غيرة الطفل من المولود الجديد (دلع أم مرض)
يرى الطفل الأول أنه محل أنظار الجميع ، ومحط إهتمامهم ، فالكل يحمل ويطعم ويشتري له بطلب منه وبدون طلب ،كيف لا وهو الكائن الجديد الذي أدخل البهجة والسرور على أفراد الأسرة ، لكن ماهي إلا سنوات حتى يأتي من يشاركه أو بمعنى أصح يزاحمه في ذلك الحب والدلال ، فكيف ستكون ردة فعله؟
غالبا ما يتبع الطفل (ذو 3 أو 4 سنوات) أسلوب مصطنع بإظهار حبه للمولود الجديد ، وإضمار غضبه نحوه ، لكن سرعان ماتفضحه مشاعره من خلال حاجته الملحة لضرب المولود أو أحد الوالدين كتعبير منه عن شد الإنتباه ، وحب التملك .
إن تصرفات الطفل تنم عن غيرته ، وهذه الغيرة قليلها مفيد ، كأن تكون حافزا له لشد الهمم في بعض الأمور (إستعمال الحمام بدل الحفاظ ، رمي المصاصة أو اهدائها للمولود الجديد ) ، وكثيرها مضر ، من خلال تصرفاته العدوانية (المضايقة ، التخريب ) ، مشاكل نفسية (سرعة الغضب ، العناد ، التظاهر بالمرض ) ، مشاكل صحية (فقدان الشهية ، التبول اللإرتدي ، فقدان النطق ، مص الأصابع ، قضم الأظافر ) .
والغيرة ليست حسدا (تمني زوال النعمة عن الغير )كما يظنها البعض وإنما هي القلق حيال عدم الحصول لأمر معين قد حصل لغيره ، فهي " مشاعر فطرية معقدة ومركبة في نفس الإنسان يصعب السيطرة عليها والتحكم فيها ، وتطورها يؤدي إلى اضطرابات نفسية تحرمه من السلام الداخلي"1.
ولتفادي تلك المشاكل لابد على الوالدين تهيئة طفلهما لفكرة تواجد غيره ، فهذا من شأنه أن يخفف من حدة الأمر ، وذلك من خلال :
* اشعاره أنه مهم في حياتهما مهما كان عدد الإخوة من بعده ، كمشاركته الرأي في لون ملابس الطفل الجديد ومساعدته لهما في تجهيز غرفة المولود.
* عدم الإلتهاء عنه من ناحية التقبيل والعناق واللعب معه وهذا لتعزيز الحب والثقة .
الغيرة بين الإخوة أمر بديهي ، فحب الوالدين لا أحد يستطيع الإستغناء عنه ، لكن مع أخذ بعض التدابير ، سيسهل التعامل مع هذه الحالة الشعورية .
كتابة: ياقوت الجزائر
المصادر:
1_اسلام ويب islamweb.net
25/11/2019 معا نربي ونعلم