الحروق عند الأطفال: BURNS
تحتل الحروق المرتبة الثالثة للأسباب المحدثة للأذية عند الأطفال بعد حوادث السيارات والغرق. وهي ثاني أشيع سبب للموت الناجم عن الحوادث. ويقدر أن 15-25% مـن الحـروق ناجمة عـن سـوء المعاملة Abuse. إن أغلب حالات الحروق عند الأطفال تكون غير مهددة لحياة الطفل. تترك الحروق الشديدة عند الأطفال في أغلب الأحيان ندبات بارزة، وقد تؤدي الحروق الشديدة إلى الإعاقة.
الوبائيات: EPIDEMIOLOGY
تكون معظم الحروق من نوع أذيات السمط Scald Injuries وتنجم عن التماس مع السوائل الحارة كانسكاب الأطعمة والمشروبات الساخنة، أو التماس مع الماء الساخن في الحمام. إن الحروق السمطية التي تنتهي بخطوط مستقيمة دون أن تترافق مع علامات تناثر قطرات السائل Splashتقترح سوء المعاملة.
تعتبر حروق التماس Contact burns ثاني أشيع نوع من الحروق. وتكون هذه الحروق ناجمة عن الملامسة المباشرة لسطح (جسم) ساخن، كسطح المكواة الساخنة أو ملامسة موقد النار أو المدفأة. وإن حروق التماس الناجمة عن السجائر هي أشيع أذيات الحروق عند الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة. إن الحروق
اللهبية Flame burns أقل تواتراً لكنها تؤدي إلى معدل وفيات عالية بسبب ترافقها مع أذية استنشاق الدخان.
أما الحروق الكهربائية، فتنتج عادة عن قيام الطفل بمص سلك كهربائي (شريط) موصولاً بالتيار الكهربائي، أو قيامه بإدخال مادة موصلة كهربائياً داخل المأخذ الجداري.
وتنجم الحروق الكيماوية عن التعرض للحموض أو القلويات القوية.
عوامل الخطورة: RISK FACTORS
إن الذكور والأطفال دون عمر الخمس سنوات معرضون لأعلى خطورة ناجمة عن أذية الحروق.
التظاهرات السريرية: CLINICAL MANIFESTATIONS
يعتمد تقييم شدة الحرق على مساحة الجسم المحروقة والعمق، تقسم الحروق جزئية السماكة إلى حروق الدرجة الأولى وحروق الدرجة الثانية. تشمل حروق الدرجة الأولى البشرة، ويكون الجلد محمراً
ومؤلماً لكن لا توجد نفاطات Blister، وتشفى هذه الحروق عادة خلال أسبوع دون أن تترك ندبـات
باقية.
قد تكون حروق الدرجة الثانية سطحية (تشمل أقل من نصف سماكة الأدمة) أو عميقة (تشمل معظم الأدمة لكنها لا تصيب الملحقات مثل الغدد العرقية وجريبات الشعر). تنجـم الحروق السطحية جزئية السماكة غالباً عن أذيات السمط وتكون مؤلمة وتبدي نفاطات و / أو نزا Weeping لكنها تشفى خلال عدة أسابيع مع بقاء ندبات قليلة، أما الأذيات العميقة من الدرجة الثانية فقد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة وهي تؤدي لحدوث ندبات هامة وقد تحتاج إلى تطعيم الجلد. تمتد حروق الدرجة الثالثة إلى النسيج تحت الجلد وتكون غير مؤلمة بسبب ضياع النسيج العصبي الحسي.
المعالجة: TREATMENT
يجب وضع المناطق المحروقة مباشرة في ماء فاتر Lukewarm أو تغطيتها بشاش أو قطعة قماش مبللة. تستجيب الحروق الصغيرة (الحروق السطحية التي تشمل 10% من كامل مساحة الجسم أو أقل) للتنظيف اللطيف واستخدام سلفاديازين الفضة Silver sulfadiazine (دواء مضاد للمكروبات) وتبديل الضمادات مرتين في اليـوم حتى يحدث إعادة تشكيل البشرة Re - epithelialization.
تحتاج بعـض الحروق إلى رعاية متخصصة وهي الحروق الشديدة أو الدائرية أو الواسعة (تشمل أكثر من 10-15% من سطح الجسم) أو الحروق التي تشمل الوجه أو اليدين أو العجـان أو القدمين. تشمل المعالجـة التدبير المناسب للطريق الهوائي والتنفس والدوران والمعالجة الفعالة للكهارل والسوائل لإعاضة زيادة ضياع السوائل والدعم التغذوي المخصص والوقاية من الخمج وتدبير الألم واستئصال وتطعيم الجلد والتحضير الأمثل للشفاء التجميلي والتحريك الباكر وإعادة التأهيل.
الوقاية: PREVENTION
إن أكثر وسائل الوقاية نجاحاً في تجنب أذيات الحروق هـي تـركـيـب كـاشـفات الدخـان وصيانتها وإنقاص إعدادات منظم حرارة سخانات المياه Water Heater Thermostat. يجب أن تكون كل ملابس نوم الأطفال مصنوعة من مواد مقاومة للهب. يؤدي إيقاف التدخين إلى إنقاص احتمال تـرك ولاعة السجائر أو علبة الكبريت في متناول الأطفال الذين يمكن أن يجربوا استخدامها. يجب نصيحة الأهـل للتدرب على طرق النجاة وتعزيز تقنية (قف، وانبطح أرضاً وتدحرج) في حالة النار المشتعلة.
المصدر:
مبادئ طب الأطفال (بلوبرنت)، د. عماد زوكار، دار القدس للعلوم، الطبعة العربية الأولى 2005.