تدبير الصداع عند الأطفال:
يعتبر الصداع سبباً شائعاً للمرضى من الأطفال للحصول على الرعاية الطبية. يمكن أن ينتج الصداع عن عدد من الأسباب، بما في ذلك الاستعداد الوراثي، والصدمات، والكتلة داخل الجمجمة، ومرض التمثيل الغذائي أو الأوعية الدموية، أو التهاب الجيوب الأنفية. إن إدراك أن صداع الأطفال يمكن أن ينتج عن أسباب أولياً وثانوياً أمر بالغ الأهمية لعلاجهم.
وقد يكون الصداع وعائياً (الشقيقة ، AVMs) أو من النمط التوتري Tension أو قد ينجم عن ارتفاع التوتر داخل القحف Increased Intracranial Pressure(التصنيف حسب لجنة تصنيف الصداع التابعة لجمعية الصداع العالمية).
تشمل الأسباب الأخرى بعض الأمراض الجهازية (الأخماج الفيروسية Viral Infections) والتهاب الجيوب Sinusitis وخراجات الأسنان وضعف الرؤية Impaired Vision، وإصابة المفصل الصدغي الفكي. يعتقد أن صداع الشقيقة ناجم عن توسع الأوعية vasodilitation داخل القحف استجابة لمنبه وعائي أو عصبوني. قد ينجم الصداع التوتري Tension عن التقلص العضلي الخفيف المديد.
ومن المهم عند المرضى الذين يتظاهرون بصداع جديد حاد في الأورام والنزوف داخل القحف واستسقاء الرأس الحاد والتهاب السحايا. ويكون لدي الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى سبب سليم للصداع.
تشمل أعراض ارتفاع التوتر داخل القحف الصداع الذي يوقظ المريض من النوم والصداع المترافق مع الغثيان والإقياء والصداع الذي يسوء بالمناورات التي ترفع الضغط الوريدي وتزايد تواتر وشدة الصداع مع الوقت. وتشمل علامات ارتفاع التوتر داخل القحف شلل العصب السادس ووذمة حليمة العصب البصري.
أما الشقيقة فهي صداع شديد متكرر نابض بؤري غالباً، قد يسبق بالنسمة وقد يكون له عوامل مثيرة.
في حين أن الصداع التوتري صداع ثابت منتشر يشبه العصابة. إن الورم الدماغي الكاذب متلازمة من صداع متكرر ناجم عن ارتفاع التوتر داخل القحف مع تصوير عصبي طبيعي.
التشخيص التفريقي DIFFERENTIAL DIAGNOSIS:
تبقى الشقيقة حالة قليلة التشخيص عند الأطفال، وهي صداع شديد متكرر نابض وبؤري غالباً، وقد يتحرض بالشدة أو تناول أنواع معينة من الطعام (مثل الشوكولا). تسبق حوالي 20% من الحالات بالنسمة Aura التي تكون بصرية عادة.
تترافق الشقيقة غالباً بأعراض أخرى مثل رهاب الضوء والغثيان والإقياء والألم البطني والتعب. يكون لدى معظم الأطفال قصة عائلية للشقيقة. يؤدي النوم في كل الحالات تقريباً لزوال الصداع. تصنف الشقيقة إلى الشقيقة المعقدة عندما تترافق و / أو يليها خلل عصبي عابر مثل الضعف / الشلل وفقد الحس وصعوبة التكلم أو تبدلات في الرؤية أو الحالة العقلية.
يوصف الصداع التوتري عادة بأنه صداع ثابت منتشر متناظر يشبه العصابة Bandlike، وهو يحدث بشكل أشيع عندما يتعرض المريض للشدة أو التعب. لا يوجد عادة تظاهرات عصبية أو عامة (الغثيان) مرافقة. لا يتداخل الصداع التوتري عادة مع نشاطات الطفل اليومية الطبيعية (مثل حضور المدرسة).
يعرف الورم الدماغي الكاذب أيضاً بفرط التوتر داخل القحف مجهول السبب، وهو غير شائع لكنه سبب هام للصداع، وهو يحدث بشكل نموذجي عند المراهقات زائدات الوزن أو مترافقاً مع استخدام التتراسيكلين أو الستيرويدات القشرية. ويعتقد أن الورم الدماغي الكاذب ناجم عن ضعف ارتشاف السائل الدماغي الشوكي CSF.
بالفحص السريري توجد وذمة حليمة العصب البصري ومع ذلك تترافق هذه الحالة مع الطبقي المحوري CT طبيعي رغم ارتفاع التوتر داخل القحف. يبدي البزل القطني المتكرر ارتفاع في ضغط الانفتاح، وقد يؤدي إلى تخفيف الصداع. قد يكون الأسيتازولاميد مفيداً، وقد تحتاج الحالات الأكثر شدة إلى المداخلة الجراحية (تثقيب fenestration غمد العصب البصري).
المعالجة TREATMENT:
تؤثر المسكنات مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين بشكل أفضل عند الأطفال المصابين بالشقيقة مقارنة مع البالغين، كذلك يفيد الميتوكلوبراميد عند بعض المرضى. يمكن للسوماتريبتان Sumatriptan أو الإرغوتامين Ergotamine(كلاهما مقبض وعائي) أن يفرجا أو يقيا من صداع الشقيقة إذا أعطيا في مرحلة باكرة من سير المرض. يجب على المرضى تجنب المثيرات المعروفة. تحتاج الشقيقة المعقدة الناكسة والشقيقة التي تتداخل فعلياً مع الحياة اليومية إلى المعالجة الوقائية.
يستجيب الصداع التوتري إلى المسكنات التي تعطى دون وصفة طبية و الراحة. وقد تكون تقنيات تدبير الشدة والتلقيم الحيوي الراجع مفيدة أيضاً.
المصدر:
مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.