الرضاعة الطبيعية:
التغذية Nutrition:
التغذية الجيدة ضرورية للنمو الفيزيائي والتطور العقلي الأمثلين، يحمي الغذاء الصحي من الأمراض، ويزود بالمدخر في أوقات الشدة، ويحوي كميات كافية من البروتين والسكريات والدسم والفيتامينات والمعادن. يتعرض أطفال الحميات النباتية لخطر عوز فيتامين B12 والمعادن الزهيدة. وإن عدم تحمل الغذاء عند الرضيع وفشل النمو والبدانة هي أشيع الحالات المترافقة مع سوء التغذية في طب الأطفال.
يعتمد طبيب الأطفال من أجل تقييم الحالة التغذوية والنمو عند المريض على متابعة مخطط النمو للمريض. يتم تسجيل وزن وطول المريض كنقاط على مخططات النمو في كل زيارة من زيارات الطفل السليم، وتوجد مخططات نمو منفصلة خاصة بالرضع الخدج والرضع المصابين باضطرابات جينية معينة مثل متلازمة داون ومتلازمة تورنر. لقد زاد الانتباه لاستخدام مشعر كتلة الجسم (BMI = الوزن بالكيلو غرام مقسم على مربع الطول بالمتر) كتقييم أكثر فائدة للنمو.
وقد تم التغلب على المشكلة الرئيسة (صعوبة الحساب السريع عن طريق توفير مخططات مطبوعة لا BMI). إن مخططات BMI التي تتابع النمو مع الوقت (بشكل مشابه لمخططات النمو النظامية) قد أصبحت واسعة الانتشار بشكل متزايد.
قضايا تغذية الرضع INFANT FEEDING ISSUES:
تركز تغذية الرضيع على الاحتياجات الفيزيائية والعاطفية لكل من الأم والطفل. يصبح الوزن ثلاثة أمثال وزن الولادة خلال السنة الأولى، أما الطول فيزداد بنسبة 50% من طول الولادة (75 سم).
ورغم أنه يوصى بقوة بحليب الأم فإن العديد من أنواع حليب الرضع التجارية المدعمة بالحديد تزود الطفل بالمغذيات والكالوري المناسبين. يحتاج الرضع الخدج (أقل من 32 أسبوعاً) إلى أنواع خاصة من حليب الرضع أو إلى حليب الثدي مع إضافة العناصر الداعمة.
يتم إرضاع الولدان عند الطلب، ويكون ذلك عادة كل 1-2 ساعة. ويخسر الولدان بشكل طبيعي حتى 10% من وزن الولادة خلال الأيام الأولى من الحياة. يستعيد رضع الإرضاع الصناعي وزن ولادتهم في الأسبوع الثاني من العمر أما رضع الإرضاع الطبيعي فقد يحتاجون لأسبوع آخر، يقوم الرضع الأصحاء بتنظيم رضعاتهم بشكل تلقائي لتلاؤم احتياجاتهم من الكالوري.
تحوي كل أنواع حليب الرضع الكميات الموصى بها من الفيتامينات والمعادن. ولكن يجب بعمر 4 - 6 شهور إضافة الحبوب المدعمة بالحديد إلى قوت الطفل.
(ملاحظة: إن إضافة الحديد هام بشكل خاص عند وضع الإرضاع الطبيعي حيث تنفذ المخازن الوالدية بعمر 6 شهور، كما أن الحديد الموجود في حليب الأم منخفض وإن كان امتصاصه جيداً). وبعد عمر 6 شهور يمكن البدء بأغذية الأطفال الأخرى التي تشمل الفواكه والخضروات.
يجب عند إدخال الأطعمة الجديدة، إدخال مرکب جديد واحد فقط في الوقت ذاته وذلك لمراقبة التأثيرات الضارة المحتملة. قد يحتاج الرضع بعمر 6 شهور فما فوق (قد يكون ذلك بشكل أبكر عند رضع الإرضاع الوالدي) إلى التزويد بالفلور ويعتمد ذلك على تركيز الفلور في مياه الشرب.
يمكن إدخال حليب البقر الكامل بعمر 12 شهراً ويستمر به حتى عمر 24 شهراً، وعندها يجب أن يعطى الحليب المقشود Skim milk بدلاً منه. يتعرض الرضع الذين يعتادون على النوم وزجاجة الحليب في أفواههم (مهما كانت المادة الموجودة فيها عدا الماء) إلى خطر تطور نخور الأسنان (النخور السنية الناجمة عن زجاجة الحليب Milk - Bottle Teeth Caries).
إرضاع الثدي BREAST - FEEDING
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالاقتصار على حليب الثدي خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، والاستمرار بالإرضاع الوالدي خلال الأشهر الستة الثانية من العمر من أجل التغذية الأمثل للرضيع. وقد أظهرت الدراسات أن رضع الإرضاع الوالدي لديهم نسبة حدوث أقل للأخماج بما فيها التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة والإنتان والتهاب السحايا. يحتوي حليب الأم على أضداد جرثومية وفيروسية (IgA الإفرازي) إضافة إلى البلاعم Macrophayes.
إن اللاكتوفيرين Lactoferrin بروتين يوجد في حليب الثدي يزيد من توافر availability الحديد وله تأثير مثبط لنمو الإيشيريشيا الكولونية، يتعرض رضع الإرضاع الوالدي بشكل أقل إلى صعوبات الإرضاع المترافقة مع الأرج (الأكزيما) أو عدم التحمل (المغص).
يجب أن يعطي رضع الإرضاع الوالدي من ذوي الجلد الداكن و / أو التعرض القليل لأشعة الشمس فيتامين D في الأسابيع التالية للولادة لمنع حدوث الخرع (الكساح) Rickets وهو حالة تفشل فيها العظام بالتمعدن بسبب عدم كفاية 25,1 داي هيدروكسي كالسيفيرول.
يصبح الخرع (الكساح) عند رضع الإرضاع الطبيعي واضحاً سريرياً وكيماوياً في أواخر فترة الرضاعة. يبدأ الخرع (الكساح) الناجم عن عوز الفيتامين D فقط بالاستجابة للمعالجة خلال أسابيع.
يجب في الدول المتطورة إيقاف الإرضاع الوالدي إذا كانت الأم مصابة بخمج فيروس نقص المناعة HIV أو مصابة بالتدرن الفعال غير المعالج أو إذا كانت تستخدم الأدوية غير المشروعة Illegal drugs. تشمل مضادات الاستطباب الأخرى الرضع المصابين بالغالاكتوزيميا وبعض الأدوية الوالدية بما فيها الأدوية المضادة للغدة الدرقية والليثيوم وأدوية المعالجة الكيماوية والإيزونيازيد.
التظاهرات السريرية والمخبرية للخرع (الكساح):
• التابس القحفي (ترقق الطبقة الخارجية للجمجمة).
• السبحة الضلعية (ضخامة الوصل الضلعي الغضروفي).
• ضخامة المشاش في الرسغين والكاحلين.
• تأخر انغلاق اليافوخ مع كبر حجمه بشكل غير طبيعي.
• تقوس الساقين.
• تأخر المشي.
• مستوى الكالسيوم يكون طبيعي إلى منخفض.
• نقص فوسفور المصل.
• ارتفاع الفوسفاتاز القلوية في المصل.
• انخفاض مستوى 25- هیدروکسی کولى كالسيفيرول في المصل.
المصادر:
مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.