الأرق عند الأطفال Insomnia:
الأرق Insomnia:
الأرق هو عدم القدرة في الحصول على النوم الكافي، يتجلى في صعوبة البدء في النوم، أو عدم الراحة في أثناء النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه. كما يمكن أن يكون بالاستيقاظ المبكر في الصباح. فالكثير من الأطفال يصابون بالأرق الطويل الذي يكون بدوره مزعجاً للطفل ووالديه. فإذا تم التأكد من عدم وجود مرض عضوي مثل الإضطرابات المعدية أو ضيق في التنفس، أو ارتفاع في درجة الحرارة، فإن الأرق يكون عرضاً نفسياً يظهر على شكل إجهاد خلال النهار، وسرعة الاستثارة واختلال الأداء الوظيفي خلال ساعات النهار، يصاحب اضطراب الأرق شكاوى غير محددة بينها اضطراب الوجدان والذاكرة والتركيز.
يحتاج الأطفال والمراهقون إلى 9 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة. ويمكن أن يكون لمشاكل النوم، وقلة النوم آثار سلبية على أداء الأطفال في المدرسة، وأثناء الأنشطة اللامنهجية، وفي العلاقات الاجتماعية.
يعتبر النوم ذا قيمة حيوية في حياة الإنسان؛ لأنه يعتبر صمام الأمان للصحة الجسمية والصحة النفسية في آن واحد. وتزداد قيمة النوم بشكل أكبر في مرحلة الطفولة، ليس فقط من أجل قيام أجهزة الجسم المختلفة بوظائفها، وإنما لتحقيق التوازن النفسي للطفل أيضاً. واضطرابات النوم البسيطة شائعة في مرحلة الطفولة خاصة في عمر السنتين، وكذلك عند الأطفال ما بين ثلاث وخمس سنوات. وهذه الاضطرابات تعبر عن ردود فعل طبيعية، وتعبر عن عدم الشعور بالأمان.
واضطرابات النوم المؤقتة والمعتدلة في شدتها شائعة الظهور، إلا أن اضطرابات النوم الحادة أو المستمرة تعتبر أولى الدلائل على وجود الاضطراب النفسي لدى الأطفال. والفرق بين اضطرابات النوم الطبيعية والمرضية هو فرق في الدرجة وليس في النوع.
أسباب الأرق:
تتعدد الأسباب الكامنة وراء القلق فقد تكون الأسباب:
1.نفسية: مثل الخوف من الظلام، والاضطراب الانفعالي، والتوتر، وعدم الاستقرار، وعدم الشعور بالأمن، والتخويف، والقلق ،والصراعات الداخلية، وانقطاع النوم بالأحلام أو الكوابيس.
2. الأسباب العضوية: الإجهاد الجسمي والعصبي، والإفراط في الأكل، والإثارة الزائدة، والذبحة الصدرية وما تسببه من ألم.
3.أسباب أخرى مثل: اتجاهات الوالدين الخاطئة عن مدة النوم عند الطفل، وإجبار الطفل على النوم، وأساليب المعاملة السيئة للطفل.
والنوم بالنسبة إلى الطفل الصغير أشبه بالانفصال عن الوالدين، ويرتبط العديد من اضطرابات النوم بقلق الانفصال، حيث يخاف الطفل من أن يحصل مكروه لأبويه أثناء نومه.
أما الأطفال ما بين 4-6 سنوات فتكون مخاوفهم محددة مثل أن يقوم اللصوص بإيذاء آبائهم، أو أن ينشب حريق في بيتهم ... إلخ.
علاج الأرق:
الطفل الذي يعاني من الأرق لا بد من اتباع ما يلي لتخليصه من هذه الحالة:
• لا بد من وضع جدول زمني لنوم الطفل ومن التأكد من التزام الطفل بذلك. وهذا يعني أن يذهب إلى الفراش ويستيقظ في الموعد المحدد نفسه ولا بأس من استخدام ساعة منبه ومن المفضل تجنب النوم نهاراً بالنسبة إلى الأطفال الكبار.
• أن يسبق النوم نشاطات هادئة تبعث على الاسترخاء، مثل القراءة. كما أن حماماً ساخناً قبل النوم يساعد على الاسترخاء، أو تستخدم أشرطة كاسيت تبعث على الاسترخاء.
• الأكل باعتدال: لذا لا بد من تجنب الوجبات الثقيلة في وقت متأخر ليلاً. كما يمكن تجنب المشروبات التي تحتوي على منبهات مثل الكافيين لمدة 5-7 ساعات قبل النوم مثل القهوة والشاي، والكاكاو، وما يساعد على النوم تناول وجبة خفيفة خاصة إذا كانت غنية بحامض التريبتوفان، إذ أن لاخصائص تدفع إلى النوم.
• تشجيع الطفل على ممارسة التمرينات الرياضية خلال النهار ، فذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة فترة النوم، والنوم العميق الهاديء.
• يجب أن تكون غرفة النوم مناسبة: أي أن تكون معتدلة الحرارة، وبعيدة عن الضوضاء؛ لأن الصوت المنبعث من الشارع أو من صوت المسجل أو التلفزيون يؤدي إلى اضطرابات في النوم. ولا بد من استخدام السرير فقط للنوم، وليس لمشاهدة التلفاز أو للقراءة.
• ينصح الطفل الذي يعاني من الأرق بعدم اللجوء إلى الفراش إلا وقت النوم، وإذا لم يدركه النوم بعد خمس دقائق عليه أن ينهض من الفراش ويمارس بعض الأعمال.
• تغيير مكان النوم خاصة إذا كان المكان الأول يبعث على الخوف ويؤدي إلى الأرق.
المصدر:
الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال، د.أحمد محمد الزعبي، دار زهران للنشر والتوزيع – سلطنة عمان، 2013.