الخفقان
هل سبق لك وأن شعرت بدقات قلبك؟ لابدّ من أنك قد عانيتَ يوماً من تسارع في ضربات قلبك أو ما يسمى بالخفقان في مواقف كثيرة! هل هذا الشعور والتسارع طبيعيي؟ ومتى يجب القلق منه؟
الخفقان عرض شائع جداً، وقد يكون مخيفاً للمريض أحياناً. وقد يستخدم المريض هذا المصطلح لوصف طيف واسع من الاحساسات المتنوعة تشمل الضربات القلبية السريعة أو البطيئة أو القوية بشكل شاذ. أو حتى أنه يستخدم لوصف الألم الصدري أو ضيق التنفس.
يجب أن يركز التقييم الأولي على تحديد الآلية المحتملة لحدوث الأعراض، وعلى وجود أو غياب مرض قلبي مستبطن مهم.
إنّ الوصف المفصل للإحساس الذي يشعر به المريض عنصر جوهري، ومن المفيد غالباً أن نسأل المريض أن يقلد إحساسه الذي يشعر به لضربات قلبه، بأن ينقر على صدره أو على الطاولة.
يمكن الوصول عادةً للتشخيص المبدئي المؤقت اعتماداً على القصة المرضية الدقيقة والشاملة. ومن غير الضروري غالباً إجراء الاستقصاءات.
الأسئلة الهامة في تقييم الخفقان:
• هل الخفقان مستمر أم متقطع؟
• هل ضربات القلب منتظمة أم غير منتظمة؟
• ما هي القيمة التقريبية لعدد ضربات القلب؟
• هل تحدث الأعراض على شكل نوبات متفرقة؟
• هل حدوثها مفاجئ؟
• كيف يتم إجهاض هذه الهجمات؟
• هل توجد أية أعراض مرافقة؟ مثل الألم الصدري أو خفة الرأس أو البوال هذا الأخير مظهر لتسرع القلب فوق البطيني.
• هل توجد أية عوامل محرضة؟ مثل الجهد أو الكحول؟
• هل توجد قصة إصابة بمرض قلبي بنيوي؟ مثل الداء الإكليلي أو الداء الدسامي.
على كل حال قد يكون من الضروري الحصول على تسجيل لتخطيط القلب الكهربائي خلال هجمة الخفقان النموذجية بقصد وضع التشخيص النوعي.
تنجم النوبات القصيرة المتكررة عن ضربة قلبية غير منتظمة ناجمة عادةً عن خوارج الانقباض الأذينية البطينية (الضربات المنتبذة). يصفها بعض المرضى على أنها نقرة أو صدمة على الصدر. بينما يصفها آخرون على أنها ضربات ساقطة أو محذوفة. غالباً ما يتواتر ظهور خوارج الانقباض أكثر خلال فترات الشد أو الوهن. كذلك قد يتحرض حدوثها بتناول الكحول أو بعض المنتجات الغذائية مثل الجبنة أو الشوكولا.
تعد النوبات غير المحددة بدقة المؤلَفة من ضربات عنيفة وقوية وسريعة نسبياً (90-120 نبضة/دقيقة) مظهراً شائعاً للقلق، وإن هذا النوع من معقد الأعراض قد يكون أيضاً مظهر لأشكال أخرى من الدوران مفرط الحركية مثلما عليه الحال عند المصاب بفقر الدم أو بالانسمام الدرقي أو عند الحامل، وقد يحدث في بعض الأمراض الدسامية (مثل القلس الأبهري).
غالباً ما تنجم النوبات المتفرقة من ضربات القلب السريعة جداً (أكثر من 120 ضربة/دقيقة) عن لانظميات انتيابية. يمكن لتسرع القلب الأذيني والوصلي والبطيني أن يتظاهر بهذه الطريقة. وبالمقابل فأن نوبات الرجفان الأذيني تتظاهر في الحالات النموذجية بشكل مميز بتسرع قلب غير منتظم بشكل غير منتظم.
الخفقان حميد في العادة، وحتى لو كانت أعراض المريض ناجمة عن اللانظميات فإن الإنذار جيد إذا لم يوجد مرض قلبي بنيوي مستبطن. تنجم معظم حالاته عن الإحساس بضربات القلب الطبيعية أو عن تسرع القلب الجيبي أو عن خوارج الانقباض الحميدة التي تتحرض بالشدة أو بالمرض العارض أو بتأثيرات الكافايين والكحول والنيكوتين.
ومع ذلك، فإن هذه التجربة قد تكون غير مريحة بل ومخيفة. في هذه الحالات قد يكون الشرح الجيد والتطمين الكافي كل ما هو مطلوب ولكن إذا استمرت معاناته من أعراض الضيق، فإن فترة معالجة بجرعة صغيرة من حاصر بيتا قد يكون مفيداً.
المصدر:
ديفيدسون (مبادئ وممارسات الطب الباطني)،
ترجمة: د. محمد عبد الرحمن العينية، دار القدس للعلوم للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة العربية الأولى، دمشق، 2005.
كتابة : هيا سليم