القائمة الرئيسية

الصفحات


 متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية: 

 

 

تناولنا في مقال سابق الحصبة الألمانية، وأشرنا إلى أن الحصبة الألمانية قد تكون مكتسبة أو خلقية تنتقل من الأم المصابة خلال الثلث الأول من الحمل إلى الجنين مسببة هذه العدوى تخريب خلايا الجنين، وإيقاف لانقساماتها الخلوية مؤدية إلى حدوث عدد من التشوهات الخلقية تندرج تحت ما يسمى بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية التي سيتم تسليط الضوء عليها في هذا المقال. 

 

أن الهدف الأساسي من برامج التلقيح ضد الحصبة الألمانية في الولايات المتحدة، هو تجنب حدوث حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. فقد أدى انتشار وباء الحصبة الألمانية بين عامي 1964 و1965 في الولايات المتحدة إلى إصابة 12.5 مليون شخص بالحصبة الألمانية، وبالتالي ولادة 20 ألف مولود مصاب بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وتم تقدير خسائر هذا الوباء بحوالي ثمانمئة مليون دولار أمريكي. بالإضافة إلى المعاناة النفسية والعاطفة للعوائل المصابة. وتقدر تكلفة كل حالة واحدة من حالات الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية حالياً بحوالي 200 ألف دولار.

 

 

قد يكون الخمج بفيروس الحصبة الألمانية كارثة في بداية الحمل حيث يمكن للفيروس إصابة كل الأعضاء مسبباً مجموعة متنوعة من التشوهات الخلقية، وقد يؤدي الخمج إلى موت الجنين أو الإجهاض العفوي أو الولادة المبكرة.

 

تعتمد شدة تأثيرات فيروس الحصبة الألمانية على الجنين بشكل كبير على توقيت الإصابة أثناء الحمل. حيث تحدث هذه التأثيرات عند نسبة تصل إلى 85٪ من الرضع الذين أصيبوا بالخمج في الثلث الأول من الحمل. وبالرغم من أن خمج الجنين قد يحدث في أي فترة من فترات الحمل، فإن التشوهات نادرة إذا حدث الخمج بعد الأسبوع العشرين من الحمل. كما أن الخطر الإجمالي للتشوهات أثناء الثلث الأخير من الحمل ليس أكبر على الأرجح من خطر التشوهات التي تحدث في الحمول غير المختلطة.

 

يمكن للخمج الخلقي بفيروس الحصبة الألمانية أن يصيب فعلياً كل أعضاء وأجهزة الجسم، ويعتبر الصمم أشيع التظاهرات وغالباً ما يكون التظاهرة الوحيدة لخمج الحصبة الألمانية الخلقي. خاصة إذا حدث الخمج بعد الشهر الرابع من الحمل. قد تحدث تشوهات عينية تشمل الساد والزرق واعتلال الشبكية وصفر العين، كما يمكن أن تحدث التشوهات القلبية التي تشمل بقاء القناة الشريانية والفتحة بين البطينين والتضيق الرئوي وتضيقالبرزخ الأبهر والشذوذات العصبية بما فيها مغر الرأس والتخلف العقلي إضافة إلى الآفات العظمية وضخامة الطحال والتهاب الكبد ونقص الصفيحات والفرفريات. 

 

قد تتأخر تظاهرات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية حتى عمر 2-4 سنوات، ويظهر داء السكري في الطفولة المتأخرة بكل شائع عند الأطفال المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. كما وصف حدوث اعتلال دماغ مترق عند بعض الأطفال الكبار المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية شبيه بالتهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد SSPE.

 

قد يكون لدى الرضع المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عيارات منخفضة من أضداد تثبيط التراص الدموي، لكن قد يكون لديهم عيارات عالية من الأضداد المعدلة Neutralizing Antibody التي قد تستمر لعدة سنوات. قد يحدث الخمج مرة أخرى، وقد أظهر وجود نقص المناعة الخلوية في بعض حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

 

التعريف السريري لحالة الحصبة الألمانية الخلقية:

 

إن متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية CRS هي مرض يتظاهر عادة في فترة الرضاعة. وينجم عن خمج الحصبة الألمانية في الرحم. ويتميز بأعراض من المجموعتين التاليتين: 

 

A. الساد، الزرق الخلقي، المرض القلبي الخلقي (الأشيع هو بقاء القناة الشريانية PDA أو تضيق الشريان الرئوي المحبطي)، فقد السمع، اعتلال الشبكية الصباغي. 

 

B. الفرفریات، ضخامة الكبد والطحال، اليرقان، صغر الرأس، تأخر التطور، التهاب الدماغ والسحايا. 

 

 

تصنيف حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية: 

 

1. حالة الخمج فقط Infection - Only: أي إثبات مخبري على الخمج دون وجود أية أعراض أو علامات سريرية. 

 

2. الحالة المشتبهة: وجود بعض الموجودات السريرية الموافقة دون أن توافق تعريف الحالة المرجحة. 

 

3 . الحالة المرجحة: لا يوجد إثبات مخبري مع وجود مظهرين من المجموعة (A) أو مظهر من المجموعة (A) ومظهر من المجموعة (B) مع عدم وجود دليل على سبب آخر . 

 

4. الحالة المثبتة: تتوافق سريرياً مع تعريف الحالة السريرية مع وجود إثبات مخبري. في الحالة المرجحة يعتبر الساد والزرق الخلقي اختلاطاً واحداً في حال وجودهما معاً. 

 

وفي الحالات المصنفة على أنها خمج فقط يتحول التصنيف إلى حالة مثبتة إذا وجدت أية أعراض أو علامات موافقة (مثلاً فقد السمع) لاحقاً.

 

استراتيجيات إنقاص الحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS):

 

التخلص من CRS:

 

إن التخلص من CRS يحتاج إلى عدة مقاربات: 

 

• الوصول إلى مستويات عالية من التمنيع والمحافظة عليها. 

 

• الترصد الشديد (المكثف) لحالات الحصبة الألمانية وحالات CRS

 

• السيطرة السريعة على الجائحات عند حدوث الحصبة الألمانية.

 

• تلقيح الإناث في سن الإنجاب المستعدات للإصابة:

 

إن التخلص من الحصبة الألمانية وCRS يحتاج إلى تركيز الجهود وتوسيعها لتشمل المراهقات والبالغات الشابات في سن الإنجاب خاصة اللاتي ولدن خارج الولايات المتحدة. ويشمل ذلك التلقيح في عيادات تنظيم الأسرة وعيادات الأمراض الجنسية والتلقيح كجزء من الرعاية النسائية الروتينية والتركيز على تلقيح طالبات الكليات وتلقيح النساء بعد الولادة وبعد الإجهاض. 

 

•برامج التلقيح ضد الحصبة الألمانية في المشافي.

 

 




 

• المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. أحمد محمد نوح، دار علوم القدس، الطبعة الأولى 2005.

• موسوعة المعرفة: marefa.org