القائمة الرئيسية

الصفحات

 


مرض المكورات السحائية:

 

مرض المكورات السحائية هو مرض حاد قد يكون شديداً ينجم عن جرثومة النيسرية السحائية.

 

التأريخ:

 

إن أول وصف لمرض يعتقد أنه ناجم عن المكورات السحائية كان في القرن السادس عشر. أما أول وصف مؤكد للمرض، فكان عام 1805 من قبل ڤيوسو في سويسرا.

 

تم التعرف على الجراثيم في السائل الدماغي الشوكي للمرضى لأول مرة من قبل وتشسلبوم عام 1877.

 

إن النيسرية السحائية هي السبب الرئيس لالتهاب السحايا الجرثومي وللانتان في الولايات المتحدة، وقد تسبب أيضاً مرضاً موضعياً مثل ذات الرئة والتهاب المفاصل. كذلك فإن النيسرية السحائية سبب لأوبئة التهاب السحايا، وتجرثم الدم في المناطق الواقعة تحت الصحراء الإفريقية. وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن مرض المكورات السحائية كان السبب في وفاة 171000 شخص في العالم عام 2000.

 

تم ترخيص العمل بأول لقاح أحادي التكافؤ عديد السكاريد (الفئة C) في الولايات المتحدة عام 1974. أما اللقاح الحالي رباعي التكافؤ، فتم ترخيص استعماله في عام 1978 بينما تم ترخيص العمل بلقاح المكورات السحائية المقترن في أوروبا، وكان له الأثر الكبير على نسبة حدوث مرض المكورات السحائية بالنمط C في المملكة المتحدة، ومن المتوقع توفر هذا اللقاح في الولايات المتحدة في المستقبل. 

 

 

النيسرية السحائية:

 

النيسرية السحائية أو المكورات السحائية هي مكورات مزدوجة هوائية سلبية الغرام وثيقة الصلة بالنيسرية البنية وبعدة أنواع غير ممرضة من النايسريات مثل النيسرية اللبنية. للجرثومة غشاءان: داخلي (هيولي)، وخارجي مفصولان بالجدار الخلوي. ويحتوي الغشاء الخارجي عدة پروتينات بنيوية تسمح للجرثومة بالتأثير على خلايا المضيف كما أن لها وظائف أخرى. 

 

يحاط الغشاء الخارجي بمحفظة من عديدات السكاريد، وهي ضرورية للإمراضية؛ نظراً لأنها تساعد الجراثيم على مقاومة البلعمة، والانحلال المتواسط بالمتممة. 

 

تشكل بروتينات الغشاء الخارجي، وعديدات السكاريد المحفظية المستضدات السطحية الرئيسة للجرثومة.

 

تصنف المكورات السحائية باستعمال الطرق المصلية اعتماداً على بنية المحفظة عديدة السكاريد. وقد تم وصف 13 محفظة عديدة سكاريد متميزة مستضدياً وكيمياوياً. إن بعض السلالات (غالباً تلك التي تسبب حالات الحمل اللاعرضي في البلعوم الأنفي ليست مصنفة ضمن مجموعات، وليس لها محفظة. 

 

تنجم معظم حالات المرض الغازي تقريباً عن واحدة من خمس زمر مصلية، هي: A,B,C,Y,W135. وتعتمد الأهمية النسبية لأي من هذه الزمر المصلية على الموضع الجغرافي إضافة لعوامل أخرى مثل العمر. على سبيل المثال تعتبر الزمرة المصلية A السبب الرئيس للمرض في المناطق تحت الصحراء الإفريقية، بينما نادراً ما يتم عزلها في الولايات المتحدة.

 

تصنف المكورات السحائية تصنيفاً آخر اعتماداً على بعض بروتينات الغشاء الخارجي. ويمكن للتصنيف الفرعي الجزيئي باستعمال تقنيات مخبرية متخصصة (مثل الرحلان الكهربي على الحقل النابض) أن يقدم معلومات وبائية مفيدة. 

 

 

الإمراض:

 

تنتقل المكورات السحائية عن طريق القطيرات الضبوبية أو مفرزات البلعوم الأنفي للأشخاص المستعمرين. حيث ترتبط بالخلايا المخاطية بالبلعوم الأنفي، وتتضاعف فيها. وقد تخترق الجرثومة الخلايا المخاطية عند نسبة قليلة (أقل من 1%) من الأشخاص المستعمرين، وتدخل المجرى الدموي، ومن هناك تنتشر لعدة أعضاء. تعتبر الجراثيم في حوالي 50% من الأشخاص المصابين بتجرثم الدم الحاجز الدموي الدماغي وتصل للسائل الدماغي الشوكي، مما يؤدي لحدوث التهاب السحايا القيحي. وقد يكون من العوامل المساهمة في ذلك حدوث انتان علوي تنفسي سابق. 

 

 

فترة الحضانة:

 

تبلغ فترة حضانة مرض المكورات السحائية 3-4 أيام (يتراوح المجال بين 2-10 أيام). 

 

 

الأعراض السريرية:

 

إن التهاب السحايا هو التظاهرة الأكثر شيوعاً لمرض المكورات السحائية الغازي، وينجم عن الانتشار الدموي للجراثيم. وهو يشابه الأشكال الأخرى لالتهاب السحايا القيحي الحاد. ويتصف بالبدء المفاجىء للحمى والصداع وصلابة العنق، ويترافق غالباً مع أعراض أخرى مثل الغثيان، والإقياء، ورهاب الضوء، وتبدل الحالة العقلية. يمكن عزل المكورات السحائية من الدم عند أكثر من 75% من الأشخاص المصابين بالتهاب السحايا.

 

يحدث الانتان بالمكورات السحائية (خمج المجرى الدموي أو إنتان الدم بالمكورات السحائية) بدون التهاب السحايا في 5-20% من أخماج المكورات السحائية الغازية. وتتميز هذه الحالة ببداية مفاجئة للحمى والطفح الحبري أو الفرفري، ويترافق ذلك غالباً مع هبوط الضغط، والصدمة، والنزف الكظري الحاد، وقصور العديد من الأعضاء. 

 

تشمل التظاهرات الأخرى الأقل شيوعاً لمرض المكورات السحائية ذات الرئة (5-15%)، التهاب المفاصل (2%)، التهاب الأذن الوسطى (1%)، والتهاب لسان المزمار (أقل من 1%). 

 

يصل معدل إماتة الحالات 9-12% حتى مع المعالجة المناسبة بالمضادات الحيوية. أما في انتان الدم بالمكورات السحائية، فيتجاوز معدل الإماتة نسبة 40%. ويكون لدى أكثر من 20% من الناجين عقابيل دائمة مثل فقد السمع أو الأذية العصبية أو فقد الطرف.

 

 

التشخيص المخبري:

 

يتم تشخيص مرض المكورات السحائية الغازي بشكل نموذجي بعزل النيسرية السحائية من المواقع التي تعتبر عقيمة في الحالة الطبيعية. ومع ذلك فقد تكون حساسية الزرع الجرثومي منخفضة خاصة عندما يجرى بعد بدء المعالجة بالمضادات الحيوية. إن ظهور مكورات مزدوجة سلبية الغرام في السائل الدماغي الشوكي الذي جرى تلوينه بملون غرام يقترح بقوة التهاب السحايا بالمكورات السحائية. 

 

إن الكواشف kits المستعملة لكشف المستضد عديد السكاريد في السائل الدماغي الشوكي

سريعة ونوعية، لكن نتائجها السلبية الكاذبة شائعة خاصة في حالة الإصابة بالنمط المصلي B. أما الاختبارات المستضدية على البول أو المصل فلا يعول عليها. 

 

يمكن استخدام الاختبارات المصلية (مثل المقايسة المناعية الإنزيمية immunoassay enzyme) الأضداد عديد السكاريد كجزء من التقويم عندما يشتبه بالمكورات السحائية، لكن لا يجوز استعمالها لإثبات التشخيص. 

 

 

المصدر: 

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.