القائمة الرئيسية

الصفحات

اختلاق المرض(الاضطراب المُفتعل)

 

اختلاق المرض(الاضطراب المُفتعل)

يعد المرض الافتعالي أو المختلق أو الاضطراب المفتعل٫ من الاعتلالات أو الاضطرابات الخطيرة التي تستهدف الصحة العقلية٫ وينشأ عن هذا الاضطراب؛ سلوكٌ خادعٌ من قبل الشخص ويتضمن هذا السلوك افتعالاً للأمراض وادعاءاً جاداً بوجودها وحتى التسبب بها عمدا عبر إيذاء الذات أو الآخرين٫ وتتباين المؤشرات بالترافق مع تباين نسبة المبالغة بالأفعال٫ فقد تكون طفيفة وقد تصل لمرحلة خطيرة٫ يختلق فيها المصاب علامات كاذبة كتلك التي تستدعي التدخل الجراحي٫ أو تزيف نتائج الفحوصات والتلاعب بها٫ بهدف إقناع المختصين أنه يعاني حالة مرضية ولكنها في الحقيقة لا تكون موجودة أو تم التسبب بها عن قصد.

يختلف المرض الافتعالي عن ذاك المدبر لسبب معين مثل استخدام الحالة كحجة للتغيب عن المدرسة أو الفوز في قضية أو غيرها من الامتيازات المحتملة في حالات معينة وبوعي وإدراك كامل للنية والهدف من الادعاء وكيفية تحقيق الفائدة منه٫ أي يكون مجرد كذب مدبر٫ أما في حالة الإصابة باضطراب اختلاق المرض بالرغم من معرفة الشخص لادعاءاته إلا أنه يجهل الغاية من رغبته بفعل ذلك وقد يتمادى لدرجة غير معقولة دون أي هدف أو مكاسب محتملة كما انه لا يعلم بوجود أي خلل في تصرفاته ولا يدرك أنه يعاني من مشكلة أو اضطراب يدفعه لافتعال المرض.

ما هي أعراض الاضطراب المفتعل؟

يختلف افتعال المرض عن أمراض الصحة العقلية الأخرى ويصعب التعرف عليه٫ نظراً لجهود المصاب بالتحكم بما سيظهر من مؤشرات٫ حيث أن الأشخاص ممن لديهم المرض الافتعالي؛ قد يبالغون لدرجة إصابة أنفسهم بالمرض أو الأذى فعلاً وليس فقط محاكاة الأعراض المرضية٫ بالرغم من أن جهودهم المبذولة لن تكافأ٫ إلا أنهم يستمرون بالتظاهر بالمرض بإتقان بالتزامن مع غطاء من التخفي والسرية التي يصعب كشفها٫ حيث أن علامات وجود الاضطراب المفتعل قد تتضمن التالي:

- أن يبدي الشخص معاناته من مشاكل صحية أو نفسية مقنعة ومنطقية.

- أن يمتلك خبرة واسعة في تفاصيل الأمراض والمصطلحات الطبية.

- أن تتفاقم بعض الحالات دون مسبب واضح.

- أن لا تتحسن حالة ما حتى عند الحصول على علاج فعال أو أن تكون النتيجة من العلاج غير متوقعة.

- أن يتواجد لديهم أعراض غير متناسبة أو فوضوية أو غامضة.

- الاجتهاد المستمر بالبحث عن المراكز الطبية وارتيادها٫ مع احتمالية استخدام أسماء مزيفة.

- تجنب السماح للأطباء أو المختصين التواصل مع المعارف والمقربين.

- الإقامة في المستشفى بشكل متكرر.

- وجود رغبة للخضوع للفحوصات أو حتى الجراحة.

- أن يترك هذا السلوك ندوب متعددة وآثار تدل على الإجراءات المفتعلة.

- أن لا يتواجد لدى الشخص العديد من الزائرين في المستشفى.

- جدالات واختلافات مع الأطباء أو الموظفين.

ما هي أسباب الاضطراب المفتعل؟

ليس هنالك أسباب معينة أو خاصة تؤدي لحدوث المرض الافتعالي٫ فقد ينتج عن مزيج من العوامل النفسية و التجارب الحياتية التي تعرض الشخص للضغوط. كما تتواجد بعض الحالات التي قد تفاقم حجم الضرر و تزيد من خطورته مثل:

- المعاناة من الاكتئاب أو الاضطرابات التي تصيب الشخصية.

- وجود مرض خطير أثناء مرحلة الطفولة٫ أو في حالة تعرض الطفل لصدمة كالاعتداء النفسي أو البدني أو الجنسي.

- تاريخ فترة المرض وما رافقه من اهتمام وكيفية الشعور تجاهه.

- المعاناة من ألم الفقدان لشخص مقرب٫ بفعل المرض أو الإهمال أو الوفاة.

- تزعزع بالثقة بالنفس وضعف الاحساس بالذات والهوية.

- الرغبة في خلق صلات مع الأطباء أو الارتباط بالمراكز الطبية.

- وظيفة تحتوي العمل في مجالات الرعاية و الصحة.

يعتبر المرض الافتعالي مشكلة شديدة الخطورة وقد يصل فيها التمادي للتسبب بالوفاة٫ ولكن خطورتها لا تقتصر على الشخص وحده٫ فهنالك حالات يتم فيها إجبار الآخرين على تزييف إصابتهم بالمرض٫ ويستهدف هذا السلوك في الغالب فئة الأطفال٫ مما يعرضهم لأذى حقيقي أو إجراءات طبية مؤلمة وغير ضرورية. ولا يستطيع المصابون بالاضطراب المفتعل السيطرة على سلوكياتهم رغم إدراكهم لكمية الضرر الذي قد تتسبب بها مما يؤدي لإنكارهم ورفضهم تلقي المساعدة.

المصدر