القائمة الرئيسية

الصفحات


 علاج السعال الديكي:


 

التشخيص المخبري: 

 

يتم تشخيص السعال الديكي عادة اعتماداً على القصة المرضية والفحص السريري، وقد تكون الفحوص المخبرية مفيدة عند صغار الرضع وفي الحالات غير النموذجية والحالات المعدلة باللقاح.

 

إن الفحص المخبري القياسي المفضل لتشخيص السعال الديكي هو عزل البورديتيلة الشاهوقية بواسطة الزرع. حيث يؤكد الزرع الإيجابي التشخيص. إن البورديتيلة الشاهوقية جرثومة هشة صعبة العزل تتطلب أوساطة زرعية خاصة. وإن عزل الجرثومة باستخدام الفرش الزرعي plating المباشر يكون أكثر نجاحاً في المرحلة النزلية. 

 

يجب الحصول على العينات من البلعوم الأنفي الخلفي (وليس من البلعوم باستخدام مسحات الداكرون Dacron أو الجينات الكالسيوم calcium alginate (وليس القطن)، وتمد مباشرة على وسط الزرع المختار (يستخدم عادة أغار ريغان - لوي أو وسط بورديت - جينكو حديث التحضير). يتناقص نجاح عزل العضوية مع وجود معالجة سابقة بالمضادات الحيوية الفعالة ضد السعال الديكي. (الإريثروميسن، التريميثوبريم - سلفا ميثوكسازول) أو مع التأخر بأخذ العينة إلى ما بعد الأسبوعين الأولين من المرض أو عند الأشخاص الملقعين. 

 

 

قد يكون اختبارتفاعل سلسلة البوليميراز polymerase chain reaction (PCR) لمسحات البلعوم الأنفي أو رشافاته الطريقة السريعة والحساسة والنوعية لتشخيص السعال الديكي. لا توفر هذه الطريقة حالياً إلا في بعض المخابر، وتختلف المقايسات بحسب المخابر، وهي غير موحدة (لم تتم مغيرتها). يجب استعمال PCR إضافة للزرع، وليس بديلاً عنه؛ لأن العزل الجرثومي قد يكون مطلوباً لتقويم المقاومة للمضادات الحيوية او للتميط الجزيئي. 

 

قد يفيد اختبار تألق الأضداد المباشره direct fluorescent antibody) DF) على العينات البلعومية الأنفية كاختبار مسح للسعال الديكي. ويجب عدم الاعتماد عليه كمعيار مخبري مؤكد لأن بعض الدراسات أظهرت أن هذا الاختبار المجرى على مفرزات البلعوم الأنفي ذو حساسية منخفضة ونوعية متغيرة.

 

تبين من الدراسات السريرية أن الاختبارات المصلية serological testingمفيدة، لكن لم تتم معيرتها standardized بعد. كما أن نتائج هذه الاختبارات صعبة التفسير بسبب عدم وجود ترابط بين مستويات الأضداد والمناعة ضد السعال الديكي. لذلك كله لا توفر الاختبارات المصلية بشكل واسع. ورغم أن هذه الاختبارات تستعمل في بعض المناطق للتشخيص السريري وتوثيق المرض فإنه يجب عدم الاعتماد على نتائجها لتأكيد الحالات أو توثيقها وطنياً. إن الحالات التي توافق تعريف الحالة السريرية و تكون إيجابية الاختبارات المصلية لكنها ليست إيجابية من حيث الزرع أو ال PCRيجب تسجيلها على اساس حالات مرجحة.

 

 

غالبا ما تحدث زيادة بأعداد الكريات البيضاء مع ازدياد الخلايا اللمفاوية في المرض التقليدي. ورغم أن تعداد الخلايا اللمفاوية المطلق كثيراً ما يصل إلى 200000 أو أكثر فإن ازدیاد الخلايا اللمفاوية قد لا يحدث عند الرضع أو الأطفال أو في الحالات الخفيفة أو المعدلة modified من السعال الديكي.

 

 

التدبير الطبي:

 

إن التدبير الطبي لحالات السعال الديكي تدبير داعم بشكل رئيس رغم أن للمضادات الحيوية بعض الفائدة. يشكل الإريثروميسين الدواء المفضل لأنه يستأصل الجرثومة من المفرزات، وبذلك ينقص السراية، ويمكن أن يعدل سير المرض إذا ما أعطي باكراً. 

 

يجب استعمال الإريثروميسين أو التريميتوبریم - سلفا ميثوكسازول وقائياً لمدة 14 يوماً عند كل أفراد الأسرة وغيرهم من الأشخاص ذوي التماس الوثيق مع المصابين بالسعال الديكي بغض النظر عن أعمارهم وحالتهم التلقيحية. ورغم نقص المعلومات المتوفرة من التجارب السريرية المحكمة فإن وقاية كل أفراد الأسرة وغيرهم من الأشخاص المخالطين يمكنه أن يمنع الانتقال او ينقصه. يجب على كل الأشخاص ذوي التماس الوثيق دون عمر 7 سنوات الذين لم يتموا سلسلة جرعات التلقيح الأربع الأولية أن يستكملوا تلقيحهم بأقصر فترات ممكنة. أما الأشخاص ذووا التماس الوثيق دون عمر 7 سنوات الذين أتموا سلسلة تلقيحهم الأولية ولكنهم لم يتلقوا جرعة DTP أو DTaP خلال السنوات الثلاث السابقة للتعرض فيجب إعطاؤهم جرعة معززة.

 

الوبائيات:

 

• الحدوث: يحدث السعال الديكي في كل أنحاء العالم.

 

• المستودع: السعال الديكي مرض إنساني، إذ لا يوجد له مصدر حيواني أو حشري أو ناقل معروف. ويشكل المراهقون والبالغون مستودعاً هاماً للبورديتيلة الشاهوقية، وكثيراً ما يشكلون مصدراً لعدوى الرضع. 

 

• الانتقال Transmission: أكثر طرق انتقال المرض شيوعاً هو الطريق التنفسي من خلال التماس مع القطيرات النفسية أو التماس مع قطيرات المفرزات التنفسية المحمولة بالهواء. بينما يكون تواتر الانتقال اقل شيوعاً عن طريق التماس مع أشياء المصاب الملوثة حديثاً. يعتقد أن حالة الحامل الصامت موجودة، لكنها غير شائعة وقصيرة المدة، وهي على الأرجح قليلة الأهمية في المحافظة على جراثيم السعال الديكي في المجتمع.

 

• النموذج الفصلي: ليس للسعال الديكي فصل محدد، لكنه قد يزداد في الصيف والخريف. 

 

• السراية Communicability: السعال الديكي مرض شديد السراية، ويدل على ذلك معدلات الهجمات الثانوية التي تصل إلى ٪80 من أفراد الأسرة المخالطين المستعدين للإصابة. 

 

يكون المصابون أشد إخماجاً خلال المرحلة النزلية والأسبوعين الأوليين من بدء السعال (أي لمدة 21 يوما تقريباً).

 

 

الاتجاهات العامة في الولايات المتحدة: 

 

كان السعال الديكي قبل توفر اللقاح  سبباً رئيساً للمراضة والوفاة عند الأطفال. وقد سجل حدوث أكثر من مليون حالة سعال ديكي بين عامي 1940 - 1945 أي 175000 حالة في السنة وسطياً (معدل الحدوث 150 حالة لكل 100000 نسمة تقريباً). 

 

وبعد استخدام اللقاح في اربعينيات القرن الماضي انخفض معدل الحدوث تدريجياً حتى وصل إلى 15000 حالة مسجلة عام 1960 (اي 8 حالات لكل 100000 نسمة تقريباً). وفي عام 1970 كان معدل الحدوث السنوي أقل من 5000 حالة في السنة، بينما سجل بين عامي 1980 – 1990 حوالي 2900 حالة وسطياً في السنة (حالة واحدة لكل 000 , 100 نسمة تقريباً).

 

لقد ازداد معدل حدوث السعال الديكي تدريجياً منذ بداية الثمانينيات، وفي عام 2002 بلغ إجمالي الحالات المسجلة 9771حالة، وهو أكبر عدد منذ عام 1964. ومن غير الواضح سبب هذا الازدياد، لكنه قد يكون انعكاساً للدورية cyclicity الملاحظة على هذا المرض والتي تحدث كل 3 - 5 سنوات.

 

حدث خلال الفترة بين عامي 1997 - 2000 أعلى معدل حدوث سنوي للسعال الديكي عند الرضع دون عمر السنة (55.5 حالة لكل 100000 نسمة). أما في عام 2002 فقد شكلت هذه المجموعة ما نسبته 24 ٪ من كل الحالات المسجلة. لقد ازداد معدل حدوث السعال الديكي عند المراهقين والبالغين إلى نسبة 62 ٪ و 60 ٪ بالترتيب خلال الفترة بين عامي 1997 و 2000 مقارنة مع معطيات الترصد خلال الفترة ما بين عامي 1994 – 1996. يمكن أن تعكس هذه الزيادة تغيرة في توثيق الحالات أو أنها زيادة حقيقية. وفي عام 1995 حدثت تغيرات في معايير توثيق حالات السعال الديكي وشمل ذلك ناحيتين، حيث أصبح تفاعل سلسلة البوليميراز PCR طريقة مؤكدة للتشخيص، كما أصبحت مجموعة بيانات السعال الديكي ترتبط وبائياً بحالة اخرى للسعال الديكي. لقد أثرت هذه التغيرات مبدئياً على توثيق الحالات عند الأشخاص الذين أعمارهم 10 سنوات أو أكثر. إن زيادة التعرف على السعال الديكي وزيادة تشخيصه عند مجموعات الأشخاص الأكبر سناً ساهمت على الأغلب في الزيادة الكبيرة للحالات المسجلة عند المراهقين والبالغين والتي حصلت حديثاً.

 

سجل حدوث السعال الديكي خلال الفترة ما بين عامي 1990 -  1996 عند 10650 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة أشهر وأربع سنوات و كانت حالاتهم التلقيحية معروفة، وقد وجد أن %54 منهم لم يتلقوا تلقيح DTaPالمناسب لأعمارهم.

 

 

تعريف الحالة:

 

الحالة السريرية للسعال الديكي هي أي مرض حاد يترافق مع السعال، ويستمر أسبوعين على الأقل، مع وجود أي مما يلي، صفات انتيابية للسعال، (شهقة whoop) شهيقية، الإقياء الذي يتلو السعال، ودون وجود سبب ظاهر. 

 

 

تصنيف الحالة:

 

في الحالة المرجحة Probable case: توافق تعريف الحالة السريرية، لكن دون وجود إثبات مخبري، ولا تكون مرتبطة وبائية مع حالة مؤكدة مخبرية. 

 

في الحالة المؤكدة Confirmed case: هي الحالة المطابقة للحالة السريرية والمؤكدة مخبرياً أو المرتبطة وبائياً بحالة مؤكدة مخبرياً. 

 

إن تعريف الحالة السريرية الآنف الذكر مناسب للحالات المستوطنة والحالات الإفرادية. أما تعريف الحالة في اثناء الجائحات بما فيها التعرض ضمن المنزل فهو مرض حاد يترافق بسعال يستمر أسبوعين على الأقل، وبدون أعراض أخرى. 

 

 

المصدر: 

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.