القائمة الرئيسية

الصفحات

 


الحصبة الألمانية: 

 

 

تم اشتقاق تسمية الحصبة الألمانية Rubella من اللغة اللاتينية، والتي تعني الأحمر الصغير. بداية تم اعتبار الحصبة الألمانية على أنها شكلا من أشكال الحصبة الاعتيادية أو الحمى القرمزية، وتم تسميتها آنذاك بالمرض الثالث. أما عن تسميتها بالحصبة الألمانية German Measles، فقد نسبت هذه الحصبة لألمانيا؛ لأنها ذكرت لأول مرة كمرض مستقل في الأدب الطبي الألماني في العالم 1814. وأصبحت الحصبة الألمانية هي التسمية الشائعة للمرض.

 

لم يكن المسبب المرضي للحصبة الألمانية معروفاً، لكن في عام 1914 افترض العالم هيس أنها ذات منشأ فيروسي من خلال دراساته التي أجراها على القردة. وتم تأكيد هذا الافتراض بأن الحصبة الألمانية ذات منشأ فيروسي عام 1938 من قبل العالمين هيرو ونوساكا من خلال انتقال المرض إلى الأطفال عن طريق الغسالات الأنفية المصفات من الإصابات المرضية الحادة بالحصبة الألمانية. 

 

وفي عام 1940، لاحظ نورمان غريغ (وهو طبيب أمراض عيون من أستراليا) حدوث حالات الساد الخلقي (إعتام عدسة العين أو الكاتاراكت) عند الرضع المولودين لأمهات أصبن بعدوى الحصبة الألمانية خلال الثلث الأول من الحمل. حيث قام بوصف 78 حالة من حالات الساد الخلقي لثمانية وسبعين رضيعاً كانت أمهاتهم قد أصبن بالحصبة الألمانية. وبذلك يكون غريغ أول من وضع وصفاً لمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وكان ذلك بعد الانتشار الوبائي الواسع لهذا المرض.

 

 

فيروس الحصبة الألمانية:

 

كان أول عزل لفيروس الحصبة الألمانية من قبل العالمين باركمان وويلر في العام 1962. وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة فيروسات التوغا، من جنس الروبي Rubivirus. وهو فيروس غير مستقر نسبياً، يتكون من شريط الرنا RNA وله نمط مستضدي وحيد لا يتفاعل عادة مع باقي فيروسات عائلة التوغا. يتعطل الفيروس بمذيبات الدهون والتربسين والفورمالين والأشعة فوق البنفسيجية ودرجات الحرارة العالية ودرجات الأس الهيدروجيني المنخفضة(الحامضية) والأمانتادين.

 

 

الإمراض:


ينتق فيروس الحصبة الألمانية عبر الطريق التنفسي، وبعد دخوله المسار التنفسي يتضاعف في البلعوم الأنفي والعقد اللمفاوية المنطقية، ومن ثم ينتقل إلى الدم حيث يحدث تفيرس الدم خلال خمسة إلى سبعة أيام من التعرض للفيروس. ومن ثم ينتشر في الجسم بأكمله. 

تنتقل عدوى الحصبة الألمانية لدى الأم المصابة إلى الجنين عن طريق المشيمة خلال طور التفيرس الدموي مسببة ما يعرف بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عبر تخريب خلايا الجنين وإيقاف عمليات الانقسام الخلوي. 

 


فترة الحضانة:


تتراوح مدة حضانة الحصبة الألمانية بين يومين إلى ثلاثة وعشرين يوماً (عادة 14 يوماً كمعدل).

 

 

 

التشخيص المخبري:

 

تكون حوالي 50% من إصابات الحصبة الألمانية تحت سريرية عادةً. كما أن الحصبة الألمانية تتشابه مع كثير من الأمراض الطفحية. ويتم التشخيص المخبري للحصبة الألمانية من خلال: 

 

• وجود الأضداد IgM النوعية
• حدوث ارتفاع هام في اضداد IgG في عينتين تؤخذ إحداهما في الطور الحاد والأخرى في طور النقاهة.
• الزرع الفيروسي الموجب
• اختبار RT  PCR.

 

أما عن مصادر أخذ العينات، فيمكن أن يتم عزل فيروس الحصبة الألمانية من خلال أخذ عينات عبر الأنف أوالحلق أو الدم أو البول أو السلئل الدماغي الشوكي للأشخاص المصابين بالحصبة الألمانية أو متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

 

كذلك يمكن عزل فيروس الحصبة الألمانية قبل حوالي أسبوع من بداية ظهور الطفح وحتى أسبوعين بعد اختفاء الطفح. ولا يتم إجراء الزروعات الفيروسية لتشخيص الحصبة الألمانية كأجراء روتيني عادة في العديد من المختبرات، على الرغم من أنها مشخصة للإصابة بعدوى الحصبة الألمانية؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن إجراء هذه الزروعات يتطلب عملاً شاقاً، ويتم التشخيص في هذه الحالة بالاعتماد على المظاهر السريرية والفحوص المصلية.

 

فالفحوص المصلية Serology هي الطريقة الأكثر شيوعاً في تشخيص الحصبة الألمانيةحيث يتم أخذ عينة مصلية مبكرة (خلال 7-10 أيام) بعد بداية ظهور الأعراض، ويتم أخذ عينة أخرى بعد 14-21 يوماً (الحد الأدني بعد سبعة أيام من أخذ العينة الأولى) فيلاحظ في حالة عدوى الحصبة الألمانية الحادة، حدوث ارتفاع هام في عيار اضداد الحصبة الألمانية من نوع IgG، ويمكن إثبات الحصبة الألمانية أيضاً بوجود اضداد الحصبة الألمانية من نوع IgM

 

يمكن حدوث إيجابية كاذبة في اختبار الأضداد من نوع IgM عند الأشخاص المصابين بعدوى البارفوفيروس Parvovirus، أو في حال إيجابية اختبار الأضداد المتغايرة Heterophile في داء وحيدات النوى الخمجي أو في حال إيجابية العامل الرثياني.

 

وهناك عدة طرق مستخدمة لعيار الأضداد، أكثرها شيوعاً اختبار تثبيط التراص الدموي، ويعتبر إجراء هذا الاختبار سهلاً وبسيطاً، كما أنه مشخصاً (إذا ما فحصت عينتين إحداهما في الطور الحاد والأخرى في طور النقاهة). ويتم اعتماد التشخيص عند ارتفاع عيار أضداد اختبار تثبيت التراص الدموي بمقدار أربعة أضعاف أو أكثر في حالة العدوى الحديثة. 

 

وأيضاً يمكن استخدام المقايسة المناعية الامتزازية المرتبطة بالأنزيم ELISA(وهي طريقة شائعة جداً تتمتع بالحساسية والسهولة النسبية) أو المقايسة المناعية الومضانية للأضداد (IFA).

 

المضاعفات:

 

إن حدوث المضاعفات غير شائع في الحصبة الألمانية، كما أنها تميل للحدوث عن البالغين أكثر منها عند الأطفال، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي: 

 

 

• التهاب أو آلام المفاصل: تحدث آلام أو التهابات في المفاصل عند حوالي 70% من النساء المصابات بالحصبة الألمانية، ولكنها نادراً ما تحدث عند الأطفال والبالغين الذكور. ويشمل التهاب المفاصل عادة مفاصل الأصابع والرسغ والركبتين. تميل الأعراض المفصلية للحدوث في نفس الوقت الذي يظهر فيه الطفح أو بعده بقليل وقد تستمر حتى شهر كامل. ونادراً ما يحدث التهاب المفاصل المزمن. 

 

• التهاب الدماغيحدث التهاب الدماغ عند حالة واحدة من كل 6000 حالة إصابة بالحصبة الألمانية وهو أشيع عند البالغين (غالباً الإناث) من الأطفال، وتتراوح نسبة الوفيات الناتجة عن هذا الالتهاب بين 0 و 50٪. 

 

• التظاهرات النزفية: تحدث عند واحدة من كل 3000 حالة، وهي أشيع عند الأطفال من البالغين، قد تكون هذه التظاهرات النزفية ناجمة عن نقص الصفيحات والأذية الوعائية. إن فرفرية نقص الصفيحات أشيع التظاهرات وقد تحدث النزوف الهضمية والمخية وداخل الكلية. قد تستمر هذه التأثيرات لعدة أيام وحتى أشهر ويشفي معظم المرضى. 

 

• تشمل الاختلاطات الأخرى، التهاب الخصية، والتهاب الأعصاب، وبشكل نادر قد يحدث بشكل متاخر التهاب الدماغ الشامل المرتقي.

 

 





• المرجع الشامل في اللقاحات، د. عماد محمد زوكار، د. أحمد محمد نوح، دار علوم القدس، الطبعة الأولى 2005.

• موسوعة المعرفة: marefa.org