القائمة الرئيسية

الصفحات



 طب المراهقين V (العنف عند المراهقين):

 

VIOLENCE IN THE ADOLESCENT POPULATION

 

تعتبر مرحلة المراهقة فترة نمو فريدة يتعرض فيها الشباب لخطر متزايد لارتكاب العنف والإيذاء، وكلاهما (أي العنف والإيذاء)، يمكن أن يؤثر سلباً على مسار النمو النفسي الاجتماعي الطبيعي والصحة عبر مسار الحياة.

 

ويكون النطاق المحتمل للتجارب العنيفة خلال فترة المراهقة نطاقاً واسعاً، بما في ذلك عنف الأقران الجسدي، والعلائقي، والتنمر، والعنف الجنسي، والعدوان الإلكتروني، وسوء معاملة الأطفال، والتعرض لعنف الشريك الحميم من الوالدين، والتعرض لوسائل الإعلام العدوانية، وأكثر من ذلك.

 

تغطي هذه المقالة  التي هي جزء من سلسلة المقالات الخاصة بطب المراهقين هذه المجموعة الواسعة من تجارب العنف. للمساعدة في سد الفجوات في المعرفة حول الطبيعة والعمليات التي يتطور من خلالها العنف، ومدى انتشار العنف بين المراهقين، وعوامل الخطورة التي تجعل فئات معينة أكثر عرضة للعنف والخطر من غيرها، وكيف تؤثر تجارب العنف على المراهقين من خلال استعراض التظاهرات السريرية للعنف، وأيضاً يستعرض المقال كيفية التعامل مع المراهق المعنف وعلاجه طبياً ونفسياً.

 

 

 

الوبائيات: EPIDEMIOLOGY

 

تعتبر أذيات الرضوض السبب الرئيس للموت عند المراهقين. ويشكل القتل Homicide والانتحار Suicide ثاني وثالث سبب في هذه القائمة على التوالي. وقد يكون المراهقون ضحايا للعنف، أو مسببين للعنف ضد الآخرين و /أو لأنفسهم بشكل قصدي.

 

عوامل الخطورة RISK FACTORS:

 

تشمل عوامل الخطورة الشخصية للسلوك العنيف، الاعتقال السابق بسبب جريمة أحداث Juvenile والتعرض الباكر للعنف (بشكل مباشر أو في وسائل الإعلام أوالتعرض لسوء المعاملة، واستخدام الكحول والمخدرات). 

 

ورغم أن النساء الشابات أكثر عرضة من الشبان لسوء المعاملة الجنسية، فإن المراهقين الذكور أكثر ميلاً بكثير لأن يكونوا ضحايا أومشاركين في أعمال العنف. تشمل باقي العوامل المترافقة مع زيادة احتمال السلوك العنيف الحالة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية وسهولة الوصول للأسلحة.

 

إن أقوى عامل خطورة مترافق مع محاولات الانتحار Suicide، هو المحاولة السابقة للانتحار . أما باقي العوامل التي تزيد احتمال محاولة الانتحار فتشمل وجود اضطراب نفسي Psychiatric disorders  (مثل: الاكتئاب Depression .. الخ) ومعاقرة المواد (سوء استخدام المواد أو الأدوية)، وقصة سوء المعاملة والقصة العائلية لاضطراب وجداني كبير و / أو الانتحار وقصة شدة حديثة. 

 

يكون خطر الانتحار Suicide عند المراهقين الذين يعيشون في منزل توجد فيه أسلحة فردية أعلى بعشرة (10) أضعاف من أقرانهم.

 

التظاهرات السريرية CLINICAL MANIFESTATIONS:

 

إن الأطباء وباقي طاقم الرعاية الطبية الذين يتفاعلون بشكل دوري مع المراهقين في موقع يستطيعون فيه الاستفسار من المراهقين إن كانوا يشعرون بالأمان أو كانوا قد شهدوا عنفاً أو كانوا ضحايا للعنف. 

 

إن السؤال عن كيفية تعامل المرضى مع الغضب إن كانوا قد اشتركوا في قتال، والاستفسار عن وجود سلاح في المنزل قد يفتح أيضاً مجالاً للمناقشة. 

 

ويجب عند كل المراهقين إجراء التقصي عن الاكتئاب depression (الحزن ، اليأس)، وإذا كان هذا التقصي إيجابياً، فيجب الاستفسار عن التفكير بالانتحار. وإن المرضى الذين يعترفون بأنهم يفكرون بالانتحار معرضون بشكل خاص للخطر . 

 

 

 

التدبير MANAGEMENT:

 

إن تشجيع الوالدين على الحد من تعريض الأطفال والمراهقين للعنف في وسائل الإعلام يجب أن يكون جزءاً من الاستشارة الصحية الوقائية التي تبدأ منذ أن يكون الطفل دارجاً Toddler

 

ويمكن أن يؤدي تأمين خدمات الصحة العقلية والخدمات الاجتماعية العائلية أن يعطي دعماً ضرورياً من أجل الانتقال إلى مرحلة البلوغ المنتج وتجنب التورط في نظام العدالة الخاص بالأحداث. 

 

وكما ذكر سابقاً، فإن الخصوصية بين المريض والطبيب لا تمتد إلى المعلومات التي تقترح احتمال الأذية المباشرة. وإن أي مريض يحاول الانتحار Suicide (حتى لو تم تفسير المحاولة على أساس أنها مجرد تمثيل Gesture)، يجب أن يقبل في المشفى ويجرى له تقييم نفسي؛ لأنه غالباً ما يكون يعاني من اضطراب نفسي أو مشكلة عدم تكيف. كما أنه يكون ذو خطورة عالية؛ لإمكانية تكراره لمحاولة انتحاره حتى ينجح في ذلك.

 

حقائق هامة Important Facts:

 

• تشكل الأذيات الرضية (الاصابات الرضية بالأسلحة والأدوات غير الحادة)، السبب الرئيس للوفيات عند المراهقين. 

• إن أقوى عامل خطورة يرتبط مع محاولة الانتحار هو وجود محاولة سابقة للانتحار (فقد يكرر الشخص محاولاته الانتحارية، حتى ينجح أخيراً في ذلك).

• إن المراهقين الذين يعيشون في منزل يتوفر فيه سلاح ناري، هم معرضون لخطر الانتحار أكثر من أقرانهم بعشر مرات. 

• يجب قبول أي مريض يحاول الانتحار في المشفى وإجراء تقييم نفسي له. 

 

 

المصدر: 

 

مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.