الأفلام الإباحية وأضرارها
مقدمة
لقد أدى التطور الكبير
في صناعة الفيديو والإعلام إلى ظهور صناعة ضخمة تقدر بالمليارات وهي صناعة المواد
الإباحية, وقد أظهرت العديد من الدراسات مدى خطورة مشاهدة هذه الأفلام على السلوك
البشري من عدة جوانب, سنتناول بعضها في هذا المقال.
ما هي الإباحية
نقصد بهذا المصطلح
الأفلام والصور الجنسية التي تعرض على مواقع الإنترنت وعلى شبكات التواصل
الاجتماعي وعلى بعض قنوات التلفزيون
ويؤدي الإفراط في مشاهدة
المواد الإباحية وخصوصا في سن مبكرة إلى أضرار خطيرة ومدمرة.
أضرار المواد الإباحية
1- إنقاص كمية الدوبامين:
أحد أهم وأكبر أضرار إدمان الإباحية على المدى البعيد هو
إنقاص مستقبلات الدوبامين, ويقوم الدوبامين بتنسيق الحركات الجسدية، والذاكرة، واليقظة،
والانتباه، والعواطف، وإدراك مشاعر الألم والسعادة؛ فهو حقاً شيء لا نرغب أن نعبث به
كثيرا.
2- الصداع والأرق
وتشوش الذهن وضبابية التفكير.
3- ضعف الفص الجبهي للدماغِ:
حيث يحدث نقص في كفاءة الفص الجبهي أو الأجزاء
التي لها علاقة “بالوظائف التنفيذية” في الدماغِ، فلذلك يجد مدمنو الإباحية صعوبة
في التحكم في النفس بسبب أن الإرادة قد ضعفت بشكل كبير بسبب مشاهدة المواد
الإباحية.
4- ضعف الذاكرة ونقص القدرة على التركيزِ:
الأشخاص الذين انخرطوا في تجربة (التعافي من إدمان
الإباحية) عادة ما يصرحون بأنهم (أفضل قدرة على التركيز)، وأن (الضباب الذي كان يحيط
بالدماغ قد انقشع)، وأن (الوضوح والحدة في التفكير قد زاد)، وأن (الذاكرة قد تحسنت).
العلماء الباحثون في علم الإدمان بيّنوا مرارًا أن الإدمان على استخدام الإنترنت يسبب
لبعض المدمنين مشكلات في الذاكرة، والقدرة على التركيز، والسيطرة على الانفعالات، وأنه
يسبب أيضًا تغييرات دماغية متزامنة مع ظهور هذه المشكلات. ووجد الباحثون –على سبيل
المثال- أن حدّة اضطراب (نقص الانتباه وفرط الحركة) تتناسب طرديًّا مع حدة الإدمان
على الإنترنت، وظهر هذا الارتباط التلازمي واضحًا حتى بعد الأخذ بالحسبان، وتحييد تأثير
كل من العوامل التالية: درجة الحصر النفسي، والاكتئاب، واختلاف الصفات الشخصية.
5- العدوانيةُ
ما زال إثبات أن التصرف العدواني هو أثر جانبي للإباحية أمراً
مختلفاً عليه بشدةٍ، ولكن هناك ارتباطٌ جيدٌ بين مشاهدة الإباحية بشكلٍ مُتكرِّرٍ وبين
التصرفات الجنسية العدوانية، وبشكلٍ خاصٍ المقاطع الإباحية ذات المحتوى العنيف؛ مما
يجعلهم معرضين بشكل أكبر للعدوانية الجنسية.
6- مشاكل جنسية متنوعة مثل:
ضعف الانتصاب وسرعة القذف أو تأخره وانعدام القدرة
على الشعور برعشة الجماع, والعزوف نهائيًّا عن إقامة علاقة زوجية طبيعية. ([1])
في عام2014م أجرى خبراء في علم الجنس في كندا دراسة أظهرت
أن معدّل ظهور مشكلات العجز الجنسي لدى المراهقين من الذكور أعلى منها لدى البالغين
منهم بدرجة محيرة، وأن هذه الظاهرة في تزايد, يقول الباحثون: 53.5% من المراهقين الذكور
تم تصنيفهم ضمن فئة (الذين يعانون من أعراض تدل على مشكلات جنسية)، وأكثر الأعراض شيوعًا
كانت ضعف الانتصاب وفتور الرغبة الجنسية.
7- الاكتئاب وهبوط
مستوى الطاقة والإحباط
الاكتئاب -كما يراه العلماء اليوم- هو حالة هبوط في مستوى
الطاقة مع ضعف في التحفيز، والأبحاث الحديثة تؤكد أن الناقل العصبي (دوبامين) هو المسؤول
الأساسي عن التحفيز، وهو الذي يمنح الإنسان الدافع للسعي إلى القيام بعمل ما, وقد يكون
الخلل في الإشارات التي يرسلها الدوبامين هو المسبب الحقيقي للكثير من الأضرار التي
يعاني منها مستهلكو الإباحية الجنسية وإصلاح هذا الخلل -بعد الإقلاع- هو سبب التحسن
الذي يلاحظونه. ([2])
8- تغير المزاج
وسرعة الغضب والعصبية والقلق الدائم والغير مبرر.
علامات إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية
1- عدم القدرة على التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية أو
التوقف عن التعامل مع السلوكيات المرتبطة بالإباحية.
2- الرغبة الشديدة في مشاهدة الأفلام الإباحية والتي تشبه
الشعور القوي بالرغبة في تناول المخدرات.
3- يصبح الشخص غاضبًا أو عدائيًا أو مزعجًا عندما يُطلب منه
التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية.
4- ينكر المدمنون على مشاهدة الأفلام الإباحية أنهم يفعلون
ذلك.
5- زيادة السرية في العلاقات.
6- الشعور وكأن المرء يعيش حياة مزدوجة أو سرية بسبب استخدام
الإباحية.
7- يشعر الشخص المصاب بالإدمان على الإباحية بأنه مذنب أو
خجل ويعمل بجد لإخفاء مشاهدته الإباحية من الآخرين. ([3])
وختاما فإن إدمان الإباحية موجود وبشدة في عصرنا الحالي
وأضرارها لا تزال تحت الدراسة والبحث فهذه الأضرار التي ذكرناها ما هي إلا أشهرها
وإلا فقد يكون هناك أضرار أخرى, وينصح المختصون لمن تعرض لمشاهدة الإباحية أن
يتوقف عن المشاهدة وأن يستشير المختصين في هذا المجال لطلب المساعدة والدعم لكي
يتعافى تماما من هذا الإدمان.