القائمة الرئيسية

الصفحات


 أمراض عيون الأطفال II: (الغمش)

 

الغمش AMBLYOPIA:

 

يعني الغمش حرفياً (الرؤية الكليلة Dull)، وهو يدل على تطور تناقص الرؤية في العين السليمة من النواحي الأخرى. تحدث هذه الحالة عند حوالي 22 - 5% من مجموع السكان. 

 

يكون الأطفال أكثر استعداداً لحدوث الغمش بين الولادة وعمر سبع (7) سنوات، وكلما تطور الغمش في فترة أبكر كان الخلل البصري أكثر شدة. يحدث الغمش الناجم عن الحول (وهو أشيع سبب للغمش عند الأطفال) نتيجة لتثبيط تشكل الأخيلة (الصور) الشبكية من العين سيئة الترصيف. كذلك يحدث الغمش نتيجة للحرمان البصري أو تشوش الصور بسبب العتامات في المحور البصري (عتامة القرنية، الساد) أو بسبب أسواء الانكسار غير المتساوية في كلتا العينين (تفاوت الانكسار في العينين Anisometropia). تشمل باقي عوامل الخطورة الخدج والقصة العائلية للغمش أو الحول. فالحول غير المعالج يؤدي إلى الغمش. 

 

والحول يحدث عند أربعة بالمئة 4% من الأطفال تقريباً. ونادراً ما يحدث الحول عند الطفل دون عمر الرابعة إلى ست (4-6) سنوات، فإن دماغ الطفل يبدأ بتثبيط الصورة من العين المنحرفة. وقد تترافق أمراض عصبية معينة مع نسبة حدوث أعلى للحول.

 

 

 

التظاهرات السريرية CLINICAL MANIFESTATIONS:

 

قد تكون الرؤية دون السوية Subnormal هي المظهر الوحيد للغمش، يؤدي الغمش غير المعالج لفقدان الرؤية المستمر وإلى تناقص الرؤية التجسيمية Stereopsis.

 

المعالجة TREATMENT:

 

إن الخطوة الأولى في معالجة الغمش هو إصلاح أي أسواء انكسار بواسطة النظارات. كما يجب إزالة أي عتامات بصرية (مثل الساد) إذا وجدت. إضافة لذلك يجب استعادة الترصيف العيني المناسب. وأخيراً فإن إغلاق العين التي تكون الرؤية فيها أفضل يجبر على تطور العين المصابة ومراكز الرؤية في الدماغ المرتبطة مع هذه العين. إن التداخل الباكر هام لتحريض الرؤية الطبيعية، ومن غير المحتمل أن تكون المعالجة بعد عمر ثمانية سنوات ناجحة.

 

 

حقائق هامة عن الغمش Important Facts About Ambylopia:

 

• يمثل الغمش سبباً شائعاً وعكوساً لفقد الرؤية عند الأطفال.

•  يعتبر الحول أشيع سبب للغمش عند الأطفال. لذا يجب معالجة الحول، لأن الحول غير المعالج يؤدي إلى الغمش.

• يعتمد العلاج الفعال على التشخيص الباكر وتحويل الطفل من أجل المعالجة بإغلاق العين السليمة والتخلص من الحالات المؤهبة. 

 

 

 

توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب العيون حول فحص الرؤية عند الأطفال:

 

• بالنسبة للولدان (حديثي الولادة)، فيتم إجراء اختبار منعكس الضياء القرني، والمنعكس الأحمر Red light reflex في الجهتين. وتتم إحالة الوليد إلى أخصائي العيون في حالة وجود منعكسات حمراء غير طبيعية، أو أي تشوهات عينية أخرى. 

 

• للأطفال بعمر ستة أشهر (6 أشهر) فتجرى لهم فحوصات، التثبيت على الضوء أو الألعاب الصغيرة، إغلاق عين واحدة، اختبار منعكس الضياء القرني، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، المنعكسات الحمراء بالجهتين. وتتم إحالة الطفل إلى اختصاص العينية في حالة الكره الشديد للإطباق Occlusion، الحول، الرأرأة، وجود منعكس أحمر غير طبيعي أو أي تشوه عيني آخر.

 

• أما بالنسبة للأطفال بعمر (ثلاث إلى أربع) سنوات، فيتم إجراء اختبار حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في أي من العينين و/أو عدم وجود اختلاف أكثر من خط واحد بين العينين في اختبار الرؤية، وكذلك في حالة الحول، أو أي تشوه عيني آخر.

 

• للأطفال بعمر خمس سنوات أو أكبر من ذلك، يتم إجراء فحص حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في عين واحدة أو بالعينين، وكذلك الحول أو أي تشوه عيني آخر.

 

أهمية فحص البصر: 

 

إن فحص الرؤية هام عند الأطفال؛ لأن العين الفتية هي جزء من جهاز ديناميكي يمكن أن يتأذى بسرعة عن الحرمان من الرؤية. يحتاج تطور الرؤية الطبيعي إلى إنتاج صور شبكية واضحة مع ارتصاف Alignmentعيني مناسب.  ويمكن إجراء مسح للرؤية عند الأطفال فوق عمر ثماني سنوات حسب الإرشادات المخصصة للبالغين. إن الأطفال الذين لديهم قصة خداج أو خمج داخل الرحم أو مرض في الجهاز العصبي المركزي أو قصة عائلية لمرض عيني لديهم خطورة أعلى للأمراض العينية ويتطلبون متابعة أكثر شمولية من قبل اختصاصي أمراض العين عند الأطفال Ophthalmologist.

 

 

المصدر: 

 

مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.