المراهقة Adolescence
مقدمة
من بين كل ستة أشخاص، هناك شخص يتراوح عمره بين 10 و19 عاماً,
وتشكّل المراهقة مرحلة فريدة وتكوينية في حياة الإنسان, وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان، وتكون
بمثابة الاختبار الأول له في حياته الممتدة، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر
بمراهقة أفرادها.
تعريف المراهقة
المراهقة هي فترة عمرية
تتراوح بين سن 11 إلى 21 عاما تقريبا وتعد مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة
والرشد, وفي تلك المرحلة تحدث تغييرات جسدية وفيسيولوجية للشخص ويصل فيها لمرحلة
البلوغ الجنسي.
ويمكن تقسيم مرحلة المراهقة إلى ثلاثة مراحل اعتماداً على
العمر، وهي:
1- المراهقة المبكرة من عمر 11 إلى 14 سنة.
2- المراهقة المتوسطة من عمر 15إلى 17 سنة.
3- المراهقة المتأخرة من عمر 18إلى 21 سنة.([1])
التطور الجسدي في سن المراهقة
وفي فترة المراهقة تحدث
تغييرات جسدية للإنسان وتبدأ عند الإناث بعمر 11 تقريبا وعند الذكور بعمر 13, ويتم اكتمال النمو
الجسدي في أغلب المراهقين في الفترة العمرية ما بين 15 و17 سنة.
وتشمل التغيرات الجسدية
عند الذكور نمو شعر الجسم والوجه وتحت الإبط والعانة وتغير الصوت وحدوث الانتصاب
ونمو ملحوظ في طول الجسد وحجم العضلات.
وعند الإناث بداية دورات
الحيض ونمو شعر الجسم وتحت الإبط والعانة.
ومع هذا النمو المتسارع
يستهلك الجسم كميات كبيرة من الطاقة, وهذا يجعل المراهقين ينامون لفترات أطول
ويزيد ذلك أيضا من شهيتهم وكميات تناولهم للطعام.
خصائص مرحلة المراهقة
تتمثل أهم خصائص فترة
المراهقة في ما يلي:
1- تطور الشخصية
المستقلة داخل المراهقين فيتجهون للابتعاد عن الأهل والرغبة في الاستقلال المادي
عن ذويهم.
2- تزداد حدة التمرد عند
الأبناء في سن المراهقة مما يصعب على الآباء التعامل مع أبنائهم في تلك الفترة.
3- يتجه المراهقون
لتكوين صداقات ومعارف خارج نطاق الأسرة لإشباع رغبة الاستقلال العاطفي والاجتماعي
عن الأسرة.
4- يقع الكثير من
المراهقين في مشاكل مختلفة في هذه الفترة بسبب التصرف العشوائي والغير مدروس الذي يمارسونه
في تلك المرحلة.
5- يمتلك المراهقون
في هذه الفترة مشاعر وأفكار متعارضة، فهم يكافحون من أجل استقلاليتهم وبناء شخصيتهم
الخاصة بهم، لكنهم في نفس الوقت يميلون إلى تقليد نظرائهم في العمر. ([2])
الصحة النفسية لدى المراهقين
مع التغييرات الهرمونية
التي تحدث خلال فترة المراهقة فإن ذلك يحدث نوعا من الاضطراب في السلوك والمزاج
لدى الكثير من المراهقين, وتعد البيئة الصالحة والتربية الجيدة عاملان أساسيان في
الحفاظ على الصحة النفسية لدى المراهقين, فعلى الصعيد العالمي،
يعاني واحد من كل سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً من اضطراب نفسي، وهو
ما يمثل 13 في المائة من العبء العالمي للمرض في هذه الفئة العمرية.
فالاضطرابات العاطفية
شائعة في صفوف المراهقين, واضطرابات القلق (التي قد تنطوي على الذعر أو القلق المفرط)
هي الاضطرابات الأكثر انتشاراً في هذه الفئة العمرية، وهي أكثر شيوعاً بين المراهقين
الأكبر سناً مقارنة بالمراهقين صغار السن, وتشير التقديرات إلى أن 3.6 في المائة من
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، و4.6 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح
أعمارهم بين 15 و19 عاماً يعانون من اضطراب القلق, ويُقدر بأن الاكتئاب يحدث لدى
1.1 في المائة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، ولدى 2.8 في المائة
من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً, ويشترك الاكتئاب والقلق في بعض
الأعراض المتماثلة، بما في ذلك التغيرات السريعة وغير المتوقعة في المزاج.
وقد يؤثر القلق واضطرابات الاكتئاب تأثيراً عميقاً على الذهاب
إلى المدرسة وأداء الواجبات المدرسية, ويمكن للانسحاب الاجتماعي أن يؤدي إلى مفاقمة
العزلة والوحدة, ويمكن أن يفضي الاكتئاب إلى الانتحار. ([3])
كيف نحمي أبنائنا؟
إن من المهم على كل أب
وأم أن يجتهد في خلق بيئة صالحة لنمو أبنائهم, وأن يراعوا الفروق بين الأبناء في
التعامل, وأن يتفهموا التغييرات التي تحدث لسلوك الطفل في فترة المراهقة, وأن
يتجنب الآباء العنف مع أبنائهم لأن تلك المرحلة حساسة جدا في حياة أبنائهم فإن أي
مشكلة أو مرض يحدث للطفل في هذه المرحلة قد يؤثر على حياته كلها بلا أدنى مبالغة.
وإن الكشف المبكر عن أي
اضطراب أو أعراض اكتئاب قد يساهم بصورة كبيرة في منع تفاقم المشكلة وتدهورها فلا
يجب التهاون في ذلك أبدا.
وختاما فينصح بإشراك المراهقين في الأنشطة التفاعلية وفي ممارسة
الرياضة فإن ذلك يساهم في تحسين المزاج, ويكسب الشخص صحة جسدية ونفسية وعقلية أفضل.