السمنة (البدانة) عند الأطفال:
تعرف البدانة عند الأطفال بأنها BMI (مشعر كتلة الجسم) الذي يتجاوز الخط الخامس والتسعين 95 المئوي المناسب للعمر. وهي مشكلة تكاد تشكل وباء في العديد من الدول المتطورة حالياً.
فإذا كان مستشعر كتلة الجسم BMI بين الخط الخامس والثمانين المئوي والخط الخامس والتسعين المئوي، فإن الطفل يعتبر معرضاً لخطر تطور البدانة. يقدر حالياً أن 10% من الأطفال بين عمر سنتين إلى خمسة سنوات، و 15% من الأطفال الأكبر يعتبرون زائدي الوزن Overweight.
تحدث فترة تكاثر الخلايا الشحمية بين عمر سنتين إلى أربعة سنوات، ثم مرة أخرى أثناء البلوغ. مما يضع طبيب الأطفال في موقع يستطيع فيه التأثير على صحة مريضه حتى الكهولة.
ورغم أن السبب الأساسي هو ببساطة زيادة المدخول من الكالوري أكثر من المصروف، فإنه توجد واسمات جينية معينة تزيد خطر حدوث البدانة. تشمل العوامل المترافقة مع زيادة خطر البدانة عند الأطفال العوامل الجينية والعوامل المتعلقة بالوالدين والأسرة ونمط الحياة. قد يكون للنتائج الاجتماعية والنفسية للبدانة عند الطفل تأثير سيئ على تقدير الذات Self - esteemفي مرحلة حرجة من العمر، يجب أن تشمل إجراءات التشخيص عند الطفل البدين الاضطرابات الغدية (قصور الدرقية ومتلازمة كوشينغ) والمتلازمات الجينية وأورام الوطاء.
الانتشار:
تعتبر بدانة الأطفال مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعرض الأطفال والمراهقين لخطر الإصابة بسوء الصحة. لا يزال انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين مرتفعاً للغاية. للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى تسعة سنوات في العامين 2017-2018.
بلغت نسبة انتشار السمنة 19.3%، وأثرت على حوالي 14.4 مليون طفل ومراهق. كان انتشار السمنة 13.4% بين عمر سنتين إلى خمسة سنوات. و20.3% بين ستة إلى أحدى عشرة سنة، و 21.2% بين اثنتي إلى تسع عشرة سنة.
والسمنة لدى الأطفال هي أيضاً أكثر شيوعاً بين مجموعات سكانية معينة. حيث كان انتشار السمنة بنسبة 25.6% بين الأطفال من أصل إسباني، و 24.2% بين الأطفال السود غير اللاتينيين، و 16.1% بين الأطفال البيض غير اللاتينيين، و 8.7% بين الأطفال الآسيويين غير اللاتينيين.
السمنة والوضع الاجتماعي والاقتصادي:
خلال الأعوام 2011-2014، لوحظ أن هناك انخفاض في انتشار السمنة مع زيادة مستوى تعليم رب الأسرة. وقد بلغ معدل انتشار السمنة 18.9% بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-19 سنة في فئة الدخل الأدنى، و 19.9% بين فئة الدخل المتوسط ، و 10.9% بين أولئك في فئة الدخل الأعلى. وقد كان انتشار السمنة أقل في مجموعة الدخل الأعلى بين الأولاد الآسيويين غير اللاتينيين والأولاد من أصل إسباني.
وأيضاً كان انتشار السمنة أقل في مجموعة الدخل الأعلى بين الفتيات البيض غير اللاتينيين، والفتيات الآسيويات غير اللاتينيات، والفتيات من أصل إسباني. ولم يختلف انتشار السمنة حسب الدخل بين الفتيات السود غير اللاتينيين.
وصفت حالة تدعى (المتلازمة الاستقلابية X) تتكون من البدانة والمقاومة للأنسولين وفرط التوتر الشرياني وخلل شحوم الدم Dyslipidemia.
وتشمل الأمثلة على خلل شحوم الدم ارتفاع كولسترول المصل، وارتفاع البروتين الشحمي منخفض الكثافة [LDL]، وارتفاع الغليسيريدات الثلاثية، وانخفاض البروتين الشحمي عالي الكثافة [HDL] في المصل.
تزداد نسبة حدوث كل من الداء السكري النمط الثاني، والمرض الوعائي القلبي عند المرضى المصابين بهذه المتلازمة. تشمل الاختلاطات المحتملة الأخرى للبدانة:
• الاكتئاب
• توقف التنفس أثناء النوم
• مرض المرارة
• انزلاق مشاش رأس الفخذ
• البدء الباكر للبلوغ عند الإناث
تعالج البدانة بتبديل عادات التغذية (الحد من المدخول العالي للكالوري والأطعمة الغنية بالدسم)، وتطوير برنامج تمارين منتظم وتعديل السلوك (وضع الأهداف ومراقبة السيطرة على الذات). يجب الانتباه الدقيق من أجل المحافظة على نمو المريض وتطوره، وبنفس الوقت إنقاص مستشعر كتلة الجسم BMI مع الوقت. إن الخيارات الجراحية مقتصرة حاليا على البالغين.
عوامل خطورة السمنة عند الأطفال:
وتتلخص عوامل الخطورة للبدانة عند الأطفال، بما يلي:
• الوزن الزائد عند أحد الوالدين أو كليهما.
• كبر وزن الولادة.
• الأم السكرية.
• نقص مستوى الثقافة عند الوالدين.
• الفقر
• الطفل زائد الوزن بعمر ثلاث سنوات.
• زيادة فترة مشاهدة التلفاز.
• الخيارات القوتية الضعيفة.
• مستويات النشاط المنخفضة.
حقائق هامة: IMPORTANT FACTS
• يعتبر الطفل بديناً إذا تجاوز مشعر كتلة الجسم BMI الخط الخامس والتسعين المئوي المناسب للعمر.
• تزيد المتلازمة الاستقلابية X (البدانة والمقاومة للأنسولين وخلل شحوم الدم وفرط التوتر الشرياني).
• خطر تطور الداء السكري النمط الثاني والمرض القلبي الوعائي.
المصدر:
مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008