القائمة الرئيسية

الصفحات


انتشار الحصبة الألمانية:

 

 

انتشرت الحصبة الألمانية في كل أنحاء العالم، وما زالت تحدث في كل أنحاء العالم أيضاً. وتكون الإصابة بها في المناطق المعتدلة في أواخر الشتاء وبداية الربيع عادة.

 

تعتبر الحصبة الألمانية من الأمراض الإنسانية أي أن ليس لها مستودع حيواني. كما أنه لم توصف حالة الحملة الحقيقيين في الحصبة الألمانية، رغم أن الرضع المولودين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية قد يستمرون بطرح الفيروس لمدة طويلة، ومع ذلك فهم لا يشكلون حالة حملة حقيقيين. كما أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن الحشرات قد تكون مصدراً لنقل الحصبة الألمانية.

 

لقد أشرنا في المقالات السابقة حول الحصبة الألمانية أنها تدخل الجسم عبر الطريق التنفسي، وهذا يعني أنها تنتقل بالهواء أو عبر قطيرات المفرزات التنفسية المطروحة من قبل المصاب بالحصبة الألمانية. كما أن الحالات تحت السريرية (التي تشكل 20-50% تقريباً من الحالات) تكون معدية أيضاً.

 

تمثل الحصبة الألمانية عدوى متوسطة السراية، وتبلغ هذه السراية ذروتها عند ظهور الطفح مع أن طرح الفيروس قد يسبق ظهور الطفح بحوالي أسبوع، ويستمر هذا الطرح بين 5 و7 أيام بعد ظهور الطفح. 

 

يتم طرح كميات كبيرة من فيروس الحصبة الألمانية من قبل الأطفال الرضع المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عبر مفرزات أجسامهم خلال السنة الأولى من العمر. وبذلك يشكل أولئك الرضع مصدراً للعدوى خلال السنة الأولى من حيواتهم، أو حتى تكون نتيجة زروعاتهم الفيروسية المتكررة سلبية.

 

في عام 1968 تم تسجيل 57686 حالة إصابة بالحصبة الألمانية في الولايات المتحدة، وكان هذا العدد هو الأكبر في تأريخ الولايات المتحدة من حيث الإصابات المسجلة بالحصبة الألمانية، فقد شملت هذه الإصابات 58 حالة إصابة لكل 100000 من السكان. إلا أن الإصابات لم تستمر بالتزايد فقد تم ترخيص لقاح الحصبة الألمانية في العام ذاته، والذي أدى إلى حدوث هبوط كبير في نسبة الإصابات حتى تدنت إلى 18 إصابة فقط في عام 2002 وهي تمثل أقل عدد إصابات حتى الآن. 

 

 

أما فيما يخص انتشار الحالات بحسب الفئات العمرية، فقد لوحظ أن الفئات العمرية التالية:

 

• الأطفال دون الخمس سنوات من العمر.

• الأطفال بين الخامسة والرابعة عشرة سنة.

• المراهقون والبالغون بين 39 - 15 سنة

 

شكلوا نسبة 30% من مجموع الإصابات الكلية بالحصبة الألمانية بين عامي 1992 - 1988، فيما شكل البالغون في العقد الرابع وما فوق نسبة 10%. ومنذ عام 1993 كان أكثر من نصف عدد الحالات المسجلة للأفراد الذين  تقع أعمارهم بين الخامسة عشر والتاسعة والثلاثون عاماً، وفي عام 2002 شكلت هذه الفئة العمرية ذاتها ما يقارب 72% من الإصابات المسجلة.

 

لقد كانت أوبئة الحصبة الألمانية تحدث كل ست إلى تسع سنوات قبل ظهور اللقاح، وتم تسجيل آخر وباء كبير بالحصبة الألمانية في عامي 1964 و1965. ومن حسن الحظ فأنه لم يتم تسجيل أي وباء كبير بعد ظهور اللقاح وترخيصه في العام 1969. إلا أن جائحات الحصبة الألمانية استمرت بالحدوث حتى بعد ظهور اللقاح، وتشمل هذه الجائحات إصابة الفئات المستعدة للإصابة وبشكل خاص الأفراض الرافضين أو الممتنعين عن التلقيح لأسباب دينية أو اعتقادات فلسفية. 

 

أما عن نسبة حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية، فقد تم تسجيل أكبر عدد من حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية في الولايات المتحدة في العام 1970، وكان قد بلغ عددها 67 حالة. علماً أن حالات هذه المتلازمة يتم ترصدها عبر سجل الحصبة الألمانية الخلقية الوطني. ومنذ عام 1980 تسجل الولايات المتحدة سنوياً خمس إلى ست حالات من متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

 

 

تعريف الحالة السريرية للحصبة الألمانية المكتسبة: 

 

الحصبة الألمانية المكتسبة هي مرض يترافق مع كل مما يلي: 

 

1. طفح حاد معمم حمامي حطاطي.

 

2. ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

 

3. التهاب أو آلام مفصلية 

 

4.أو اعتلال العقد البلغمية 

 

5.أو التهاب ملتحمة العين

 

ويجب أن  تستبعد الحالات التي توافق تعريف الحصبة. كذلك لا بد من استبعاد الحالات التي تتوافق مصلياً مع عدوى فيروس لقاح الحصبة.

 

 

تصنيف حالات الحصبة الألمانية المكتسبة:

 

• الحالة المشتبهة: هي أي طفح معمم ذي بداية حادة.

 

• الحالة المرجحة: هي الحالة التي توافق تعريف الحالة السريرية لكن دون إجراء فحص فيروسي أو مصلي، وغير مرتبطة وبائياً مع حالة مثبتة مخبرياً. 

 

• الحالة المثبتة: هي الحالة المشخصة مخبرياً أو الحالة التي توافق تعريف الحالة السريرية على شرط أن تكون  مرتبطة وبائياً مع حالة مثبتة مخبرياً.

 

 

التعريف السريري لحالة الحصبة الألمانية الخلقية:

 

تكون الإصابة بالحصبة الألمانية الخلقية داخل الرحم، لذا فهي تتظاهر عادة في فترة الرضاعة، وتؤدي إلى مجموعتين من التشوهات الخلقية: 

 

المجموعة الأولى: إعتام عدسة العين (الساد)، الزرق الخلقي، التشوهات القلبية الخلقية (بشكل رئيس بقاء القناة الشريانية PDA، أو تضيق الشريان الرئوي المحيطي)، فقدان السمع، واعتلال الشبكية الصباغي.

 

 

المجموعة الثانية: تشمل الفرفرات، وضخامة الكبد والطحال، اليرقان، صغر الرأس، تأخر التطور، التهاب الدماغ والسحايا.

 

 

تصنيف حالات متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية: 

 

1. حالة العدوى فقط Infection - Only: أي دليل مخبري على العدوى دون ظهور أية أعراض أو علامات سريرية. 

 

2. الحالة المشتبهة: وجود بعض العلامات أو الأعراض السريرية الموافقة دون أن توافق تعريف الحالة المرجحة. 

 

3 . الحالة المرجحة: لا يوجد إثبات مخبري مع وجود عرضين  من أعراض المجموعة الأولى، أو عارض واحد  من أعراض المجموعة الأولى وآخر من أعراض المجموعة الثانية مع عدم وجود دليل على سبب آخر . وفي هذه الحالة يتم اعتبار الساد والزرق الخلقي تشوهاً خلقياً واحداً إذا ما تواجدا معاً.

 

4. الحالة المثبتة: لتثبيت حالة الحصبة الألمانية الخلقية لا بد من أن تكون الحالة متوافقة سريرياً مع تعريف الحالة السريرية، وأن يتواجد دليل مخبري.

 

وفي الحالات المصنفة على أنها خمج فقط يتحول التصنيف إلى حالة مثبتة إذا وجدت أية أعراض أو علامات موافقة (مثلاً فقد السمع) لاحقاً.

 


 

 

المصدر:

 

• المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. أحمد محمد نوح، دار علوم القدس، الطبعة الأولى 2005.

• المعرفة: marefa.org