التهاب الدماغ الياباني:
التهاب الدماغ الياباني Japanese encephalitis هو عدوى فيروسية تسبب التهاباً في الدماغ. تنتشر عن طريقة لسعة البعوض. ويكون شائعاً في المناطق الريفية في جنوب آسيا، جزر الباسيفيك والشرق الأقصى. ويكون نادراً جداً بين المسافرين.
فيروس التهاب الدماغ الياباني (JE) هو السبب الرئيسي لالتهاب الدماغ الذي يمكن الوقاية منه باللقاحات في آسيا وغرب المحيط الهادئ. بالنسبة لمعظم المسافرين إلى آسيا، فإن مخاطر الإصابة بمرض التهاب الدماغ الياباني منخفض جداً ولكنها تختلف بناءً على الوجهة وطول السفر والموسم والأنشطة. لا تظهر أعراض لدى معظم المصابين بالتهاب الدماغ الياباني أو تظهر عليهم أعراض خفيفة فقط. ومع ذلك، فإن نسبة صغيرة من المصابين يصابون بالتهاب في الدماغ (التهاب الدماغ)، مع أعراض تشمل ظهور مفاجئ للصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، والارتباك، والغيبوبة، والرعشة، والتشنجات. حوالي واحد من كل أربع حالات قاتلة. ومن أجل تجنب الإصابة بعدوى التهاب الدماغ الياباني، فلا بد من استعمال طارداً للحشرات معترفاً به في وكالة حماية البيئة، وارتداء ملابس طويلة (قمصاناً ذات أكمام طويلة، وسراويل طويلة)، بالإضافة إلى التلقيح ضد التهاب الدماغ الياباني.
فيروس التهاب الدماغ الياباني:
يصنف فيروس التهاب الدماغ الياباني على أنه أحد أفراد عائلة الفيروسات Flavivrus. يقدر حدوث 35 - 50 ألف حالة عرضية سنوياً. وتتراوح نسبة الحدوث بين 1-10 / 100 ألف شخص، وقد تصل إلى أكثر من 100 حالة /100 ألف شخص أثناء الجائحات.
الأعراض والعلامات:
أقل من 1٪ من المصابين بفيروس التهاب الدماغ الياباني يصابون بمرض إكلينيكي. وبالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، تكون فترة الحضانة (الفترة من العدوى حتى المرض) عادةً من 5 إلى 15 يوماً. غالباً ما تشمل الأعراض الأولية الحمى والصداع والقيء. قد تتطور تغيرات الحالة العقلية والأعراض العصبية والضعف واضطرابات الحركة خلال الأيام القليلة القادمة. النوبات شائعة، خاصة بين الأطفال.
العلاج:
لم يتم العثور على علاجات محددة تفيد مرضى التهاب الدماغ الياباني، ولكن يلزم بشكل عام دخول المستشفى للحصول على رعاية داعمة والمراقبة الدقيقة. العلاج عادة ما يكون عرضياً، ويشمل الراحة والسوائل واستخدام مسكنات الألم والأدوية لتقليل الحمى قد تخفف من بعض الأعراض.
يموت 20٪ - 30٪ من المرضى الذين يصابون بالتهاب الدماغ، وعلى الرغم من تحسن بعض الأعراض بعد المرض الحاد، لا يزال 30٪ -50٪ من الناجين يعانون من أعراض عصبية أو معرفية أو نفسية.
الانتقال:
يرتبط فيروس التهاب الدماغ الياباني (JE)، وهو أحد الفيروسات المصفرة، ارتباطاً وثيقاً بفيروس غرب النيل وفيروسات التهاب الدماغ سانت لويس.يصنف فيروس التهاب الدماغ الياباني على أنه أحد أفراد عائلة الفيروسات Flavivrus.
يتم الحفاظ على الفيروس في دورة بين البعوض والفقاريات، وخاصة الخنازير والطيور الخواضة. يعتبر البشر مضيفين عرضيين؛ لأنهم عادة لا يطورون تركيزات عالية بما يكفي من فيروس التهاب الدماغ الياباني في مجرى الدم لإصابة البعوض الذي يتغذى.
ينتقل فيروس التهاب الدماغ الياباني في المناطق الزراعية الريفية بالأساس، ويرتبط انتقاله غالباً بانتاج الأرز وكذلك الري بالغمر. وفي بعض مناطق آسيا، يمكن أن تحدث هذه الظروف بالقرب من المراكز الحضرية.
أما في المناطق المعتدلة من آسيا، يكون انتقال فيروس التهاب الدماغ الياباني موسمياً. عادة ما تصل الأمراض التي تصيب الإنسان إلى ذروتها في الصيف والخريف. في المناطق شبه الاستوائية والمدارية، يمكن أن يحدث الانتقال على مدار السنة، وغالباً ما يصل إلى ذروته خلال موسم الأمطار.
الوبائيات:
إن إصابة واحدة من بين كل 250 تؤدي إلى ظهور أعراض سريرية (مرض سريري). تبلغ نسبة الوفيات 5-10% (مع العناية المركزية) وقد تتجاوز 35 % في الدول النامية. يسجل سنوياً في العالم حوالي 10 آلاف وفاة ناجمة عن التهاب الدماغ الياباني. وإن 33-50 ٪ من الحالات الشافية يبقى لديها عقابیل عصبية كبيرة بعد سنة من الإصابة (اختلاجات، شلول حركية وعصبية، اضطرابات الحركة).
تحدث معظم الأخماج العرضية في المناطق المتوطنة بالمرض عند الأطفال الصغار (2-10 سنوات) والأشخاص الكهول. ينتشر المرض في قارة آسيا بشكل خاص (اليابان، نيبال، کوریا، ماليزيا، أندونيسيا، الهند).
المنع:
ينتشر فيروس التهاب الدماغ الياباني عن طريق لدغة بعوضة مصابة بالعدوى سواء كانت اللدغة أثناء النهار أوالليل. أن أفضل طريقة للوقاية من عدوى فيروس التهاب الدماغ الياباني هي الحماية من لدغات البعوض، واستخدم طارد الحشرات، وارتداء قمصاناً طويلة الأكمام وسراويل طويلة،وعلاج الملابس والأدوات، وتلقي التطعيم قبل السفر إذا كان التطعيم موصى به.
لقاح التهاب الدماغ الياباني:
يتوفر لقاح التهاب الدماغ الياباني Japanes Encephalitis - Vax في الولايات المتحدة منذ عام 1992.تنتج اللقاح شركة Biken في اليابان وتوزعه شركة باستور. يتم تحضير اللقاح من دماغ الفئران المصابة. ويتم تعطيله بالفورمالین (لقاح فيروس مقتول) وهو ممنع بنسبة 100٪ بعد إعطاء 3 جرعات (تستخدم جرعتان فقط عند السكان المحليين في مناطق توطن المرض).
يعطي اللقاح للأشخاص فوق عمر السنة الذين يسكنون في مناطق توطن المرض، وللمسافرين لهذه المناطق الذين سيمضون وقتاً طويلاً (أكثر من شهر) خاصة إذا كانوا بحكم نشاطاتهم معرضين بشكل كبير للمرض (لا يوصى عادة به كإجراء روتيني للمسافرين إلى قارة آسيا).
يعطي اللقاح بجرعة 1 مل تحت الجلد للأشخاص بعمر 3 سنوات فما فوق في الأيام 9-7-30 ( اليوم 0 هو اليوم الذي تعطى فيه الجرعة الأولى). أما عند الأطفال بعمر 1-3 سنوات فتعطى جرعة 0.5 مل تحت الجلد وبنفس نظام الإعطاء السابق.
يمكن استخدام نظام الإعطاء (0-7-14) إذا لم يسمع الوقت بفواصل طويلة بين الجرعات. إن الحاجة لإعطاء جرعات داعمة غير محددة بشكل واضح لكن يمكن أن تؤخذ بالاعتبار بعد 36 شهراً من الجرعة الثالثة.
يجب إعطاء الجرعة الأخيرة من اللقاح قبل 10 أيام على الأقل من السفر إلى المناطق الموبوءة. ذکر حدوث تأثيرات جانبية في 20٪ من الأشخاص الملقحين، وتشمل الألم الموضعي مكان الحقن والحمى والأعراض الهضمية والصداع والألم العضلي.
وقد تحدث ارتكاسات فرط التحسس بما فيها الوذمة الوعائية والشرى المعمم بنسبة 0.6 %. تنقص نسبة حدوث التأثيرات الجانبية مع كل جرعة لاحقة من اللقاح.
يستوجب تطور فرط الحساسية المتأخرة قدرة أن يكون متلقي اللقاح قادرين على الوصول إلى مراكز الرعاية الطبية لمدة عشرة أيام بعد تلقي الجرعة الأخيرة من اللقاح.
تم مؤخراً تسجيل حدوث عدة حالات من التهاب الدماغ قد يكون لها علاقة مع اللقاح لكن هذه العلاقة لم تتأكد حتى الآن.
المصدر:
• المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. أحمد محمد نوح، دار علوم القدس، الطبعة الأولى 2005.
• موسوعة المعرفة: marefa.org