القائمة الرئيسية

الصفحات


 الوقاية بالمضادات الحيوية بعد التعرض للجمرة الخبيثة: 

 

وافقت FDA على استعمال البروكائين بنسلين والسيپروفلوكساسين والدوكسي سيكلين في معالجة الجمرة الخبيثة.

 

ورغم أن مقاومة العصيات الجمرية التي تحدث بشكل طبيعي للبنسلين نادرة، فقد سجل حدوث مثل هذه المقاومة. إن المضادات الحيوية فعالة ضد الأشكال المنتشة من عصية الجمرة، لكنها غير فعالة ضد الأشكال البوغية.

 

عندما يتم تعرض الرئيسيات من غير الإنسان لاستنشاق أبواغ العصية الجمرية فيمكن لهذه الأبواغ أن تبقى حية في النسج من دون إنتاش منه لعدة أشهر بعد استنشاقها. وهذه الظاهرة من تاخر إنتاش الأبواغ والتي تؤدي إلى تطاول دور الحضانة لم تلاحظ في طرق الخمج الأخرى غير الاستنشاق.

 

في إحدى الدراسات تم تعريض قرود المكاك أربعة أضعاف الجرعة المميتة LD50 من أبواغ الجمرة الخبيثة (جرعة الأبواغ التي تؤدي لموت 50% من الحيوانات المتعرضة)، وقد قدرت نسبة الأبواغ التي بقيت حية في نسيج الرئة لمدة 42 يوماً ب 15% - 20% ولمدة 50 يوماً ب 2% ولمدة 75 يوماً بأقل من 1%، كما تم كشف الأبواغ عند الحيوانات حتى بعد 100 يوم من التعرض.

 

لا تعرف مدة بقاء أبواغ الجمرة الخبيثة في نسيج الرئة عند الإنسان، ويعتقد أن الجرعة المميتة LD50 عند الإنسان مشابهة للجرعة عند الرئيسيات الأخرى. وعلى الأغلب تعتمد مدة بقاء الأبواغ على مقدار الجرعة المستنشقة. ويقترح دور الحضانة المتطاول الذي سجل في جائحة جمرة خبيثة استنشاقية في الاتحاد السوفييتي أن كميات الأبواغ القاتلة يمكن أن تبقى لأكثر من 43 يوماً بعد التعرض الأولي. 

 

 

الوقاية بعد التعرض في حالة الاستنشاق:

 

يوصى بالوقاية ما بعد التعرض بالمضادات الحيوية ضد العصية الجمرية بعد التعرض للضبوب الذي يحوي أبواغ عصية الجمرة. ويمكن أن يحدث مثل هذا التعرض في المخابر أو في حوادث الإرهاب البيولوجي. بينما لم يسجل حدوث جمرة خبيثة استنشاقية عند الإنسان نتيجة للتماس مع الجمرة الخبيثة التي تحدث بشكل طبيعي عند الحيوانات.

 

وافقت الى FDA على استعمال السيبروفلوكساسين والسوكسي سيكلين والبروكالين بنسيلين G في الوقاية عند الإصابة بالعصية الجمرية بطريق الاستنشاق. ونظراً للخوف من إمكانية مقاومة العصية الجمرية فيجب في البداية استعمال السيبروفلوكساسين أو الدوكسي سيكلين في الوقاية حتى يعرف 

 

التحسس الجرثومي. ويمكن تحويل الوقاية الكيماوية بالمضادات الحيوية إلى البنسلين VK أو الأموكسيسلين خاصة عند الأطفال عندما يعرف التحسس الجرثومي وتكون الجراثيم حساسة للبنسلين وكان بالإمكان الوصول إلى التراكيز المثبطة الصغرى minimum) MIC inhibitory concentrations) بالمعالجة الفموية. 

 

يجب الاستمرار بالمعالجة بالمضادات الحيوية لمدة 60 يوماً على الأقل حال استعمالها منفردة؛ نظراً لإمكانية بقاء الأبواغ بعد التعرض للضبوب. أما في حال توفر اللقاح فيمكن إيقاف المضادات الحيوية بعد استعمال ثلاث جرعات من اللقاح وفق الجدول النظامي (الأسابيع 0 ، 2 ، 4). وعلى الرغم من أن نظام التلقيح القصير (3 جرعات كان فعالاً عندما استعمل مع المضادات الحيوية للوقاية بعد التعرض، فإن مدة التعصين بعد التلقيح غير معروفة). لذلك يمكن أن يتطلب الأمر اللجوء للتلقيح الإضافي عندما يحدث تعرض لاحق.

 

 

استخدام المضادات الحيوية للوقاية بعد التعرض الجلدي أو الهضمي:

 

لم تجر حتى الآن أية دراسة محكمة على الحيوان أو الإنسان لتقويم استعمال المضادات الحيوية وحدها أو بمرافقة التلقيح بعد التعرض لعصيات الجمرة سواء عن طرق الجلد أو عن طريق الجهاز الهضمي.

 

يمكن حدوث التعرض الجلدي - ونادراً الهضمي - عند الإنسان بشكل تالٍ لجائحات الجمرة الخبيثة عند المواشي. وبسبب نقص المعلومات واعتماداً على الفيزيولوجيا المرضية pathophysiology وأطوار الحضانة المسجلة والمحاكمة السريرية للخبراء حالياً، فإن الوقاية بعد التعرض في هذه الحالات تكون بإعطاء المضادات الحيوية لمدة 7 - 14 يوماً. يمكن أن تشمل المضادات الحيوية السيبروفلوكساسين أو الأوفلوكساسين أو الدوكسي سيملين أو البنسلين أو الأموكسيسلين.

 

 

المصدر: 

 

المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. محمد أحمد نوح، دار القدس للعلوم، الطبعة الأولى 2005.