القائمة الرئيسية

الصفحات

 


الاكتئاب عند الأطفال: 

 

مفهوم الاكتئاب ومظاهره: 

 

تشير كلمة الاكتئاب في اللغة العربية إلى الحزن والكآبة. فالاكتئاب يعكس عند الطفل مشاعر الكآبة والحزن والسأم والعزلة، وعدم السعادة واضطراب العلاقة بالأنا وبالآخر، وقلة الحيلة وانخفاض الحساسية والهمة.

 

والاكتئاب هو شعور بالحزن والغم مصحوب غالباً بانخفاض في الفاعلية. وهناك من يوصف الاكتئاب على أنه اضطراب عاطفي يتمظهر بأعراض نفسية وبدنية سريرية، تعكس مزاج المريض ومعاناته. وتتداخل في هذا الاضطراب عوامل بيئية وثقافية، وبيوكيميائية وراثية، وتركيب شخصية في حدوثه. 

 

في حين يرى البعض الآخر أن الاكتئاب يصف خبرة ذاتية وجدانية تسمى حالة مزاجية أو إنفعالية، والتي قد تكون عرضاً دالاً على اضطراب جسمي أو عقلي أو اجتماعي، وكلمة Syndrome مركبة من أعراض معرفية ونزوعية (إرادية) وسلوكية وفيزيولوجية، بالإضافة إلى الخبرة الوجدانية. 

 

وهناك أيضاً من يعرف الإكتئاب على أنه حالة انفعالية تتضمن: 

 

تغير محدود في المزاج، مثل مشاعر الحزن، والوحدة، واللامبالاة بحيث تكون مفهوماً سالباً عن الذات وتحقيرها ولومها، ورغبات في عقاب الذات، مع الرغبة في الحروب والاختفاء والموت، وتغيرات في النشاط مثل: صعوبة النوم، وصعوبة الأكل، وتغيرات في مستوى النشاط، مثل: نقص أو زيادة في النشاط.

 


أنواع الاكتئاب:


يمكن أن يصنف الاكتئاب إلى صنفين أساسيين هما: الاكتئاب الداخلي المنشأ Endogenous:

 

وهو اضطراب تلعب فيه العوامل الوراثية - البيولوجية دوراً هاماً. وهذا النوع من الاكتئاب يكون شديداً، يحدث دون وجود عامل هام مسبب. ويميل إلى الانتكاس والحدوث بشكل متكرر، وغالباً ما توجد قصة عائلية لاضطراب عقلي مماثل عند الأسرة. 

 

أما النوع الآخر للاكتئاب، فهو الاكتئاب الخارجي المنشا Exagenous أو الاكتئاب العصابي:

 

وهذا النوع يكون ناتجاً عن ضغوط الحياة، وتكون أعراضه خفيفة، وأسبابه معروفة (شدات نفسية، أو ضغوط خارجية، أو مرض عضوي . فالحزن مثلاً شعور سوي ولكنه إذا زاد عن الحد الطبيعي أدى إلى الاكتئاب المرضي. وقد دلت الدراسات على وجود عدد متزايد من الأطفال المكتئبين ممن هم دون الثانية عشرة، حيث أن طفلاً من كل خمسة أطفال يعاني شكلاً من الاكتئاب. كما وجد لونکووتز أن هناك 5.2% من الأطفال مصابون بالاكتئاب.

 

بالإضافة إلى ذلك فقد أوضحت دراسات أخرى أن 58% من آباء الأطفال المكتئبين هم أيضاً مكتئبون. والاكتئاب يمكن ملاحظته بسهولة عند أطفال سن العاشرة من العمر حيث يظهر على شكل بكاء، وتكرار نوبات الغضب والبؤس. كما يمكن أن يكون الاكتئاب عند الأطفال سبباً لكثير من المشكلات السلوكية الأخرى مثل: 

 

• فقدان الشهية للطعام.

• آلام البطن.

• الصداع.

• التبول اللاإرادي.

• نوبات الغضب.

• الملل.

• التعب.

• ضعف القدرة على التركيز والنشاط الزائد.

•  المشكلات النفسجسمية. 

 

حيث تظهر هذه المشكلات كوسيلة لتغطية الشعور بالاكتئاب. وقد تزداد بعض صور الاكتئاب الملحوظ عند الأطفال لتصل إلى درجة الانتحار. أما جوزف وولب فيرجع الاكتئاب إلى عدة عوامل أهمها، عامل القلق، حيث أن الفرد الذي يعاني من حالة القلق ولفترة طويلة من الزمن فإنه من الممكن أن يصاب بالاكتئاب.

 

ولهذا تبين نتيجة الدراسات الحديثة عن الانتحار عند الأطفال دون سن 14 سنة في انكلترا بين عامي 1992 - 1998 أن 31 طفلاً قتلوا أنفسهم بواقع 1/800000 من عدد السكان.

 

 

كما أظهرت دراسات أخرى أن الأطفال في 12 سنة يهددون بقتل أنفسهم أو إيذائها، عندما يكونون في حالة غضب شديد، إلا أنهم يعدلون عن ذلك عندما يخف غضبهم. وهذا يعني أن الأطفال يعبرون عن المشاعر الانتحارية أكثر من القيام بالمحاولات الانتحارية الفعلية. 

 

أما عن الفروق بين الجنسين عند الأطفال في ظاهرة الانتحار فقد وجد دومینیان أن 80% من الأطفال في عينة من 1727 طفلاً ممن هم في سن العاشرة حاولوا الانتحار كانوا من الإناث، وكان أيضاً لدى الذكور مخاطر عالية في محاولة الانتحار. كما وجد أيضا أن 3-4 محاولات انتحار منالذكور يكون مقابلها 20 - 30 محاولة انتحار من الإناث.

 

 

المصدر:

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.