إدمان الانترنت حقيقة واقعية
مقدمة
أصبح الانترنت الآن سمة
من سمات الحياة المعاصرة لما يوفره من سرعة الاتصال وتبادل المعلومات بين مختلف
أطياف المجتمع, غير أن استخدام الانترنت قد اتخذ منحى آخر
يتسم بالإفراط في استخدامه,
ولكن هل يعد الإكثار من
استخدام الانترنت إدمانا ؟
ما هو إدمان الانترنت؟
يُعرف اضطراب إدمان الإنترنت ( IAD ) على أنه استخدام
إشكالي قهري للإنترنت ([1])
ويعد إدمان الانترنت أحد أنواع الإدمان السلوكي، مثل إدمان
الإباحية وألعاب الفيديو، وهو اضطراب مرضي يحدث للأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة أمام
شاشات الهواتف الذكية والحواسيب ويكون من الصعب الابتعاد عنها, ويؤثر هذا الاضطراب
سلبا على الحياة الاجتماعية للشخص، ويمنعه من ممارسة حياته الطبيعية بصورة صحيحة.
استخدامنا للانترنت
وفقًا لأحدث تقرير من Nielsen's
latest Total Audience، فإن الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا
فصاعدًا يقضون ما يقرب من 10 ساعات ونصف اليوم فى مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الراديو
أو استخدام هواتفهم الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
متوسط استخدام الوسائط المختلفة يوميا خلال الربع الثانى
من 2018
- تصفح التطبيقات / الويب على الأجهزة اللوحية: 43 دقيقة.
- تصفح التطبيقات / الويب على الهواتف الذكية: 2:19 ساعة.
-استخدام الإنترنت على الكمبيوتر: حوالى 32 دقيقة.
- استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت: حوالى 26 دقيقة.
- استخدام وحدات الألعاب: حوالى 13 دقيقة.
- استخدام DVD/Blu-ray: حوالى 5 دقائق.
- استخدام الراديو: حوالى 1:45 ساعة.
- استخدام التلفزيون: حوالى 4:49 ساعة. ([2])
أعراض إدمان الانترنت
1- قضاء أوقات طويلة على
الانترنت تتجاوز الأربع ساعات يوميا
2- الشعور بالقلق
والاضطراب عند انقطاع الانترنت أو توقفه
3- حب العزلة وإهمال
الواجبات الاجتماعية
4- الشعور بأعراض
مشابهة لأعراض انسحاب المواد المخدرة، مثل الآلام الجسدية، والاكتئاب، والشعور بعدم
الراحة، عند استخدام الهاتف أو الإنترنت لوقت أقل من المعتاد.
5- تغييرات مفاجئة في
المزاج
6- الأرق واضطرابات
النوم والتعرض لنوبات من الاكتئاب
مخاطر إدمان الانترنت
يُعتبَر إدمان الإنترنت مشكلةً صحية أساسية وهو يتزامن مع أمراض أخرى مثل الأرق والاكتئاب، وغالبًا
ما تتداخل هذه الأمراض مع الخصائص العصبية التشريحية لإدمان الإنترنت.
ويظهر بحث نشرته صحيفة الجارديان أن حوالي 40٪ من الفتيات اللاتي يقضين أكثر من خمس
ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعانين من أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار
وإيذاء النفس.
شارك في البحث 11,000 في عمر 14 عام أرجع البحث السبب إلى:
- قلة النوم واضرابات النوم
بسبب كثرة استخدام الانترنت
- تعرضهن للتحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي
- وعدم الرضا عن
مظهرهن وأوزانهن مقارنة بما يعرض على وسائل التواصل ([3])
وهناك دراسة تظهر انخفاض سُمك القشرة الجبهية الحجاجية (
وهي جزء من القشرة الجبهية، مسؤولة عن اتخاذ القرارات) لدى المراهقين الذكور الذين يعانون من إدمان الإنترنت,
شملت هذه الدراسة 15 شخصا من المراهقين الذكور الذين تم تشخيصهم على أنهم يعانون من
إدمان الإنترنت و 15 من الذكور غير المدمنين كَمجوعة مقارِنة, ثم تم الحصول على صور
بالرنين المغناطيسي للدماغ باستعمال جهاز 3T MRI كما تم تحليل اختلاف سمك القشرة
بين المجموعتين باستخدام FreeSurfer, وقد أكدت النتائج انخفاض سُمك القشرة الجبهية الحجاجية
في الجانب الأيمن من الدماغ لدى المراهقين الذكور الذين يعانون من إدمان الإنترنت,
تدعم هذه النتيجة الرأي القائل بأن هذه التغيرات في القشرة الجبهية الحجاجية لدى المراهقين الذين يعانون من إدمان الإنترنت هي
دلالة بيولوجية عصبية مشتركة بين مختلف الاضطرابات المرتبطة بالإدمان. ([4])
وهناك دراسة أجريت حول الذاكرة العاملة لدى المراهقين المدمنين
على الإنترنت, تهدف هذه الدراسة إلى تحليل
الضرر الحاصل في الذاكرة العاملة لدى المراهقين المدمنين على الإنترنت (الذاكرة العاملة
هي جزء من الذاكرة قصيرة المدى مسؤولة عن تخزين المعلومات مؤقتا ومعالجتها ), حيث تم
استخدام التعرف على الكلمات الصينية كنموذج
تجريبي لقياس استجابة المخ بواسطة (ERP), شملت الدراسة 13 مراهقًا
صينيا غير مدمن و10 مراهقين مدمنين
على الإنترنت حيث تم إعطاؤهم مهمة التعرف على
كلمات صينية ثم تم تسجيل الاستجابة السلوكية و الإشارات الكهربائية للدماغ, وعند مقارنة نتائج المجموعتين، أظهر المدمنون
على الإنترنت بعض الخصائص السلوكية و الكهربائية الواضحة والتي تدل على وجود ضرر في
الذاكرة العاملة. ([5])
كل هذه الدراسات وغيرها
الكثير تظهر وبشكل لا يدع مجالا للشك بأن إدمان الانترنت خطير ومؤثر بشكل كبير.
طرق العلاج
بعد معرفتنا بمخاطر هذا
الادمان, فكيف نعالجه إذن ؟
1- تحديد أوقات محددة
لاستخدام الانترنت وتقليص هذه المدة تدريجيا بحيث لا تتجاوز الثلاث ساعات يوميا.
2- الانخراط في نشاطات
اجتماعية أكثر وممارسة الرياضة بانتظام فذلك من شأنه أن يعوض الجسم نقص الدوبامين
الناتج عن تقليل استخدام الانترنت ويقلل أيضا من حدة الأعراض الانسحابية المرتبطة
بهذا الادمان.
3- تحميل بعض التطبيقات
التي تذكر المستخدم بانقضاء الوقت المسموح لاستخدام الهاتف مثل UBhind و ActionDash.
4- عدم استخدام الأجهزة
الذكية قبل النوم بساعتين على الأقل.
5- إبعاد الأجهزة الذكية
عن غرفة النوم.
6- عدم استخدام الهاتف
مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.
وختاما فإن من المهم علينا أن نراقب أوقاتنا التي نقضيها على
الأجهزة الذكية ونحاول باستمرار أن نوازن بينها وبين الأنشطة الأخرى حتى نحظى
بحياة صحية وسليمة.