القائمة الرئيسية

الصفحات


 حيل الدفاع النفسي: 

 

تعتبر حيل الدفاع النفسي محاولات للإبقاء على حالة التوازن النفسي من أن يصيبه الخلل، وهذه الحيل يلجأ إليها الناس في حياتهم سواء أكانوا أسوياء أم شواذ، ولكن الفرق هو أن هذه الحيل تكون معتدلة ومعقولة عند الأسوياء، ومبالغ فيها عند الشواذ، والفرق بين الاستجابات السوية والاستجابات غير السوية هو في الدرجة. 

 

 

أهم حيل الدفاع النفسي:

 

وأهم حيل الدفاع النفسي الأكثر حدوثاً في مرحلة الطفولة ما يلي: 

 

 

1. النكوص: هو العودة إلى سلوك غير ناضج كان يجد فيه الطفل بعض المتعة والراحة حين مواجهة مشكلة ما. مثال: حينما يلجأ الطفل في سن السادسة مثلاً إلى التحدث بلغة ابن الثانية، أو التبول على ثيابه، أو الميل إلى التخريب من أجل الفت انتباه الوالدين، أو التمارض من أجل العناية به.

 

2.الإسقاط: وهو ميل الفرد إلى أن ينسب ما في نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة ويلصقها بالآخرين أو القدر أو سوء الحظ، ومثال ذلك: اتهام الطفل غيره بأنه عدواني وبأنه يوسخ ثيابه أو يمص إصبعه بالرغم من أن هذه الصفات أو بعضها موجودة لديه ويحاول أن ينفيها عن نفسه.

 

3.التبرير: وهو تعليل السلوك بأسباب تبدو منطقية ومعقولة في حين أن الأسباب الحقيقية انفعالية وغير منطقية. والتبرير يختلف عن الكذب، حيث أن التبرير لا شعوري بينما الكذب شعوري.

 

4.الإنكار: وهو إنكار الفرد لما هو موجود فعلاً؛ لتجنب الألم، وأبعاد ذلك نفسية. ومثال ذلك إنكار الطفل الموت أمه والقول إنها موجودة في الغرفة المجاورة. 

 

5.الكبت: وهو ميل الفرد إلى إبعاد الأفكار والدوافع المؤلة أو المخزية المؤدية إلى القلق من حيز الشعور إلى اللاشعور تجنباً لمواجهتها وحماية الذات. مثال ذلك المرأة التي تعرف حقيقة خيانة زوجها وتكبت ذلك حفاظاً على أطفالها. وكذلك الموظف الذي يحقد على رئيسه في العمل ويكبت ذلك تجنباً من مواجهته وفقد وظيفته. 

 

6.الانسحاب: وهو الهروب من مواجهة المشكلات الحقيقية، ومن مصادر التوتر والقلق، والميل إلى العزلة والوحدة لتجنب الإحباط الذي ينجم حين  مواجهة هذه المشاكل. 

 

7.التقمص: وهو ميل الفرد إلى أن ينسب إلى نفسه صفات مرغوبة على غرار ما هو موجود عند شخص آخر توجد عنده هذه الصفات أو ينسب انتماؤه إلى مؤسسة الصفات التي يرغب فيها أو جماعة تتحلى بصفات حميدة فهو (ابن لفلان، أو طالب في كلية، أو ينتمي إلى قبيلة).

 

8.ردود الفعل العكسية: وهو التعبير عن الدوافع المستهجنة سلوكياً بشكل معاكس، أو استجابة مضادة، فالطفل الذي يكره أخاه الصغير يميل إلى المبالغة في حبه کرد فعل عكسي.

 

9.العدوان: وهو هجوم يوجه إلى مصدر خارجي قد يكون شخصاً أو أشياء مسؤولة عن إعاقة بالغة مثال: عدوان الطفل على أخيه أو على أدواته أو التشهير بأخيه والتحدث عنه باستخفاف.

 

10.الإعلاء أو التسامي: وهو الميل إلى الارتفاع بالدوافع والرغبات التي لا يقبلها المجتمع وينظر إليها نظرة استهجان، وتصعيدها إلى مستوی مرغوب والتعبير عنها بوسائل مقبولة ومرغوب بها من قبل المجتمع. مثال: ( إعلاء إشباع الدوافع إلى العدوان عند الطفل إلى الرياضة والقراءة والفن). 

 

11.أحلام اليقظة: وهي اللجوء إلى عالم الخيال لتحقيق ما عجز الطفل عن تحقيقه في الواقع. ومثال ذلك الإغراق المفرط في عالم اليقظة، فأحلام اليقظة تكون مفيدة لو كانت مؤقتة، ولكن في حالة استمرارها وسيطرتها على الطفل فإنها تقوده إلى الاضطراب النفسي. ومما لا شك فيه فإن أحلام اليقظة عند الطفل وتصوره لصراعاتها وإحباطاتها لو أنها تحققت حسب تخيل الطفل لأدى ذلك إلى زوال صراعه النفسي وشعوره بالإحباط. وأحلام اليقظة في الغالب تتخيل القوة والنجاح والعبقرية والتغلب على كل أنواع الصعاب فإذا ما ازدادت هذه الأحلام فإنها تسيطر عليه وتجعله حبيسها وتزيد من سوء توافقه النفسي. 

 

وبما أن لأحلام اليقظة فائدة كأن يرى الطفل نفسه طبيباً، أو طياراً، أو مهندساً مما يدفعه إلى مزيد من الجهد في دراسته وتحصيله، فقد يكون لهذه الأحلام من جانب آخر دور مخزٍ عند الطفل وعلى المجتمع وذلك كأن يرى الطفل نفسه غنياً يملك المال والجاه مما يدفعه إلى سرقة أهله أو الأشخاص المحيطين به وهذا ما يؤدي إلى الانحراف السلوكي والاضطراب عند الطفل. لذا لا بد للآباء والمربين من توجيه الطفل نحو عالم الحقيقة، وتدريبه على التفكير السليم مع استخدام الخيال في حدود معقولة ومنطقية. 

 

 

المصدر

 

الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.