الاعتلال الدماغي الكبدي Hepatic encephalopathy
هو اضطراب يصيب الاشخاص اللذين يعانون من تليف الكبد حيث يحدث بسبب مرور الدم الى الدماغ مباشرة دون المرور بعملية تنقية في الكبد بسبب فشل الكبد ، حيث في الحالة الطبيعية يحول الكبد المواد السامة التي ينتجها الجسم الى مواد غير سامة يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى ثم تخرج عن طريق البول وعندما يكون الكبد مصاب تتراكم هذه المواد السامة في الجسم وتسبب الضرر لمختلف الانظمة وخصوصاً الدماغ ، ويعد نحو 70% من المرضى اللذين يعانون من تليف الكبد يعانون من درجة معينة من الاعتلال الدماغي الكبدي
مراحل الاعتلال الدماغي الكبدي
يصنف المرض وفقاً لشدته من 0-4 ، يشير الرقم 0 الى المرحلة التي لا تظهر فيها اعراض على الاطلاق و 4 حدوث غيبوبة مع عدم وجود استجابة للألم ،
المرحلة صفر (: Stage 0): يختبر المريض في هذه المرحلة الحد الأدنى من الأعراض والتي تتضمن خلل في التركيز والتنسيق.
1. المرحلة الأولى (: Stage 1): يختبر المريض في هذه المرحلة بعض الأعراض معتدلة الشدة كفقدان القدرة على النوم وقصر فترة القدرة على الانتباه.
2. المرحلة الثانية (: Stage 2): تكون الأعراض متوسطة الشدة مثل النسيان والتكلم بشكل غير واضح.
3. المرحلة الثالثة (: Stage 3): تصبح الأعراض أكثر شدة في هذه المرحلة بحيث يطرأ تغيير في الشخصية ويشعر المريض بالتشوش الذهني والبلادة والكسل الشديدين.
4. المرحلة الرابعة (: Stage 4): يتضمن الدخول في هذه المرحلة فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة.
انواع الاعتلال الدماغي الكبدي
1. الاعتلال الدماغي الكبدي الحاد
تنتج الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي الحاد عن مرض شديد أو حاد في الكبد. ويحدث ذلك في العادة لدى الأشخاص المصابين بأحد الأمراض التالية:
• التهاب الكبد الفيروسي الخاطف الحاد (: Acute Fulminant Viral Hepatitis)، وهو التهاب فيروسي حاد يصيب الكبد بشكل مفاجئ.
• التهاب الكبد السام (: Toxic Hepatitis)، قد يحدث نتيجة تناول الكحول أو المركبات الكيميائية أو الأدوية والمكملات الغذائية بشكل خاطئ.
• متلازمة راي (: Reye’s Syndrome)، تحدث هذه الحالة النادرة والشديدة في العادة لدى الأطفال، وتؤدي إلى الإصابة بالتورم المفاجئ والتهاب في الكبد والدماغ.
قد يكون الاعتلال الدماغي الكبدي الحاد مؤشراً لحدوث فشل كامل في الكبد.
2. الاعتلال الدماغي الكبدي المزمن
قد يكون الاعتلال الدماغي الكبدي المزمن دائماً أو متكرر الحدوث. ويصيب النوع المتكرر الحدوث المرضى المصابين بتليف الكبد الحاد (: Liver Cirrhosis) أو تندبه (: Liver Scarring).
يظهر النوع الدائم من المرض في حالات نادرة لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج والمصابين بحالات مرضية عصبية دائمة مثل:
• نوبات الصرع.
• إصابة الحبل الشوكي.
الأعراض العامة لاعتلال الدماغي الكبدي
تشمل الأعراض التي قد تظهر ما يأتي:
• انبعاث رائحة تُشبه رائحة الفاكهة من الفم.
• تغييرات في نمط النوم.
• تغيير في طريقة التفكير.
• ارتباك خفيف.
• نسيان الأشياء.
• تغيرات في الشخصية والمزاج.
• نقص في التركيز.
• تدني مستوى الحكم على الأمور.
• تردي الكتابة اليدوية، أو صعوبة تنفيذ عمليات دقيقة باليدين.
الأعراض الحادة للاعتلال الدماغي الكبدي
وفي الحالات الأكثر صعوبة قد تأتي هذه الأعراض قوية نتيجة لاضطراب معين، أو يُمكن أن تكون جزءًا من مرض مزمن في الكبد وتتفاقم ببطء.
• حركات غير طبيعية تُشبه الرعشة في اليدين.
• التململ والتحفيز المفرط إلى حد النوبات الصرعية.
• التَوهّان.
• سلوك سيء وتغيرات شديدة في الشخصية.
• بطئ الكلام وعدم فهمه
• حركات بطيئة وغير مبررة.
• غيبوبة عميقة.
اسباب الاعتلال الدماغي الكبدي
يحدث هذا الاضطراب بسبب وجود مرض يعطل وظائف الكبد او حالة مرضية اخرى تؤدي الى تجاوز الدم مرحلة التنقية في الكبد ، ويبقى السبب المباشر لهذا الاضطراب غير واضح ولكن توجد عدة نظريات تفسر حدوث هذا الاضطراب
1. تراكم الامونيا : توجد علاقة مباشرة بين تراكم الامونيا وظهور الاعتلال الدماغي ، وهي مواد سامة تتراكم في الجسم وبمساعدة الكبد تتحول الى جزيئات اقل سمية يتم افرازها في البول على شكل يوريا
2. تراكم حمض غاما أمينوبيوتريك
عوامل خطر الاعتلال الدماغي الكبدي
هناك حالات مختلفة تزيد من إمكانية الإصابة باعتلال الدماغ بالإضافة إلى أمراض الكبد:
الجفاف.
وجبة تحتوي على كمية كبيرة من البروتينات.
اضطرابات في تركيز المواد الذائبة المختلفة خصوصًا البوتاسيوم بعد التقيؤ، أو استخدام مدرات البول.
نزيف في الجهاز الهضمي.
تلوث ميكروبي.
خلل في وظيفة الكلى.
انخفاض في مستوى الأكسجين.
الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي، مثل: الباربيتورات (Barbiturates)، أو البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).
مضاعفات الاعتلال الدماغي الكبدي
• استسقاء الدماغ.
• تلف دائم في الدماغ إلى حد حدوث تقرحات فيه.
• تعفن الدم.
• الفشل الكلوي.
• فشل الجهاز التنفسي.
• ضعف جهاز القلب والأوعية الدموية.
تشخيص الاعتلال الدماغي الكبدي
هناك العديد من الاختبارات التي يتم القيام بها خلال فحص المريض، للتحقق من وجود الاعتلال الدماغي:
1. فحص تعذر الثبات (Asterixis)
يُطلب من المريض مد ذراعيه بشكل مستقيم إلى الأمام ورفع الأصابع إلى الأعلى بما يكون ظهر اليد باتجاه المريض، ستؤدي عملية شد كف اليد باتجاه الوجه وتحريرها إلى حدوث عدد كبير من القفزات والاهتزازات.
2. اختبار التركيز
يطلب من المريض القيام بعملية تتطلب التفكير، مثل: جمع الأعداد بالترتيب على خط واحد، أو رسم نجمة مثلًا، وسيُلاحظ أن المريض سيستصعب تنفيذ العملية.
3. فحص جسدي
يُلاحظ الطبيب وجود أعراض عامة تدل على مرض الكبد، مثل: اليرقان، والاستسقاء.
4. الاختبارات الأكثر شمولًا
وتشمل ما يأتي:
• تحليل وتعداد خلايا الدم، لتشخيص الإصابة بفقر الدم.
• تصوير الرأس بمساعدة التصوير المقطعي.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة إذا كانت هناك إصابات دماغية أخرى.
• فحص وظائف الكبد في الدم.
• فحص مستويات الكرياتينين والأمونيا واليوريا، والمواد الذائبة في الدم.
علاج الاعتلال الدماغي الكبدي
الاعتلال الدماغي الكبدي هو حالة طارئة تتطلب دخول المستشفى، وتكمن الخطوة الأولى في معالجة العامل الذي سبّب الاعتلال الدماغي.
1. علاج نزيف الجهاز الهضمي
إذا كان السبب نزيفًا في الجهاز الهضمي فيجب وقف النزيف بسرعة، وإفراغ الأمعاء من بقايا الدم بمساعدة المسهلات، وقتل البكتيريا المعوية التي تُنتج الأمونيا باستخدام المضادات الحيوية من نوع نيومايسين (Neomycin).
وفي حالات، مثل: الفشل الكلوي، والعدوى الحادة، واضطرابات في تركيز المواد الذائبة في الدم يجب التعامل معها على الفور.
2. العلاج اللازم في حال الدخول بغيبوبة
في حالات الغيبوبة هناك حاجة إلى تقديم العلاج التنفسي المساند، والحفاظ على ضغط دم طبيعي.
الوقاية من الاعتلال الدماغي الكبدي
من أهم طرق الوقاية:
• يجب تجنب العوامل التي تٌسبب المرض، مثل: استخدام المخدرات، وشرب الكحول.
• معالجة أي مرض في الكبد بأسرع وقت
• اتباع نظام غذائي قليل البروتين لمنع زيادة تركيز الأمونيا في الدم في حال حدوث تلف في الكبد.
• تجنب استخدام الأدوية التي يتم تحللها في الكبد وكذلك الأدوية التي تُنتج الأمونيا والأدوية المعادلة للحموضة على اختلاف أنواعها، عند وجود مشاكل في الكبد.