القائمة الرئيسية

الصفحات



 أمراض العيون عند الأطفال V: (أخماج العين)

 

إن أخماج العيون ليست بالنادرة، فهي كثيرة الحدوث ولا شك أن كل منّا قد عانى منها بفترة ما. وسوف نخصص هذا المقال من سلسلة مقالات مدكوساي حول أمراض العيون عند الأطفال للحديث عن ثلاثة أخماج تصيب العين في فترة الطفولة، وهذه الأخماج هي:

 

• التهاب الملتحمة الخمجي.

• شعيرة الجفن والبردة (دمل الجفن)

• التهاب النسيج الخلوي حول الحجاج.

 

وسوف نتطرق إلى الخمجين الأولين بشكل مفصل في هذا المقال، مؤجلين التهاب النسيج الخلوي حول الحجاج في مقالة لاحقة مخصصة.

 

 

التهاب الملتحمة الخمجي INFECTIOUS CONJUCTIVITIS:

 

إن التهاب ملتحمة العين الخمجي غير الوليدي (العين الوردية) شائع جداً في الطفولة، وقد يكون جرثومياً أو فيروسياً. يسبب الخمج التهاباً في الملتحمة (الغطاء الخارجي للعين فوق الصلبة). ويعتبر الفيروس الغدي Adenovirusبالتحديد العامل الأكثر تواتراً في التهاب الملتحمة الفيروسي.

 

 

التشخيص التفريقي DIFFERENTIAL DIAGNOSIS:

 

قد يتحرض التهاب الملتحمة بالتعرض للمؤرجات أو الذيفانات أو المواد الكيماوية أو المخرشات. يمكن أيضاً لبعض الأمراض الجهازية أن تسبب (العيون الحمراء) كجزء من تظاهر المرض. قد تتظاهر سحجات القرنية باحمرار العين مع الألم والدماع والحساسية للضوء. وإن فحص العين بالضوء مع وضع مرشح للضوء الأزرق بعد تقطير الفلوروسيئين يظهر وجود منطقة معراة. تعالج سحجات القرنية بضماد العين (لإنقاص الألم وتشجيع الشفاء) والصادات الموضعية. ومعظم السحجات القرنية تشفى 

خلال 24 ساعة.

 

المظاهر السريرية CLINICAL MANIFESTATIONS:

 

أولاً: المظاهر السريرية لالتهاب الملتحمة الفيروسي: 

 

• الألم: يكون الألم خفيفاً عادة في التهاب الملتحمة الفيروسي.

• المفرزات: تكون رائقة خفيفة إلى غزيرة، وميالة لحدوث التجلب Crusting.

• الحكة: عادة تكون الحكة غائبة ولا تترافق مع التهاب ملتحمة العين الفيروسي.

• الاحتقان: يكون عادة احتقاناً منتشراً.

• الرؤية: تبقى الرؤية طبيعية ولا تتأثر.

• الأسباب المحتملة: الفيروس الغدي Adenovirus، فيروس الإيكو ECHO، فيروس كوكساكي.

 

 

ثانياً: المظاهر السريرية لالتهاب الملتحمة الجرثومي: 

 

• الألم: عادة يكون الألم خفيفاً إلى متوسطاً.

• المفرزات: مفرزات قيحية مخاطية، خفيفة إلى غزيرة، مع حدوث التجلب.

• الحكة: عادة تكون الحكة غائبة ولا تترافق مع التهاب ملتحمة العين الجرثومي.

• الاحتقان: يكون عادة احتقاناً منتشراً.

• تبقى الرؤية طبيعية ولا تتأثر.

• الأسباب المحتملة: المستدميات النزلية، العقديات الرئوية، النايسيرات السحائية.

 

 

ثالثاً: المظاهر السريرية لالتهاب الملتحمة الأرجي:

 

• الألم: لا يصاحبه ألم.

• المفرزات: تكون رائقة، خفيفة إلى متوسطة، ولا يحدث التجلب.

• الحكة: يتميز التهاب الملتحمة الأرجي عن التهابي الملتحمة الفيروسي والجرثومي بوجود الحكة التي تنعدم في الالتهابين الفيروسي والجرثومي. 

• الاحتقان: يكون عادة احتقاناً منتشراً.

• الرؤية: تبقى الرؤية طبيعية ولا تتأثر.

• الأسباب المحتملة: التعرض لغبار الطلع الموسمية (أو غيرها من المؤرجات).

 

العلاج TREATMENT:

 

تعالج معظم حالات التهاب الملتحمة الخمجي في الممارسة بتجربة الصادات على شكل قطرات أو مراهم عينية لمدة خمسة إلى سبعة أيام. تشمل الخيارات البولي میکسین - باسيتراسين، أو التري ميتوبريمبولي میکسین B أو الصوديوم سلفاسيتاميد أو الجنتاميسين أو الأوفلوكساسين. تحتاج الحالات المستعصية إلى نتائج الزرع لتكون دليلاً للمعالجة. 

 

ورغم أن التهابات الملتحمة الفيروسية ومعظم التهابات الملتحمة الجرثومية أمراض محددة لذاتها عادة، فقد لوحظ أن الصادات الحيوية تحد من الإخماج Infectivity وتنقص مدة المرض حوالي يومين.

 

ملاحظة: تشمل الاستثناءات التهاب الملتحمة بالنايسيريات البنية التي تحتاج إلى المعالجة بالسفتریاکسون الخلالي، والتهاب الملتحمة بالمستدميات النزلية الذي يحدث مترافقاً مع التهاب الأذن الوسطى في نفس الجهة، ويجب أن يعالج بالصادات الفموية المناسبة. 

 

تحوي بعض القطرات الستيرويدات (لإنقاص الالتهاب) إضافة إلى الصاد الحيوي، ويجب عدم إعطاء مثل هذه القطرات عند الاشتباه بالإصابة بفيروس الهربس البسيط النمط الأول 1 - HSV كسبب للخمج؛ لأنها تزيد خطورة حدوث مرض أشد إضافة إلى ضعف الرؤية.

 

 

حقائق هامة عن التهاب الملتحمة الخمجي: Important Facts

 

• قد ينجم التهاب الملتحمة من عوامل خمجية (جراثيم، فيروسات) إضافة إلى المرض الجهازي، والمخرشات، والتعرض للمؤرجات.

• يمكن تشخيص تسحجات القرنية بفحص سطح العين بوساطة الضوء مع إضافة فلتر أزرق بعد وضع قطرات الفلوروسئين.

• تحتاج بعض حالات التهاب الملتحمة الجرثومي إلى المعالجة الجهازية من أجل الشفاء، ومنع التظاهرات الأخرى للمرض الخمجي.

• يجب عدم استخدام قطرات الستيرويدات إذا اشتبه بفيروس الهربس البسيط النمط الأول كسبب لالتهاب الملتحمة؛ وذلك بسبب زيادة خطر حدوث مرض أشد إضافة إلى ضعف الرؤية.

 

شعيرة الجفن والبردة (دمل الجفن) (HORDEOLUM CHALAZION (STYES:

 

شعيرة الجفن هي خمج حاد في غدد ميبوميوس (وهي بنيات صغيرة مفرزة للسائل، موجودة في الصفيحة الغضروفية للجفن). العنقوديات المذهبة هي العامل المسبب عادةً. يحدث تورم مؤلم موضع يتطور إلى تورم له نهاية مدببة لا تلبث أن تتمزق نحو الخارج. تشمل المعالجة الكمادات الدافئة. وإن فائدة تطبيق الصادات العينية ما زالت مثار تساؤل. قد يستطب أحياناً إجراء شق مع النزح أو إعطاء الصادات الجهازية.

 

 

البردة Chalazion هي منطقة صغيرة من ارتكاس حبيبومي شحمي ضمن غدد میبوميوس قد تكبر بشكل مترق. تكون المنطقة المصابة صلبة بشكل نموذجي لكنها غير مؤلمة. قد يكون الاستئصال ضرورياً لأسباب تجميلية أو إذا أصبحت المنطقة مخرشة أو سادة للرؤية. تميل الحالة لأن تكون مزمنة وناكسة. 

 

 

توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب العيون حول فحص الرؤية عند الأطفال:

 

• بالنسبة للولدان (حديثي الولادة)، فيتم إجراء اختبار منعكس الضياء القرني، والمنعكس الأحمر Red light reflex في الجهتين. وتتم إحالة الوليد إلى أخصائي العيون في حالة وجود منعكسات حمراء غير طبيعية، أو أي تشوهات عينية أخرى. 

 

• للأطفال بعمر ستة أشهر (6 أشهر) فتجرى لهم فحوصات، التثبيت على الضوء أو الألعاب الصغيرة، إغلاق عين واحدة، اختبار منعكس الضياء القرني، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، المنعكسات الحمراء بالجهتين. وتتم إحالة الطفل إلى اختصاص العينية في حالة الكرهالشديد للإطباق Occlusion، الحول، الرأرأة، وجود منعكس أحمر غير طبيعي أو أي تشوه عيني آخر.

 

• أما بالنسبة للأطفال بعمر (ثلاث إلى أربع) سنوات، فيتم إجراء اختبار حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في أي من العينين و/أو عدم وجود اختلاف أكثر من خط واحد بين العينين في اختبار الرؤية، وكذلك في حالة الحول، أو أي تشوه عيني آخر.

 

• للأطفال بعمر خمس سنوات أو أكبر من ذلك، يتم إجراء فحص حدة البصر لهم، ومنعكس الضياء القرني Light corneal reflex، اختبار التغطية/عدم التغطية Cover/Uncover test، وفحص قعر العين. وتتم الإحالة في حال كانت حدة البصر أقل من 20/40 في عين واحدة أو بالعينين، وكذلك الحول أو أي تشوه عيني آخر.

 

 

 

 

المصدر

 

مبادئ طب الأطفال، د.عمار محمد زوكار (طبيب مشرف في مشفى دمشق/قسم طب الأطفال)، دار القدس للعلوم، دمشق - سوريا، الطبعة العربية الأولى، 2008.