القائمة الرئيسية

الصفحات

ضرورة الرعاية النفسية لمرضى السرطان




ضرورة الرعاية النفسية لمرضى السرطان

 


 

مقدمة :

بين عشية و ضحاها تنقلب الحياة، السرطان، سواء للمريض أو لأقربائه تشخيصه و الإعلان عنه يعتبر صدمة قوية. يصبح الحاضر و المستقبل ضبابيا و مثقلا بالحيرة و القلق، تارة تبزغ أنوار الأمل بالشفاء خاصة مع تطور طرق العلاج، و تارة أخرى تغلق نوافذه حين يسمع المصاب بتجارب مرضى آخرين كانت نهايتهم مؤلمة. أما مسارالعلاج فهو شاق وطويل و مكلف، و غالبا ما يكون المصاب مرهقا نفسيا و جسديا. فكيف له أن يتجاوز كل مراحل العلاج دون انتكاسات 

ماذا نقصد بالرعاية النفسية لمريض السرطان ؟

مريض السرطان لا يقتصر شفاؤه على التكفل الطبي فحسب وإنما يتعداه إلى العناية النفسية و الاجتماعية ، و التي تعتبر حافزا مهما لمجابهة الداء وعلاجا موازيا للعلاج الطبي و يساعد في تجاوز التعقيدات و الرفع من حظوظ الشفاء، وجود الأهل و الأصدقاء بجوار المريض مهم جدا للتخفيف من معاناته .


نفسية المصاب بالسرطان عند اكتشافه للمرض 

تداعيات نفسية و عاطفية كبيرة تظهر على المصاب بالسرطان عند الإعلان عن نتيجة إصابته فالقلق و الخوف من الموت هي أول ما يستشعره المصاب. التشخيص يعني للمريض أنه  سيقضي أسابيع أو شهور أو حتى سنوات أو معظم حياته في محاربة المرض والتعامل مع الخوف من الموت. قد يكون من الصعب نقل مخاوفه لمن حوله لأنه يخشى أن يؤذيهم أو يقلقهم. فالمبادرة من الأقارب و الأصدقاء تكون مجدية في هذه الحالة.


كيف يتم مرافقة المريض نفسيا ؟

بعد الإعلان عن إصابة المريض بالسرطان يستنفر أقرباؤه و أصدقاؤه للبحث عن أفضل علاج و أفضل طبيب و أفضل مستشفى و يتساءلون عن مدة و كلفة العلاج، و يسقطون سهوا عن اهتمامهم احتياج المريض إلى الرعاية النفسية و العاطفية التي تتمثل في :

- ملازمة المريض عند الشك في إصابته و مرافقته عند الكشف و التشخيص.

- الاستماع للمريض و التواصل معه و الإجابة على تساؤلاته و طمأنته

- مناقشة خطة العلاج حسب نوع السرطان معه و مع الطبيب

- الاستعانة بمختص نفسي و مختص في الأمراض العقلية إذا استلزم الأمر

- معاملته كإنسان عادي و عدم الإفراط في الشفقة عليه

- إعادة برمجة النشاطات اليومية للأقرباء حسب احتياجات المريض لوجودهم معه.

- مرافقته في جميع مراحل العلاج

- على المرافقين أن يلتزموا بالهدوء و السكينة كي لا ينتقل قلقهم للمريض

- الاستعانة بالجمعيات المكتفلة بمرضى السرطان في حالة عجز الأقرباء عن المرافقة.

أطباء مختصون لمرافقة مريض السرطان 

لضمان مرافقة نفسية واجتماعية أفضل للمرضى تم تدعيم الأقسام المتخصصة في الرعاية الطبية بأطباء علم النفس و الأمراض العقلية  لديهم تخصص في علم الأورام،  من أجل مساعدة المرضى على التعايش مع مرضهم بشكل يومي. هؤلاء المختصون يساعدون المرضى على مجابهة القلق، الإرهاق، الإضطرابات النفسية و العصبية  و العلاقات الأسرية الصعبة التي قد تواجههم خلال فترة العلاج و يساعدونهم أيضا على فهم ردود أفعال أهلهم و أطفالهم و كيفية مصارحتهم بالمرض. و إذا أضرت العلاجات بسلامة جسد المصاب  فإن هؤلاء المختصون يساعدونه على فهم  جسده و إعادة تكييفه مع المرض.

المرافقة النفسية للمريض ما بعد العلاج 

العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية بعد مدة من العلاج لن تكون بالشيء السهل، حتى و إن أظهرت نتائج العلاج أن المريض قد شفي و تغلب على الورم. تبقى الوساوس و الهواجس من تجربة المرض ترافق المصاب المتعافي و تأرقه تساؤلات حول حقيقة نجاعة العلاج و إمكانية ظهور المرض من جديد و تظل تبعات المرض بعد الشفاء تمنع المتعافى من العودة إلى الحياة التي كان يعيشها قبل الإصابة. و نظرته للحياة تتغير تماما و تبقى ردود أفعال مثل الإحساس بالإرهاق و الحزن العميق ، و أحيانا سعى إلى تركيز طاقته على تلبية احتياجات قديمة و أحلام لم يحققها في حياته السابقة. يمكن أن ثؤثر هذه النظرة الجديدة للحياة على علاقة مريض السرطان مع الأهل و المحيطين به، لذا يجب على الأقارب تفهم وضعيته و مشاعره و التكيف مع احتياجاته الجديدة.

 

 

المصادر :

 

- www.alaraby.co.uk

 - Guide de la ligue contre le cancer pour les proches et les amis. 2017.Susanne Lanz,  Ligue Suisse contre le cancer, LSC, Berne.