القائمة الرئيسية

الصفحات

اضطراب الكرب التالي للرضح(اضطراب ما بعد الصدمة)

 

اضطراب الكرب التالي للرضح(اضطراب ما بعد الصدمة)

الاضطراب الذي يلي الكرب او الصدمة (PTSD) هو نوعٌ آخر من الاضطرابات التي تؤثر على صحة العقل٫ حيث انها حالةٌ مؤذية تؤثر على الحياة اليومية عن طريق استرجاع المصاب للذكريات المؤلمة وتحديداً الصادمة منها٫ ولا تكون ذكرياته عن الحدث عابرةً كأي ذكرى بل تترافق مع أفكار مزدحمة وخارجة عن السيطرة٫ وبالعديد من الكوابيس٫ وما يرتبط فيها من قلقٍ وضيق.

يصاب معظم من تعرضوا لمواقف مؤلمة بصعوباتٍ لتجاوزها قبل المضي قدماً٫ ومن الطبيعي ان يحتاج الانسان لعناية جيدة و وقتٍ كافٍ للتكيف مع الصدمة او الاحداث المؤذية. لكن ماذا لو اشتدت الأعراض وتفاقمت الأضرار٫ واستمرت لما يزيد عن بضعة أيام او شهورٍ أو حتى سنين٫ لتصبح كفيلة بسلبنا القدرة على اداء النشاطات او المهام اليومية ، المعاناة من هذا الوصف قد تكون دليلاً على وجود اضطراب الكرب.

ما هي أعراض الاضطراب التالي للصدمة؟

يُحتمل أن تبدأ أعراضه في غضون شهرٍ واحد من التعرض للحدث الصادم٫ وقد تتأخر المؤشرات في الظهور وتبقى مختبئةً لما يصل لعدة سنوات ولكنها ان وجدت ستظهر في النهاية. وتتعدد الهيئات والأشكال التي يأخذها اضطراب الكرب التالي للرضح لتقسم لأربعة أنواع وتسبب هذه الأنواع العديد من الأعراض كالتالي:

- تكرار الذكريات المزعجة والمؤلمة والغير مرغوب بها٫ والتي تتمحور عن الحدث او الأحداث الصادمة التي تم التعرض لها.

- تكرار الشعور وعيش اللحظة مجددا واسترجاع الذكرى بوضوح زائد كما لو انها تحدث من جديد.

- الأحلام المزعجة أو المخيفة والكوابيس التي ترتبط بالحدث الصادم.

- ردود افعالٍ جسمانية تظهر عند مصادفة ما يساهم بتذكير المصاب بالحدث٫ بالإضافة لضغطٍ عاطفيٍ شديد.

- محاولات للتجنب والامتناع عن التحدث او التفكير بالحدث الصادم.

- الابتعاد عن الأشخاص والأنشطة وحتى الأماكن التي تسبب تذكير الشخص بالحدث الصادم.

- التفكير بصورة سلبية تجاه النفس أو الٱخرين.

- فقدان الأمل من المستقبل.

- المعاناة من مشكلات في الذاكرة.

- مواجهة صعوبات بالحفاظ على علاقة او علاقات وثيقة.

- مشاعر بالانفصال والابتعاد عن الأسرة أو الاصدقاء.

- انعدام الاهتمام بالانشطة ذات الاهمية في السابق.

- أن يكون الشعور بالاحاسيس الايجابية أمرا صعباً.

- الاصابة بخدر انفعالي.

- سهولة الاصابة بالذعر.

- الانتباه المستمر لوجود خطر ما.

- تدمير الذات وتعذيبها عن طريق سلوكيات خطيرة او مضرة للصحة مثل الافراط بشرب الكحول او القيادة المتهورة.

- مصاعب ومشاكل في النوم والتركيز.

- ظهور سلوك عدواني أو نوبات غضب أو التهييج بسرعة.

- الشعور بالذنب والعار.

قد تظهر بعض هذه المؤشرات او العديد منها على المصاب باضطراب الكرب التالي للرضح٫ بحسب النوع الذي اصابه٫ اما عند الاطفال دون الست سنوات قد يكرر الطفل تمثيل الموقف الصادم اثناء اللعب٫ وقد يعاني من احلام تسبب له الخوف سواء كانت متعلقة بالصدمة او لم تكن.

كما يمكن أن تختلف الأعراض وتتفاوت حدتها بين المرضى٫ قد تسيطر عليك مشاعر الضيق والخوف بمجرد سماع أصوات روتينية مثل فرقعة السيارات ولكنها تذكرك باصوات الاسلحة او ايٍ مما سمعته خلال عيشك لذاك الحدث المؤلم٫ وقد تظهر العلامات التالية للصدمة عند قراءة خبر ما او مشاهدة التلفاز اثناء وجود مشهد مشابه للذي تعرضت له٫ وقد يكون هذا كافيا للتذكر وللاصابة بالالم والخوف اللذان يصاحباه.

ما هي أسباب الاضطراب التالي للصدمة؟

قد يصاب الانسان بهذا الاضطراب عند المرور بحدث او موقف صادم او عنيف سواء كان الشخص ذاته هو الضحية او اذا كان مجرد متفرج او حتى عند علمه بحدوثه. ومن الأمثلة على الأحداث الصادمة: الاصابات الخطيرة٫ رؤية شخص يفقد الحياة٫ الانتهاكات الجنسية٫ التهديد.

لا يوجد سببٌ واضحٌ او دقيقٌ معروف للاصابة باضطراب الكرب الا ان الاصابة به قد تكون عند وجود مزيجٍ مما يلي:

- الرضح الشديد والتجارب المرهقة.

- وجود مخاطر نفسية وراثية.

- خصائص الشخصية او الحالة المزاجية.

- الكيفية التي يقوم الدماغ من خلالها بتنظيم الهرمونات او المواد الكيميائية التي يفرزها الجسد اثناء استجابته للارهاق او الاجهاد.

بالرغم من انتشار و شيوع اضطراب ما بعد الصدمة الا انه في بعض الحالات تزداد فرصة الاصابة به وتكون هذه الحالات مثل: التعرض للاعتداء او الصدمات بفترة الطفولة٫ العمل في وظيفة تستدعي مواجهة اشكال ونتائج الخطر مثل الجيش او الطوارئ٫ القلق او الاكتئاب او غيرها من المشاكل النفسية٫ التعرض للعنف والاذى الجنسي٫ التعرض للحوادث او التهديد او القتال وهناك العديد من العوامل والمواقف الأخرى الصادمة والخطرة.

في كثير من الاحيان لا تقتصر النجاة على البقاء على قيد الحياة٫ فقد يكون الخطر لايزال موجودا في النفس حتى بعد مرور الزمن٫ لا تتجاهل الضيق والخوف اذا ما اشتدا واصبحا عقبة بينك وبين حياتك اليومية وراحتك فقد يكون السبب وراءهما يستدعي طلب المساعدة والحصول على العلاج.

المصدر