خطورة التدخين السلبي
ربما تشعر بالأمان لكونك شخصاً غير مدخن أو قد تكون أحد الذين نجحوا فعلاً بالإقلاع عن التدخين ولكن من المؤسف ان هذا لا يكفي٫ فبمجرد استنشاق المواد السامة التي يحتويها هذا الدخان ستنال نصيبيك من الاضرار الخطيرة على الصحة وبالتأكيد هذا لا يعني أبدا انه لا يوجد فرق بين الاستمرار بالتدخين او تركه فمخاطر استهلاك التبغ مرتفعة وجدية لدرجة الحاجة لتجنب التواجد مع شخص مدخن٫ فربما تكون مدركاً لمخاطر التدخين وهذا ما دفعك لتجنب استهلاكه ولكن المشكلة تكمن اثناء التعرض اللا ارادي للدخان الذي ينتشر بالجو بسبب حرق او تدخين السجائر وهذا ما يسمى (التدخين السلبي) ويؤدي الي العديد من الأمراض والمشاكل الصحية مثل: أمراض وسرطان الرئة٫ أمراض القلب٫ وغيرها.
والجدير في الذكر أن التعرض للتدخين السلبي أمر لا مفر منه بسبب وجود ما يقارب المليار من المدخنين حول العالم وهذا ما يجعل من واجبنا تجاه انفسنا واطفالنا التفكير بالحصول على كل الطرق والوسائل الي تساعد في تجنب هذه الأضرار حيث أنه يحتوي على العديد من المواد الكيميائية والسامة ومنها:
- المواد المستخدمة في تركيبة منتجات التنظيف(الأمونيا).
- البنزين الذي يوجد في الجازولين.
- الكادميوم وهو أحد المعادن السامة.
- مادة خطيرة تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية وتدعى السيانيد.
- الفورمالدهايد وهي واحدة من المواد الكيميائية المصنعة.
وهناك أيضا ما يُطلق عليه (التدخين التراكمي) والذي يعد خطراً بما يكفي لاثارة القلق حيث انه يكون على هيئة بقايا الدخان التي تلتصق بالغبار وبالأثاث والقماش وأيٍ من الأسطح التي تم تعريضها للدخان ويعتبر هذا النوع أكثر خطورة على الأطفال بسبب لمسمهم المتكرر للأشياء واحتكاكهم بالسجاد وقطع الأثاث الملوثة.
ما هي مخاطر التدخين السلبي؟
يساهم التعرض للتدخين السلبي حتى لو لوقتٍ قصير بالعديد من المشاكل الصحية الخطرة ومنها:
- من المعروف أن التدخين السلبي يسبب السرطان أو يرتبط بالإصابة بسرطان الرئة ويضاعف الخطر.
- أمراض القلب حيث أن التدخين السلبي يرفع من فرصة الاصابة بأمراض القلب بنسبة تقارب 25%.
- مشاكل وأمراض مزمنة تصيب الرئتين وخفض مستوى ادائهما.
- وزن منخفض لدى الجنين عند الولادة٫ فعندما تتعرض الأم اثناء فترة الحمل للتدخين السلبي تزيد احتمالية انجاب طفل منخفض الوزن.
- وأحد أكثر المخاطر رعباً والتي يسببها التدخين السلبي هو زيادة فرصة حصول متلازمة موت الرضع المفاجئ.
- كما أنه يسبب الربو وأمراض التنفس لدى الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي ويرتبط بزيادة فرصة حدوث هذه الأمراض اضافة للازيز الصدري٫ والرضع الذين يعيشون مع ذويهم من المدخنين يكونون الأكثر عرضة للاصابة بالتهاب الرئة أو الشعب الهوائية خصوصاً خلال عامهم الأول.
والآن بعد معرفة الكمية الهائلة من المخاطر التي يسببها التدخين السلبي من الطبيعي جدا أن تتساءل اذا ما كانت هناك أي طرق للوقاية وسترغب في تطبيقها على الفور ان وجدت ولحسن الحظ قد تكون بعض الارشادات والنصائح التي يمكن اتباعها والتي يمكنها أن تكون مفيدة جداً لتجنيبنا بعض التدخين السلبي أو الكثير منه وتتلخص في ما يلي:
- قم بوضع قانونٍ واضح ينص على رفض التدخين داخل منزلك ولا تشعر بالحرج حتى لو كان المدخن لحوحاً أو مستهتراً٫ ففتح النوافذ لا يكفي لتجنب المواد السامة التي سينشرها التدخين في أجواء المنزل ولا حتى استخدام المراوح وأنظمة التهوية لذا يكمن الحل الوحيد لابقاء هواء المنزل صحياً هو منع التدخين فيه.
- الأمر نفسه ينطبق على وسائل النقل فإذا ما كنت في سيارتك وأصر أحدهم على التدخين لا تكتفي بفتح النوافذ بل حاول التوقف والانتظار بضع دقائق لينتهي من التدخين خارج السيارة.
- كن حكيما باختيارك للأماكن واقصد منها من يطبق سياسة منع التدخين كالمطاعم والمحلات وغيرها وحاول دعمهم اذا ما كان بمقدورك ذلك والأمر نفسه مع دور الرعاية الصحية للأطفال أو المسنين مثلا.
وأخيرا اذا ما صادف وكنت مرتبطاً بشخص مدخن سواء في علاقة أو قرابة عائلية وكان لابد من التواجد حوله٫ قم بتشجيعه على الاقلاع و مساعدته على ادراك المخاطر التي يسببها التدخين بجميع أنواعه على أمل أن يزيد وعيه بالمخاطر التي يسببها لنفسه وللمجتمع ويقوى على ترك هذه العادة المؤذية.