الطفوح الفيروسية II:
ذكرنا في المقال السابق أن هناك بعض أنواع الطفوح الجلدية ترتبط بالإصابات الفيروسية، وذكرنا منها طفح الحصبة والحصبة الألمانية، والوردية الطفلية، والحمامي الإنتاني، والطفح المرافق لداء اليد - القدم - الفم. وفي هذا المقال والذي يعتبر الجزء الثاني والأخير من مقالي الطفوح الفيروسية سوف تتم مناقشة الطفح المرافق للحماق (الجدري المائي)، وطفح الهربس النطاقي. وأيضاً سوف يتم التطرق إلى تدبير ومعالجة الأمراض الفيروسية الكامنة وراء ظهور هذه الطفوح.
طفح الحماق:
يعد الحماق مرضاً فيروسياً شريد العدوى، وهو ناجم عن الإصابة بعدوى الحماق النطاقي. وهو عادة مرض خفيف محدد لذاته عند الأطفال السليمين. يمكن أن تتراوح شدته بين عدة آفات مع حمى خفيفة إلى مئات الآفات مع حرارة تصل إلى 40.6 م °. أما حالات الحماق المميتة، فهي الحالات النادرة الناجمة عن الحماق المنتشر وهو يحدث عند الأطفال ذوي المناعة المثبطة، أو الأطفال المولودون لأمهات كنّ قد أصبن بالحماق خلال سبعة أيام من الولادة.
قد يحدث المرض المنتشر المميت عند الأطفال مثبطي المناعة أو عند الولدان الذين يحدث الخمج لدى أمهاتهم خلال أسبوع من الولادة. تبلغ فترة الحضانة 10-21 يوماً يليها حدوث طـور بـادري مكون من الحمى الخفيفة والدعث والقمه وأحياناً الطفح حصبي الشكل أو الشبيه بالحمى القرمزية. يظهر الطفح المصحوب بالحكة بعد يوم من بدأ الطور البادري، يكون بداية ظهور الطفح في الجذع ومن ثم يظهر على الأطراف.
يحدث الطفح الحاك المميز في اليوم التالي حيث يظهر أولاً على الجذع ثم ينتشر إلى المحيط. يبدأ الطفح على شكل حطاطات حمراء ويتطور بسرعة إلى حويصلات صافية قطرها حوالي 1-2 ملم ، تصبح الحويصلات متغيمة وتتمزق Break وتشكل جلبات Sucbs.
تحدث الحويصلات غالباً على الأغشية المخاطية. يكون المريض معدياً قبل 24 ساعة من ظهور الطفح وحتى تتجلب Crusted كل الآفات (يحدث هذا الأمر عادة خلال أسبوع من بداية الطفح).
يكون تشخيص الحماق (جدري الماء) سريرياً. ولكن هناك بعض الحالات غير الواضحة سريرياً يتم إثبات تشخيصها من خلال اختبار تزانك، الذي يتم إجراؤه على الحويصلة للتحري عن الخلايا العملاقة ذات الأنوية المتعددة. كما أن مسحة البلعوم أو مسحة السائل الحويصلي يمكن أن تساعد في التشخيص.
أو يمكـن بـدلاً مـن ذلـك إجـراء الفحوص المصلية عند الناقهين والبحث عن زيادة عيار الأضداد بمقدار أربع أضعاف. تعمل أغلب المراكز حالياً على إجراء تحليل الأضداد المتألقة المباشر FDA، ومن التقنيات التشخيصية الأخرى هي عملية زرع فيروس الحماق، وكذلك اختبار سلسلة البوليمرايز PCR.
يحدث الحماق المرتقي للأطفال مثبطي المناعة مرافقاً لالتهاب الدماغ والسحايا، أو التهاب الكبد، أو التهاب الرئة. وتصل معدلات الوفاة في الحماق المرتقي إلى 20%. وتم انخفاض معدل حدوث الحماق المرتقي في الولايات المتحدة بفضل استخدام لقاح الحماق.
يمثل الهريس النطاقي Zoster تنشيطاً للخمج بفيروس الحماق – النطاقي، وهـو يـحـدث بشكل رئيس عند البالغين الذين أصيبوا سابقاً بالحماق ولديهم أضـداد جائلة. يقـوم فيروس الحمـاق - النطاقي بعد الإصابة بالحماق بالانسحاب إلى عقدة الجذر الظهري، ونتيجة لذلك فهو يتبع توزعاً يوافق القطاع الجلدي عند إعادة تفعليه.
تكون أراض هجمة الهربس النطاقي عبارة عن ألم على طول العصب الحسي مصحوباً بالدعث والحمى،
ثم يظهر طفح حويصلي على شكل مجموعات تقتصـر علـى تـوزع قطاعي جلدي و تزول بعد أسبوع إلى أسبوعين. قد يدوم الطفح حتى 4 أسابيع لكن الألم يستمر لأسابيع أو أشهر.
تشمل الاختلاطات الأخرى الناجمة عن الهربس النطاقي اعتلال الدماغ والتهاب السحايا العقيم ومتلازمة غيلان باريه والتهاب الرئة وفرفرية نقص الصفيحـات والتهاب النسيج الخلوي والتهاب المفاصل.
المعالجة:
تكون المعالجة بشكل رئيس في الحالات غير المختلطة معالجة داعمة، تعالج الحمى بالأسيتامينوفين أو الإيبوبروفن والسوائل (يعتبر الإيبوبروفن مضاد استطباب عند الاشتباه بالحماق بسبب زيادة خطر التهاب النسيج الخلـوي تحت الجلد بالعقديـات). يتوجب عدم محاولة تخفيف الحمى ذات المنشأ الفيروسي بالأسبرين، لأن استعماله يؤدي إلى حدوث متلازمة راي.
إن الحكة المرافقة للداء الخامس والحماق والهربس النطاقي تعالج بدواء مضاد للهستامين. إن الاستحمام بماء فاتر أثناء الإصابة بالحماق تنقص خطر الخمج الجرثومي. قد يكون الهربس النطاقي مؤلماً جداً وقد نضطر لإعطاء المخدرات Narcotics.
يعطي الأطفال مثبطو المناعة الذين تعرضوا لشخص مصاب بخمج فيروس الهربس النطـاقي الغلوبولين المناعي الخاص بالهربس النطاقي خلال 96 ساعة من التعرض وتتم مراقبتهم عن كثب، إن الأسيكلوفير Acyclovirفعال في معالجة كل من الحماق والهربس النطاقي، ويستطب استخدامه عند المرضى مثبطي المناعة. تعطى مضادات الفيروسات جهازياً (كالأسيكلوفير على سبيل المثال) في حالات الأطفال فوق عمر 12 سنة والبالغين، وكذلك في حالة المرض المزمن، وتعاطي الستيرويدات لأي سبب.
إن إعطاء لقاح الحماق خلال 72 ساعة من التعرض قد يقي أو يخفف مـن المـرض. تتوافر اللقاحات للوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية والحماق.
حقائق هامة:
1. الأمراض الطفحية الفيروسية سليمة عادة وتعالج عرضياً.
2. يتم تفريق الأمراض الطفحية بواسطة القصة وظهور الطفح.
3. الأطفال المصابون بالحماق معدون قبل 24 ساعة من ظهور الطفح وحتى تتجلب كل الآفات.
المصدر:
مبادئ طب الأطفال (بلوبرنت)، د. عماد زوكار، دار القدس للعلوم، الطبعة العربية الأولى 2005.