القائمة الرئيسية

الصفحات



 حوادث الأطفال: 

 

يحتاج الأطفال إلى عناية خاصة ومراقبة مستمرة، فبحكم عدم اكتمال التطور العقلي للطفل عند الولادة، وجهله بالمخاطر، فأنه يحتاج إلى الحماية والرعاية والمراقبة والتوعية بالمخاطر وتعريفها وشرح مدى خطورتها والأضرار التي تسببها بشكل متواصل.

 

 

إن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ولا يوجد مكان يصدق فيه هذا القول أكثر من طب الأطفال. إن الحوادث والأذيات هي السبب الرئيس للمراضة والوفيات عند الأطفال، وإن التقييم السريع والمعالجة يمكن أن يحدا من الإعاقة ويحافظان على جودة الحياة عند الأطفال الذين يتعرضون لحادث ما. 

 

ومن الأمثلة الشائعة على حوادث الأطفال: 

 

• التسمم الحاد، كالتسمم بالرصاص.

• استنشاق الجسم الأجنبي.

• الحروق.

• حوادث السيارات.

• الغرق.

 

وقد تمت مناقشة كل من التسمم واستنشاق الجسم الأجنبي والحروق في مقالات مفصلة سابقة، وفي هذا المقال سوف يتم تسليط الضوء على حوادث السيارات وغرق الأطفال.

 

 

حوادث السيارات: 

 

تبقى الأذيات الناجمة عن حوادث السيارات السبب الرئيس لوفيات الحوادث عند الأطفـال فـوق عمر السنة وحتى المراهقة. تحدث الرضوض عند معظم الرضع والمراهقين بسبب ركوبهم للسيارة، أما الأطفال في سن المدرسة فتحدث الأذيات لديهم أثناء عبورهـم للطـريـق أو ركوبهم للدراجـة. تشمل العوامل المترافقة مع زيادة خطر الأذيات والوفيات الناجمة عن السيارات كلاً من الجنس الذكر والعمـر بين الثالثة عشر والثامنة عشر سنة والجو الحار أو العاصف والقيادة أثناء الليل أو في نهاية الأسبوع وتناول الكحول. 

 

إن الاستخدام الروتيني لحزام الأمان وكراسي الأطفال الخاصة بالسيارة Child Car Seats قد أظهر فعالية عالية في إنقاص نسبة حدوث الأذيات الشديدة والوفيات. وتشترط كل الولايات استخدام 

مقاعد السيارات ذات الأحزمة للأطفال دون وزن 40 رطلاً (18 كغ).يمكن للأطفال بوزن 20 رطلاً (حوالي 9 كغ) أو أكثر وبعمر السنة فما فوق أن يركبوا ووجههم للأمام، في حين يجب أن يركب الرضع الأخف وزناً بمواجهة مؤخرة السيارة، عندما يصل الطفل المسافر إلى حد الوزن / الطـول بالنسبة لكرسي الأطفال الخاص بالسيارة (عادة حتى 40 رطلاً) فيجب عندهـا استخدام الكرسي الداعم

Booster (الذي هو كرسي موسد يمكن وضعه على مقعد الكرسي لجلوس الطفل بارتفاع مناسب كما هو الحال عند جلوسه إلى الطاولة أو على كرسي الحلاق). يجب تقييد الطفل في الكرسي الداعم إلى أن يصبح حزام الحضـن النظامي مطابقاً بشكل صحيح (عبر الصدر والفخذين) ويصبح الطفل طويلاً لدرجة كافية لثني الطرفين السفليين عند الركبتين مع تدلي القدمين للأسفل. لا يحدث هذا الأمر عادة حتى يصبح عمر الطفل 8-12 سنة عادة أو يصل طوله إلى 57 بوصة (حوالي 142 سم).  

 

يجب أن يبقى الأطفال الأكبر مستخدمين للحزام مع استخدام أشرطة الكتف والحضـن في كل الأوقات. إن أكياس الهواء مصممة بشكل رئيس لوقايـة البالغين لذلك يجب أن يركب الأطفال دوماً في المقعد الخلفي إن كان ذلك ممكناً مع استخدام حزام الأمان. لا يوجد دليل على أن البرامج التثقيفية للسائقين فعالة في الحد من الحوادث التي يتورط فيها السائقون المراهقون. 

 

 

يعد الرضّ الرأسي من أكثر الأضرار المرافقة لحوادث الدراجات المؤدية إلى موت الطفل. ومن أجل تجنب هذه الرضوض يوصى بلبس خوذة الرأس عند ركوب الدراجات التي تعتبر واقية ضد رضوض الرأس المغلقة. وهناك العديد من التشريعات تلزم قانونياً باستخدام هذه الخـوذات. يجـب مراقبة الأطفال دون عمر 10 سنوات أثناء المشي أو اللعب قرب الشوارع.

 

الغرق: 

 

يعد الغرق سبب متكرر للمراضة والوفيات في طب الأطفال. يبلغ الحدوث ذروته في مجموعة الرضع الكبار / الدارجين وهناك ذروة أخرى عند المراهقين. تكون معدلات الحدوث أعلى بمرتين عنـد السـود 

وأعلى بثلاث مرات عند الذكور. وتعتبر أحواض الاستحمام Bathtubs أشيع مكان للغرق في السنة الأولى من العمر. وإن الأوعية الكبيرة التي تشبه الدلو Buckets الكبيرة وأحواض السباحة الداخلية خطرة بشكل خاص عند الدارجين، في حين تعتبر مصادر المياه الطبيعية مسؤولة عن معظم أذيات المراهقين. 

 

تشمل العوامل الموثوقة المتنبئة بالإنذار كلاً من حرارة المياه وزمن الغطس ووجود الاستنشاق (الأذية الرئوية) وفعالية جهود الإنعاش. 

 

يترافق الغطس Submersion لأكثر من خمس دقائق في الماء الدافئ مع استنشاق هام واستجابة قليلة للإنعاش القلبي الرئوي الأولي (CPR) ويؤدي في كل الحالات تقريباً إلى إعاقة كبيرة أو الوفاة. يجب تقييم كل المرضى الذين لديهم قصـة غـرق وشيك Near - drowing عبر سلسلة مـن صـور الصـدر الشعاعية مع قياس غازات الدم لمدة 24 ساعة، ويحتاج الذين لديهم نقص أكسجة دموية وتبدلات الحالة العقلية إلى الدعم الدوراني والتنفسي الهجومي. 

 

يجب مراقبة الدارجين والأطفال الصغار في كل الأوقات أثناء تواجدهم في أحواض الاستحمام أو حول أحواض السباحة أو أي مجمع مائي آخر. كما يجب أن تحاط أحواض السباحة التجارية والمنزلية بسياج وأن يكون لها بوابة مغلقة. 

 

يمكن تدريب الوالدين على طريقة الـ CPR عن طريق الجمعية الأمريكية لأمراض القلب وي العديد من المشايخ المحلية. كما أن تعلم السباحة طريقة وقاية هامـة لكنها لا تحـل مـكـان المراقبة اللصيقة. 

 

 

المصدر: 

 

مبادئ طب الأطفال (بلوبرنت)، د. عماد زوكار، دار القدس للعلوم، الطبعة العربية الأولى 2005.