الطفوح الفيروسية I:
تعد بعض أشكال الطفوح خاصة إكلينيكية ودليل على الإصابة ببعض فيروسي معين كالحصبة والحصبة الألمانية والحماق وغيرها، وفيما يلي صفات ونمط توزيع الطفح في بعض الأمراض الفيروسية:
الحصبة:
تعتبر الحصبة غير شائعة في الدول المتقدمة التي يستخدم فيها اللقاح، لكنها تعتبر مشكلة صحية كبيرة حـول الـعـالم. يعد فيروس الحصبة من فيروسات البارامكسوفيروس (أي أنها فيروسات ذات مخاطية نظيرة). بعد التعرض الأولي، تكون مدة الحضانة بين ثمانية إلى أثني عشر يوماً. لا توجد أي علامات أو أعراض خلال هذه المرحلة، يلي ذلك الطور البادري الذي يحدث فيه الدعث والحمى العالية والثلاثي الكلاسيكي المكـون مـن السعال والزكام والتهاب الملتحمة، تظهر على مخاطية الخـد خـلال 2-3 أيام من بداية الأعراض بقع كويليك Koplik's Spots (بقع حمراء صغيرة غير منتظمة مع نقاط بيضاء مزرقة أو رمادية في المركز) وبعد خمسة أيام من بداية الأعراض يتطور طفح حمامي حطاطي بقعي على الرأس وينتشر للأسفل ويدوم حوالي أربعة إلى خمسة أيام.
يتم التشخيص اعتماداً على القصة المميزة و الموجودات السريرية المميزة ولكن قد يكون ضرورياً إثبات التشخيص بالفحوص المصلية. تتضمن الاختلاطات الشديدة التهاب الدماغ الحـاد الـذي يـؤدي لأذيـة دماغية والتهاب الدمـاغ الشامل المصلب تحت الحاد.
الحصبة الألمانية:
لا تؤدي الحصبة الألمانية إلى مضاعفات خطيرة عند الإصابة بها بعد الولادة (أي الإصابة المكتسبة). لكنها تؤدي إلى تشوهات خلقية عند إصابة الجنين بها داخل الرحم.
تنجـم الحصبة الألمانية عن فيروس الحصبة الألمانية (فيروس RNA مـن زمـرة التوغـا فيروس)، تكون التظاهرات السريرية غائبة في العديد من الحالات المكتسبة بعد الولادة. تتراوح فترة حضانة الحصبة الألمانية بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولا تسبق بطور بادري عادةً. وعند تطور الأعراض تتميز الحصبة الألمانية بطفح حمامي بقعي حطاطي متميز مع اعتلال عقد لمفية معمم وحمى خفيفة. ولا يستمر طفح الحصبة الألمانية أكثر من خمسة أيام إلا في بعض الحالات النادرة.
قد يرافق ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى) بداية ظهور الطفح في الحصبة الألمانية، وعند البالغين وخاصة الإناث يكون ألم المفاصل أحد أعراض الحصبة الألمانية.
إن التهاب الدماغ ونقص الصفيحات اختلاطـان نـادران. يكون تشخيص الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عن طريق الفحوص المصلية. يكون تشخيص الحصبة الألمانية صعباً غالباً لأن الأعراض خفيفة وقد تلتبس مع أعراض الخمج بالفيروسات المعوية والوردية وداء المقوسات وداء وحيدات النوى الخمجي والحصبة الخفيفة والحمى القرمزية.
الوردية الطفلية:
إن الوردية الطفلية Roseola infantum مـرض حـاد شـائع يصيب الرضع والأطفال الصغار، وينجم عن فيروس الهربس البشري 6 (6 - HHV). يبدأ المرض بحمى مفاجئة تتراوح بين 39.5 م و 41 م، وتستمر لمدة 1-5 أيام. يبدو الطفل بصورة عامة أثناء الحمـى بحالـة حسـنة دون وجـود أي موجودات سريرية تفسر الحمي. يبدأ ظهور الطفح بين اليومين الثالث والخامس من التعرض للفيروس، وهو يتخذ شكل بقع حطاطية تظهر على الجذع ثم تنتشر محيطياً (إلى الأطراف). يظهر الطفح نموذجياً حالما تزول الحمى. يكون تعداد الكريات البيض مرتفعاً في البداية ويصل إلى 20 ألفاً في المكروليتر مع انحراف الصيغة للأيسر، لكن قد يلاحظ في اليـوم الثـانـي مـن المـرض قلـة الكريات البيـض مـع قـلـة المعتدلات. إن الاختلاطـات غـيـر شـائعة رغـم أن الاختلاجات الحرارية قد تحدث بسبب الزيادة السريعة في الحرارة خلال بداية الخمج.
الحمامي الإنتانية:
وهو مرض جهازي فيروسي المنشأ ناجم عن التعرض لفيروس البارفو B19 (DNA Virus)، ويسمى بالحمامي الإنتانية أو المرض الخامس. يكون حدوث الحمامي الإنتانية وبائياً عادة، ويتميز الفيروس بكونه محدداً لذاته، ولا يسبق الطفح فيه بطور بادري، فالحرارة تكون مرتفعة قليلاً أو غائبة تماماً.
يتطور الطفح عبر ثلاث مراحل، فهو يبدأ كحمامي واضحة على الوجنتين مما يعطي مظهر الوجنـة المصفوعـة، ثم يبدأ طفح بقعي شبكي أو شريطي Lacy حمامي حاك على الذراعين وينتشر إلى الجذع والساقين. أما المرحلة الثالثة فتتميز بتأرجحات في شدة الطفـح وتـدوم عـادة 2-3 أسابيع. تحـدث التأرجحات مع تبدلات الحرارة والتعرض لأشعة الشمس. تشمل الاختلاطات التهاب المفاصل وفقـر الدم الانحلالي واعتلال الدماغ، يترافق الخمج بفيروس البارفو B19 أثناء الحمل بالحزب الجنيني Fetal hydrops وموت الجنين.
داء اليد - القدم - الفم:
داء اليد – القدم - الفم Hand - foot - and - mouth disease مـرض حـاد شـائع عنـد الأطفـال الصغار أثناء الربيع والصيف، وهو ينجم عن فيروسات كوكساكي A. يتميز هذا المرض بوجود طور بادري متمثلاً بارتفاع درجة حرارة الجسم، والقمه، وألم في الفم ثم تقرح اللسان والفم. يكون الطفح بشكل بقع حطاطية تظهر على اليدين والقدمين وفي بعض الأحيان الإليتين. يكون تشخيص المرض سريرياً بالاعتماد على القصة المرضية ومجموع الأعراض.
المصدر:
مبادئ طب الأطفال (بلوبرنت)، د. عماد زوكار، دار القدس للعلوم، الطبعة العربية الأولى 2005.