقاح DTP كامل الخلية. كذلك فإن الحمى وغيرها من التأثيرات الجهازية الخفيفة شائعة أيضاً. في حين تحدث الارتكاسات الجهازية الشديدة مثل الاختلاجات ونوبات نقص الاستجابة ناقصة المقوية hypotonia hyporesponsiveepisodes بشكل أقل (حالة واحدة لكل1750 جرعة مستخدمة). أما حدوث اعتلال الدماغ الحاد فهو أشد ندرة (0 - 10.5 حالة لكل مليون جرعة مستخدمة).
لقد اختلف الخبراء حول ما إذا كان لقاح السعال الديكي كامل الخلية يسبب ضررة ثابتة في الدماغ، لكنهم اتفقوا على أن ذلك نادر جداً في حال حدوثه. وقد قادت المخاوف المتعلقة بالسلامة لتطوير لقاحات سعال ديكي أكثر نقاوة (لا خلوية) والتي تترافق بأقل نسبة من التأثيرات الجانبية.
لقاح السعال الديكي اللاخلوي:
تحتوي لقاحات السعال الديكي اللاخلوية على مكونات منقاة ومعطلة للبورديتيلة الشاهوقية وقد تم تطوير العديد من هذه اللقاحات والتي تحتوي على مكونات مختلفة وبعدة تراكيز. وفي عام 1991 تم ترخيص استخدام اللقاحات اللاخلوية في الجرعة الرابعة والخامسة من سلسلة التلقيح لأول مرة، وفي عام 1996 رخص استخدامها في سلسلة التلقيح الأولية.
توجد في الولايات المتحدة حالياً ثلاثة أشكال من لقاحات السعال الديكي اللاخلوية، وجميعها مشتركة مع ذيفانات الدفتيريا والكزاز المعطلة على شكل DTaP . يحتوي الإنفانریکس Infanrix تنتجه شركة GlaxoSmithKlineعلى ثلاثة مستضدات أكثرها ذيفان السعال الديكي PT وال FHIA. أما لقاح التريبيديا Tripedia (تنتجه شركة Aventis Pasteur) فيحتوي على مكونتين فقط هما FHA وPT بكميات متساوية. بينما يحتوي لقاح الدابتاسل Daptacel (تنتجه شركة Aventis Pasteur) على أربعة مكونات هي PT وFIA والبرتاكتين pertactin والنمطان الثاني والثالث من الفيمبري fimbrae.
استمناع اللقاح وفعاليته:
منذ عام 1991 قامت عدة دراسات مجراة في أوروبا وإفريقيا بتقويم فعالية لقاحات DTaP المستخدمة عند الرضع. وقد تنوعت هذه الدراسات من حيث نمط اللقاحات وعددها وتصميمها وتعريف الحالة والطرق المخبرية المستعملة لتأكيد تشخيص السعال الديكي، لذلك فإن المقارنة بين هذه الدراسات يجب أن تجرى بحذر. تراوحت تقديرات فعالية اللقاح vaccine efficacy المرخص استعماله حالياً في الولايات المتحدة بين 80 ٪و 85 ٪. تتداخل فواصل الثقة confidence intervals بالنسبة لفعالية اللقاح، مما يقترح عدم وجود لقاح أكثر فعالية بشكل عام من لقاح آخر. وقد أثبتت الدراسات أن لقاح السعال الديكي الخلوي أكثر فعالية بشكل عام من لقاح DTP كامل الخلية. كذلك فإن الارتكاسات الموضعية الخفيفة والتأثيرات الجهازية المناوئة والارتكاسات الجانبية الأشد خطورة (مثل الحمى العالية والصراخ المستمر ونوبات نقص الاستجابة ناقصة المقوية والاختلاجات) تحدث بشكل أقل تواتراً عند الرضع الملقحين بلقاح السعال الديكي الخلوي مقارنة مع الذين القحوا بلقاح DTPكامل الخلية.
جدول التلقيح والاستعمال:
يوصى باستعمال لقاح DTaP في جميع جرعات جدول التلقيح، حيث لم يعد لقاح DTP كامل الخلية متوفراً في الولايات المتحدة. تتألف سلسلة التلقيح الأولية ب DTaP من أربع جرعات من اللقاح، تعطى الجرعات الثلاث الأولى بفواصل 4 - 8 أسابيع (على الأقل فترة 4 أسابيع)، على أن تبدأ بعمر 6 أسابيع وحتى الشهرين. أما الجرعة الرابعة فتعطى بعد 6 - 12 شهراً من الجرعة الثالثة للمحافظة على مناعة مناسبة خلال السنوات التي تسبق الدخول للمدرسة. يجب استعمال DTaP في نفس الوقت مع اللقاحات الأخرى المستطبة.
لقد تم الترخيص باستخدام لقاح DTaP بكافة أشكاله التجارية في الجرعة الرابعة من سلسلة التلقيح، وقد أوصت اللجنة الاستشارية حول ممارسات التمنيع ACIP بإعطاء هذه الجرعة بعمر 15- 8 اشهراً (17 - 20 شهرة بالنسبة للدابتاسل)، مع إمكانية الإعطاء بوقت أبكر من عمر 15 شهراً في بعض الظروف. كذلك أوصت ACIP بإعطاء الجرعة الرابعة من DTaP إذا كان عمر الطفل لا يقل عن 12 شهراً، وكان قد مضى على إعطاء الجرعة الثالثة من لقاح السعال الديكي ما لا يقل عن 6 أشه ، واعتقد من يعطي التمنيع انه من غير المرجح أن يراجع الطفل بعمر 15 - 18 شهراً لأخذ جرعة إضافية. ويجب النظر بعين الاعتبار لهذه المعايير الثلاثة معاً عندما نقرر استعمال الجرعة الرابعة من لقاح DTaP بعمر 12 - 14 شهراً.
يجب أن يعطى الأطفال الذين تلقوا جرعات لقاحاتهم الأولية الأربع قبل إكمال عامهم الرابع اللقاح جرعة معززة (خامسة من DTP) قبل دخولهم المدرسة. أما إذا أعطيت الجرعة الرابعة من سلسلة التلقيح الأولية عند استكمالهم عمر 4 سنوات أو بعد ذلك فمن غير الضروري إعطاء هذه الجرعة المعززة. تزيد الجرعة المعززة مستويات الأضداد المحصنة، ويمكن أن تنقص خطر انتقال المرض من الأطفال بسن المدرسة إلى أشقائهم الصغار الذين لم يستكملوا لقاحاتهم بعد. تمت الموافقة على استعمال لقاح التريبيديا والإنفانریکس في الجرعة الخامسة بعد الجرعات الأربع من سلسلة التلقيح ب DTaP.
يجب على الأطفال الذين بدؤوا سلسلة لقاحاتهم بـ DTP كامل الخلية استخدام DTP في أية جرعة متبقية من سلسلة التلقيح ضد السعال الديكي.
توصي ACIP باستكمال سلسلة التلقيح بنفس الشكل التجاري من لقاح الـ DTaP إذا كان ذلك ممكناً.
وهناك معطيات محدودة تقترح بأن جداول التلقيح باستخدام مستحضرات تجارية متنوعة من لقاحات DTaP لا تؤثر سلبياً على سلامة اللقاح وقدرته التمنيعية. قد لا يكون نمط لقاح DTaP المعطی سابقاً للطفل معروفاً أو متوفراً، وفي هذه الحالة يجب استخدام أي شكل تجاري متوفر من لقاحDTaP لمتابعة سلسلة التلقيح أو استكمالها، وعدم تفويت أية فرصة لإعطاء جرعة لقاح السعال الديكي الخلوي للطفل.
لا يوجد حالياً أي مستحضر يحتوي على لقاح السعال الديكي مرخص للاستعمال عند الأشخاص
الذين أعمارهم 7 سنوات أو اكثر. ويعتقد أن ارتكاسات اللقاح تكون أكثر حدوثاً عند مجموعات الأعمار الكبيرة وأن المراضة والوفاة المرافقتين للسعال الديكي تناقصان مع زيادة العمر. لذلك فلا يوصى بالتلقيح ب DTaP بعد استكمال العام السابع من العمر . وتجرى حالياً دراسات لتحديد ما إذا كان إعطاء جرعة معززة من اللقاح اللاخلوي للأطفال الكبار أو البالغين يمكن أن ينقص خطر الإصابة بالبورديتيلة الشاهوقية، مما يؤدي بالتالي لإنقاص خطر انتقال [[البورديتيلة الشاهوقية]]للرضع وصغار الأطفال الذين لم يستكملوا تلقيحهم. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد لقاح سعال دیکي وحيد المستضد.
إن قطع جدول التلقيح الموصى به أو تأخير جرعاته لا يؤدي إلى انخفاض مستوى المناعة الذي تحقق من استكمال سلسلة التلقيح الأولية. لذلك لا ضرورة لإعادة سلسلة التلقيح بغض النظر عن الوقت الفاصل بين الجرعات.
المصدر:
المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.