الفطام من الأجهزة اإلكترونية
"
الفطام " فماذا اعني به !!
يعد استخدام
هذا المصطلح للتعبير عن حالة الفطام من فرط استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال
حيث تجاري صعوبة هذه العملية صعوبة الفطام من الرضاعة ،وذلك لأن الأجهزة
الإلكترونية تكون متوفرة للطفل طوال الوقت ومتاحة لديه متى أراد كوسيلة من الأهل
للتخلص من أزعاج الطفل او حتى يُقال عنهم أنهم أهل "مدللين طفلهم "
سأستهل
الحديث في مقالي هذا بالأشارة عن أضرار الالكترونيات على التطور
الذهني والجسدي للطفل ولماذا نحث دوماً
على أبقاء الطفل بعيداً عنها .
يتعدى خطر
الأدمان على استخدام الاجهزة الذكية عن
كونه يصيب النمو والتطور الذهني ومايرتبط به من اضرار جسدية وفكرية للكبار فقط ،بل
هناك علاقة وثيقة عكسية بين استخدام الاجهزة اللوحية والنمو الذهني والسلوكي
للأطفال على نحو كبير وواسع .
يُطلق على
اضطرابات النمو اسم اضطرابات التطور
العصبي neurodevelopmental disorders. تعد هذه الاضطرابات حالات عصبية يمكن أن
تؤثر في اكتساب المهارات أو المعلومات أو الاحتفاظ بها أو ممارستها وقد تنطوي هذه
الاضطرابات على مشاكل في الانتباه، أو الذاكرة، أو الإدراك، أو المهارات اللغوية، أو
مهارات حل المشكلات، أو التفاعل الاجتماعي ويمكن لهذه الاضطرابات أن تكون خفيفة،
ويمكن السيطرة عليها بسهولة في وقت مبكر من تدارك الاباء الموقف، بواسطة المعالجات
السلوكية التعليمية، أو قد تكون أكثر شدة وتتطلب مزيدًا من الدعم النفسي والسلوكي والمعالجة.
وحذرت دراسة
ألمانية حديثة من استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، على سلوكيات الطفل؛
وما تؤدي إليه من حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة لدى الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين الثانية
والسادسة عاماً.
إذاً كيف ستتم
عملية الفطام حتى نتجنب حدوث هذه الأضرار .
هناك مقولة
نتداولها بيننا "بأنَّ كل ممنوع مرغوب " كذلك الحال في استخدام الاجهزة
الذكية ، هذا يعني أننا اذا استخدمنا طريقة الترهيب والعنف والقوة لن نحصل على
نتيجة مرغوبة بل حتماً ستزيد هذه الممارسات العنيفة من نفرة طفلك منك او حتى
مراودته افكار عن كره الوالدين ومقارنتهم بآباء أصدقائه وماتُخلفه من عصيان الطفل
والقيام بأعمال ضارة به ومن حوله
لذا علينا ان
نبدأ عملية المنع تدريجياً :
1-بداية
يجب ان تحظي بجلسة مناقشة مع طفلك اذا كان كبيرا كفاية لادراك ماتقولينه ،تقومين فيها بشرح ماستقومين بفعله لطفلك
وماستنتجه هذه الخطوة من زيادة أواصر المحبة والتقارب الأسري بينك وبين طفلك .
2-قومي
بأشغال وقت فراغ طفلك بالالعاب الذهنية والحركية المسلية التي تشترك فيها أفراد
العائلة وتخلق جواً من السعادة والالفة.
3-أستخدمي
أسلوب المكافأة والجزاء عندما يتبع طفلك تعليماتك ويلتزم بها.
4-قومي
بأشراك طفلك بأعمال يدوية ومنزلية بسيطة تحفز روح التعاون لديه ،مثلاً ان توكلي
إليه مهمة أعداد العصير ليلاً مع تشجيعه انه الوحيد القادر على هذا العمل .
5-كوني
الساند الاول لطفلك والمشجع له مهما حصل حتى وأن تخلل هذا الأسلوب فترات نقض او
عودة لعادته اليومية .
آخيرا اعلمي
عزيزتي أنها مرحلة صعبة تخوضينها انتِ وطفلكِ معاً ،وأن طفلك سيقلدك بجميع تصرفاتك
فأن كنتِ مدمنة على أستخدام الاجهزة الذكية ،او عدم وجود قيود وأوقات محددة داخل
المنزل فأن الطفل لن ينصاع لأوامرك وستؤول هذه التجربة الى الفشل ،فكوني على قدر المسؤولية وأبدي أهتمام
أكبر لطفلك وتطوره بعيداً عن مغريات التكنلوجيا وماتفرزه عليه متلازمة الشاشة
الذكية .