علاج الكزاز:
يحدث الكزاز في كل أنحاء العالم لكنه أكثر تواتراً في المناطق السكانية المزدحمة وخاصة في المناطق الرطبة والحارة التي تكون فيها التربة غنية بالمواد العضوية.
المستودع: توجد أبواغ الكزاز بشكل رئيس في الترية وأمعاء الحيوان والإنسان.
ينتقل الكزاز بشكل رئيس عن طريق الجروح الملوثة (الجروح الظاهرة وغير الظاهرة) سواء أكانت جروحة صغيرة أم كبيرة. إن معظم حالات الكزاز التي حدثت في السنوات الأخيرة كانت ناجمة عن جروح صغيرة وقد يكون سبب ذلك أن الجروح الكبيرة غالباً ما يكون تدبيرها جيداً. قد يحدث الكزاز بعد الحروق والجروح الواخزة العميقة والتهاب الأذن الوسطى (أخماج الأذن)وأخماج الأسنان وعضات الحيوانات والإجهاض والجراحات الانتخابية واذيات الهرس Crush wounds.
ولا ينتقل الكزاز من شخص لآخر، وهو يعتبر المرض الخمجي الوحيد الذي يمكن الوقاية منه باللقاح رغم أنه ليس معدياً.
لقد حدث انخفاض واضح في حالات الكزاز منذ بدايات القرن العشرين حتى أواخر الأربعينيات، وكان في هذه المرحلة حوالي 500-600 حالة سنوياً (0.4 حالة لكل 100 ألف من السكان). وبعد عام
1940 هبط معدل حدوث الكزاز بثبات. ومنذ منتصف السبعينات سجل حدوث 50-100 حالة سنوياً (حوالي 0.05 حالة لكل 100 ألف من السكان). وانخفضت نسبة الوفيات من 30 ٪ إلى حوالي 10 ٪ في السنوات الأخيرة. وفي عام 2002، تم الإبلاغ عن 25 حالة فقط (0.01 حالة/100 ألف حالة من السكان).
أما بالنسبة لتوزع الحالات حسب العمر، فقد حدث انزياح باتجاه المجموعة العمرية الأصغر حيث ازداد عدد المصابين دون عمر 40 عاماً من 28% من الحالات بين عام 1991 - 1995 إلى 42٪ من الحالات بين عامي 1996- 2000؛ ويرجع سبب ذلك جزئياً إلى زيادة الحالات عند الأشخاص دون عمر 40 عاماً (زيادة الحالات عند مدمني المخدرات.
إن مستخدمي الهيروئين الذي يحقنون أنفسهم تحت الجلد، معرضون لخطر كبير للإصابة بالكزاز، وهم يستخدمون الكينين لتمديد الهيروئين وهذا قد يدعم نمو العصيات الكزازية.
إن كزاز الوليد نادر في الولايات المتحدة، وقد سجل حدوث حالتين فقط منذ عام 1989.
إن كل حالات الكزاز المسجلة في الولايات المتحدة، كانت عند اشخاص لم يتلقحوا أو أعطوا السلسلة الأولية من التلقيح دون أن يعطوا جرعة داعمة خلال 10 سنوات.
نجمت حالات الكزاز بين عامي 1998 - 2000 عن جروح أو أذيات حادة في 73% من الحالات. وكانت الجروح الثاقبة هي الأشيع (50 %) ثم التهتكات (33 ٪) والتسحجات (79٪). شملت الجروح الثاقبة عضات الحيوانات والحشرات وتثقيب الجسم وأجراء الوشم.
التشخيص المخبري:
لا توجد موجودات مخبرية مميزة للكزاز، ويكون التشخيص سريرياً، ولا يعتمد على الإثبات الجرثومي. تكون زروع الجرح إيجابية للمطثيات الكزازية في 30% من الحالات فقط ويمكن عزلها من المرضى غير المصابين بالكزاز.
التدبير الطبي:
يجب تنظيف كل الجروح، كما يجب إزالة الأجسام الغريبة والنسج المتخرة. ويتم في حال حدوث التشنجات الكزازية المحافظة على الطريق الهوائي وتقديم المعالجة الداعمة.
يوصي بإعطاء الغلوبولين المناعي الكزازي (Tetanus Immune Globulin (TiG حيث يمكن أن يساعد TIG على التخلص من الذيفان الكزازي غير المرتبط مع النسيج العصبي فقط بينما لا يستطيع التأثير على الذيفان المرتبط مع النهايات العصبية. يوصی عادة بإعطاء جرعة عضلية وحيدة بمقدار 3000-5000 وحدة للأطفال والبالغين. ويمكن تطبيق جزء من الجرعة موضعية على الجرح. يمكن استخدام الغلوبولين المناعي الوريدي IVIG(حيث يحتوي على مضاد الذيفان الكزازي) في حال عدم توفر TIG.
لا تؤدي الإصابة بالكزاز لحدوث المناعة بسبب القوة الشديدة للذيفان، لذلك يجب البدء بالتمنيع الفاعل بذوفان الكزاز حالما تستقر حالة المريض.
إن المعالجة الوقائية بالمضادات الحيوية ليست مفيدة ولا عملية في تدبير الجروح، ويلعب التمنيع المناسب الدور الأكبر. تعتمد الحاجة للتمنيع الفاعل مع أو دون إعطاء المناعة المنفعلة على حالة الجرح وقصة التمنيع عند المريض. فالأشخاص المصابون بجروح غير صغيرة ملوثة وتم إعطاؤهم سابقة (0-2) جرعة من جرعات التمنيع أو أن قصة التمنيع لديهم غير مؤكدة يحتاجون للغلوبولين المناعي الكزازي TIG إضافة إلى لقاح Td. يعطي TiG مناعة مؤقتة عن طريق تزويد المريض بمضاد الذيفان مباشرة وهذا يضمن مستويات واقية من أضداد الذيفان حتى لو لم تحدث الاستجابة المناعية للقاح Td. نادرا ما تحدث حالات الكزاز عند الأشخاص الذين تم إعطاؤهم سلسلة بدئية من لقاح الكزاز.
المصدر:
المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.