القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 


لقاح الحصبة الألمانية:

 

لقد حصلت الموافقة على ترخيص لقاحات الحصبة الألمانية في الولايات المتحدة عام 1969. وقد ظهرت ثلاثة أنواع من لقاحات الحصبة الألمانية في ذلك الوقت، وهي:

 

• لقاح HPV (جنين البط).

• لقاح HPV - 77: DK - 12 (كلية الكلب): الذي سُحب لاحقاً لما يسبب من آثار مفصلية.

• لقاح سيندهيل (كلية الأرنب). 

• لقاح RA 27/3 (الأرومات الليفية البشرية): يسمى هذا اللقاح تجارياً ميروفاكس - II، وتم التصريح باستخدامه عام 1979، وكان قد ظهوره إلى إيقاف استعمال جميع أشكال لقاحات الحصبة الألمانية السابقة. 

 

 

لقاح RA 27/3:

 

هو لقاح حي مضعف (أي أنه يحتوي فيروس الحصبة الألمانية المضعف)، وتم عزل فيروس اللقاح لأول مرة من جنين مجهض مصاب بالحصبة الألمانية في معهد ويستار عام 1965. وأُضعف هذا الفيروس من خلال إمراره 25 - 30 مرة في المزارع النسيجية باستخدام الأرومات الليفية البشرية الضعفانية ثنائية الصيغة الصبغية. ولا تحتوي مكونة هذا اللقاح على بروتينات البيض أو الدجاج أو البط. 

 

ويمكن زرع فيروس لقاح الحصبة الألمانية للأشخاص الملقحين من البلعوم الأنفي، ومع ذلك فهو غير قابل للانتقال من الأشخاص الملقحين إلى الآخرين، باستثناء في حالة الرضاعة الطبيعية حيث يمكن أن ينتقل فيروس اللقاح من الأم الملقحة إلى الرضيع.

 

يتوفر لقاح الحصبة الألمانية بشكل مستحضر مفرد (لقاح الحصبة الألمانية فقط)، أو مشتركاً مع لقاح النكاف، أو مع لقاحي النكاف والحصبة (الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية). وبحسب توصيات اللجنة الاستشارية حول ممارسات التلقيح باللقاح المشترك (الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية)، فأنها توصي بالتلقيح بهذا اللقاح المشترك في كل مرة يتطلب فيها التلقيح ضد الحصبة أو ضد النكاف أو ضد الحصبة الألمانية. حيث أن استخدام اللقاحات المشتركة مثل لقاح (الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية) المشترك، أو لقاح النكاف والحصبة الألمانية المشترك، أو إعطاء جرعتين من لقاح (الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية) للأطفال أو البالغين يؤدي إلى زيادة مستوى الإيجابية المصلية للحصبة الألمانية. ولا تحدث آثار جانبية تالية للتلقيح بلقاح الحصبة الألمانية عند الأشخاص المصابين سابقاً بها.

 

فعالية اللقاح واستمناعه:

 

يتمتع لقاح RA 27/3 بالأمان والفعالية العالية، وقد فاقت فعاليته فعالية لقاحات الحصبة الألمانية السابقة التي استخدمت سابقاً، والتي تم إيقاف استخدامها بعد ظهور لقاح RA 27/3.

وما يدل على فعالية هذا اللقاح هو أن 95% من الأطفال الملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وما فوق، واللذين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح يتطور لديهم دليلاً مصلياً على أنهم ممنعين ضد الحصبة الألمانية. كما وجد أن أكثر من 90% ممن تلقوا اللقاح يتمتعون بالوقاية من الحصبة الألمانية السريرية وما يرافقها من تفيرس الدم لمدة 15 سنة على الأقل. وتشير الدراسات أيضاً إلى أنه يمكن الحصول على مناعة طويلة الأمد ضد الحصبة الألمانية (ربما تكون مدى الحياة) بعد تلقي جرعة واحدة فقط من اللقاح.

 

 

وضمن نطاق ضيق، تشير بعض التقارير إلى حدوث حالات إصابات تحت سريرية بالحصبة الألمانية للأشخاص الملقحين منخفضي مستويات الأضداد بعد تعرضهم للحصبة الألمانية، لكن هذه الحالة غير شائعة، كما أن أسبابها ونتائجها غير معروفتين.

 

وفي حالات نادرة، سجلت حالات إصابات سريرية، وإصابة الجنين لنساء ملقحات ضد الحصبة الألمانية. كما سجلت حالات نادرة من متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عند الرضع الذين ولدوا لأمهات ممنعات ضد الحصبة الألمانية قبل الحمل.

 

جدول التلقيح والاستخدام:

 

يجب تلقيح جميع الأطفال بجرعتين من لقاح الحصبة الألمانية بشكل اللقاح المشترك (الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية) بفاصل زمني أربعة أسابيع بين الجرعتين على الأقل، وكما يلي:

 

• يتم إعطاء الجرعة الأولى بعمر 15 شهراً، ويتم إهمال أية جرعة تلقيح قبل عمر السنة، ولا يتم اعتبارها جزءاً من جدول التلقيح، وتتم إعادتها بعمر 15 شهر.

 

• تعطى الجرعة الثانية بعد أربعة أسابيع على الأقل من تلقي الجرعة الأولى، ويوصى بإعطائها لإحداث استجابة مناعية ضد الحصبة الألمانية لمن فشلوا بتحقيقها بعد الجرعة الأولى. وبحسب المعلومات المتوفرة، فأن كل الأشخاص الذين لم يحققوا استجابة مناعية بعد تلقي الجرعة، سوف يحققونها بعد تلقي الجرعة الثانية.

 

 

أما بالنسبة لمكونتي الحصبة الألمانية والنكاف في لقاح MMR، فتتوفر معلومات قليلة، ولكن يتوقع أن معظم الأشخاص الذين لم يستجيبوا لهاتين المكونتين في الجرعة الأولى من لقاح MMR سوف يستجيبون للجرعة الثانية من هذا اللقاح.

 

وبصورة عامة لا تعتبر الجرعة الثانية جرعة داعمة؛ لأن الاستجابة المناعية البدئية الناجمة عن الجرعة الأولى تمنع مناعة طويلة الأمد. رغم أن هذه الجرعة الثانية قد تزيد عيار الأضداد عند بعض الأشخاص الذي استجابوا للجرعة الأولى، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هذه الزيادة غير ثابتة. يوصي بإعطاء لقاح MMR في كلا الجرعتين للتأكد من إحداث المناعة ضد الفيروسات الثلاثة. 

 

تعطى الجرعة الثانية من لقاح MMR روتينياً بعمر 4-6 سنوات قبل دخول الطفل إلى المدرسة أو الحضانة. ويمكن الاستفادة من الزيارة الصحية الروتينية للطبيب بعمر 11-12 سنة للتأكد من حالة التلقيح عن المراهق وإعطاء لقاح MMR للمراهقين الذين لم يتلقوا بعد جرعتين من لقاح MMR(يجب أن تكون الجرعة الأولى قد أعطيت بعد عمر السنة). أما الجرعة الثانية فيمكن إعطاؤها بعد شهر واحد (28 يوماً كحد أدنى) من الجرعة الأولى، ويجب أن يعطي كل الأطفال الكبار الذين لم يتلقوا سابقاً جرعة واحدة على الأقل من لقاح الحصبة الألمانية على شكل MMR.

 

يجب أن يعطى البالغون المولودون عام 1957 وما بعد الذين ليس لديهم مضاد استطباب للقاح جرعة واحدة على الأقل من لقاح MMR إلا إذا كان لديهم إثبات على التلقيح أو دلیل مقبول على المناعة. ويجب بذل الجهود لكشف وتلقيح المراهقين والبالغين المستعدين للإصابة خاصة النساء في سن الإنجاب (غير الحوامل).

 

مناعة الحصبة الألمانية:

 

يمكن بصورة عامة اعتبار الشخص ممنعاً ضد الحصبة الألمانية إذا كان لديه إثبات أنه أعطي على الأقل جرعة واحدة من لقاح MMR او أي لقاح آخر يحوي على فيروس الحصبة الألمانية الحي المضعف بعمر السنة أو بعد ذلك، أو كان لديه دلیل مصلي على وجود المناعة ضد الحصبة الألمانية. أو كان مولوداً قبل عام 1957.

 

ورغم أن إعطاء جرعة واحدة من أي لقاح يحوي على فيروس الحصبة الألمانية يعتبر دليلاً كافياً على وجود المناعة ضد الحصبة الألمانية، فإن الأطفال يجب أن يعطوا جرعتين من لقاح MMR ضمن برنامج التلقيح الروتيني في الطفولة. 

 

إن الولادة قبل عام 1957 تعطي دليلاً افتراضياً فقط على المناعة ضد الحصبة الألمانية؛ لذلك فإن الولادة قبل عام 1957 غير مقبولة كدليل على المناعة ضد الحصبة الألمانية عند النساء في سن الإنجاب اللواتي لا يقبل لديهن إلا الفحص المصلي الإيجابيلأضداد الحصبة الألمانية أو أي وثيقة رسمية تثبت أنهن قد تلقحن باللقاح المناسب. 

 

إن التشخيص السريري للحصبة الألمانية غير موثوق، ويجب عدم الاعتماد عليه عند تقييم الحالة المناعية؛ لأن العديد من الأمراض الطفحية قد يقلد خمج الحصبة الألمانية كما أن العديد من حالات الحصبة الألمانية لا تكون واضحة. ولذلك فإن الدليل الموثوق الوحيد الذي يعول عليه في إثبات الإصابة السابقة بالحصبة الألمانية هو وجود أضداد الحصبة الألمانية من نوع IgG في المصل. قد تكون أضداد IgG سلبية أحياناً عند معايرتها بطريقة ELISA عند أشخاص اعطوا اللقاح سابقاً بشكل مؤكد، ومثل هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعطوا جرعة من لقاح MMR ولاحاجة لإعادة معايرة الأضداد المصلية. 

 

لا يفيد لقاح الحصبة الألمانية ولا الغلوبولين المناعي في الوقاية من المرض بعد التعرض للحصبة الألمانية. وإن التلقيح بعد التعرض ليس ضاراً، وقد يقي من المرض اللاحق.


المصدر:

 

• المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. أحمد محمد نوح، دار علوم القدس، الطبعة الأولى 2005.

• موسوعة المعرفة: marefa.org