مرض هودجكين
هي نوع من السرطان يُصيب خلايا الدم وخاصة اللمفاوية منها ويتطور في هذه الخلايا ويؤدي الى تضخمها ، والخلايا اللمفاوية هي جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة الجراثيم في الجسم. وعند الإصابة بها، تنمو خلايا الدم البيضاء التي تُسمى الخلايا اللمفية بشكل خارج عن نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى تورُّم العقد اللمفية
في البداية يكون مقصورًا على غدّة لمفاوية واحدة أو مجموعة واحدة لكونه ينتشر مع مرور الزمن ويتفشى في غدد لمفاوية أخرى، وهناك احتمالية اكبر للتعافي من هذا المرض وتُعد من أعلى الدرجات الممكنة مقارنةً بأمراض سرطانية شائعة أخرى
الأنواع الشائعة من المرض
يصنّف المرض إلى أربعة أنواع يعبّر كل منها عن خصائص وسمات مجهرية وسريرية مختلفة في كل واحد من الأنواع:
1. مصَلّب عقيديّ (Nodular sclerosing).
2. الخلوية المختلطة (Mixed Cellularity).
3. اللمفاوية الغنية (Lymphocytic rich).
4. اللمفاوية الناضبة، أو المستنزفة (Lymphocytic depleted).
لمفومة هودجكين الكلاسيكية
يوجد لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع خلايا اللمفومة الكبيرة التي يطلق عليها اسم خلايا ريد ستيرنبرغ في العقد اللمفية. وهي اكثر أنواع هذا المرض شيوعاً
وتشمل الأنواع الفرعية من لمفومة هودجكيِن الكلاسيكية ما يأتي:
• التصلب العقيدي للمفومة هودجكيِن
• لمفومة هودجكيِن الخلوية المختلطة
• لمفومة هودجكين المستنفدة للخلايا اللمفاوية
• لمفومة هودجكين الغنية بالخلايا اللمفاوية
اللمفوسايت العقدي
يصيب هذا النوع شديد الندرة خلايا اللمفومة و بسبب مظهرها تُسمى أحيانًا خلايا الفشار . وتُشخص لمفومة هودجكيِن العقدية المهيمنة على الخلايا اللمفية عادةً في مرحلة مبكرة، وقد تكون علاجاتها أقل كثافة مقارنة بالنوع المعهود للمرض.
أسباب مرض هودجكن
ينجم سرطان الغدد الليمفاوية عن تغيير طفرة في الحمض النووي لنوع من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية ب، على الرغم من أن السبب الدقيق لحدوث ذلك غير معروف.
يعطي الحمض النووي الخلايا مجموعة أساسية من التعليمات، مثل: وقت النمو والتكاثر، وتغير الطفرة في الحمض النووي هذه التعليمات بحيث تستمر الخلايا في النمو، مما يؤدي إلى تكاثرها بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
عادةً تبدأ الخلايا الليمفاوية غير الطبيعية في التكاثر في واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية في منطقة معينة من الجسم، مثل: العنق ، و من الممكن أن تنتشر الخلايا الليمفاوية غير الطبيعية بمرور الوقت إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل:
• نخاع العظم.
• طحال.
• كبد.
• جلد.
• رئتين.
أعراض مرض هودجكن
قد يحصل انتفاخ الغدد اللمفاوية قبل ظهور أية علامات سريرية بوقت طويل، كما قد تظهر الحمّى والأعراض الأخرى ذات العلاقة بأمراض الغدد اللمفاوية وتختفي بشكل متعاقب خلال بضعة أسابيع قبل أن يشعر المريض بالحاجة إلى مراجعة الطبيب.
وتظهر هذه الاعراض :
• تضخم في الغدد اللمفاوية في منطقة العنق الإبطين
• حمى.
• تعرق الليلي.
• الشعور بالوهن العام ونقص الطاقة.
• آلام البطن.
• انخفاض غير واضح الأسباب في الوزن.
• تهيج موضعي وحكة في الجلد.
• طفح الجلدي.
• صعوبات في البلع.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• ألم في الصدر.
• سعال.
• ضيق في التنفس.
• حكة.
• آلام الظهر أو العظام.
• التصلب العقدي.
• تضخم الطحال.
• تضخم الكبد.
• متلازمة الوريد الأجوف العلوي في المرضى الذين يعانون من تضخم العقد اللمفية المنصفية.
قد تكون هناك أعراض أو علامات في الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك:
• التنكس المخيخي.
• الاعتلال العصبي.
• متلازمة غيلان باريه.
• اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر.
حتى الهبوط الحاد في الوزن يمكن تفسيره بواسطة طرق التشخيص البديلة، لذلك من المهم جدًا التيقظ والانتباه لأية علامات من تلك المذكورة أعلاه والتوجه لطلب المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
العوامل التي تزيد من خطر الاصابة
من العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بمرض هودجكيِن:
• العمر. يشخص المرض لدى الاشخاص من عمر 20 – 30 عام ومن تزيد أعمارهم على 55 عامًا.
• وجود تاريخ عائلي للأصابة بالمرض. تزداد احتمالية الاصابة اذا كان هناك شخص من افراد العائلة بمصاب بالمرض
• الجنس. تزيد احتمالية إصابة المواليد الذكور بلمفومة هودجكين نسبيًا عن المواليد الإناث.
• الأشخاص الذين سبقت إصابتهم بأمراض التي يسببها فيروس إبشتاين-بار -كارتفاع عدد كريات الدم البيضاء المُعدي- أكثر عرضة للإصابة بلمفومة هودجكيِن مقارنةً بالاشخاص الغير مصابين بعدوى إبشتاين-بار.
• فيروس نقص المناعة البشري. يكون الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشري أكثر عرضة للإصابة بلمفومة هودجكيِن.
مضاعفات مرض هودجكين
تشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:
1. ضعف جهاز المناعة
يُعد ضعف الجهاز المناعي من المضاعفات الشائعة لليمفوما هودجكين، ويمكن أن يصبح أكثر حدة أثناء العلاج.
اذا كان الجهاز المناعي للشخص ضعيف فيكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ، في بعض الحالات قد يُنصح بتناول جرعات منتظمة من المضادات الحيوية لانه هناك خطر متزايد للإصابة بمضاعفات خطيرة من العدوى
تشمل أعراض الإصابة ما يأتي:
ارتفاع في درجة الحرارة.
صداع الرأس.
آلام العضلات.
إسهال.
تعب.
2. العقم
يمكن أن يسبب العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لورم الغدد الليمفاوية هودجكين العقم، هذا مؤقت في بعض الأحيان لكنه قد يكون دائمًا.
في بعض الحالات قد يكون من الممكن للرجال تخزين عينات من حيواناتهم المنوية وللنساء تخزين بويضاتهم قبل العلاج، لذلك يمكن استخدامها لمحاولة إنجاب طفل بعد ذلك.
تشخيص مرض هودجكن
تشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:
1. اختبار جسدي
يقوم طبيبك بفحص الغدد الليمفاوية المنتفخة، بما في ذلك في العنق، وتحت الإبط، والفخذ، بالإضافة إلى تورم الطحال أو الكبد.
2. تحاليل الدم
يتم فحص عينة من دمك في المختبر لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء في دمك يشير إلى احتمال الإصابة بالسرطان.
3. اختبارات التصوير
قد يُوصي طبيبك باختبارات التصوير للبحث عن علامات سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين في مناطق أخرى من الجسم، قد تشمل اختبارات الأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
4. إزالة العقدة الليمفاوية للاختبار
قد يُوصي طبيبك بإجراء خزعة العقدة الليمفاوية لإزالة العقدة الليمفاوية، سيقوم بتشخيص سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين الكلاسيكي إذا تم العثور على خلايا غير طبيعية تسمى خلايا ريد – ستيرنبرغ (Reed – Sternberg cells) داخل العقدة الليمفاوية.
5. أخذ عينة من نخاع العظام للاختبار
تتضمن خزعة النخاع العظمي وإجراء الشفط إدخال إبرة في عظم الورك لإزالة عينة من نخاع العظم، يتم تحليل العينة للبحث عن خلايا ليمفوما هودجكين.
علاج مرض هودجكن
فرص الشفاء من مرض هودجكن على ضوء العلاجات الحديثه التي تطورت في السنوات الأخيرة أصبحت كبيرة جدًا وخصوصًا عندما يكون انتشار المرض في الجسم محدودًا، وتشمل أبرز العلاجات ما يأتي:
1. العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج دوائي يستخدم المواد الكيميائية لقتل خلايا الليمفوما، حيث تنتقل أدوية العلاج الكيميائي عبر مجرى الدم ويمكن أن تصل إلى جميع مناطق الجسم تقريبًا.
غالبًا يتم الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لدى الأشخاص المصابين بالنوع الكلاسيكي من سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، يُجرى العلاج الإشعاعي عادةً بعد العلاج الكيميائي في سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين المتقدم، حيث يمكن استخدام العلاج الكيميائي بمفرده أو مع العلاج الإشعاعي.
يمكن تناول أدوية العلاج الكيميائي على شكل حبوب أو من خلال وريد في ذراعك، أو في بعض الأحيان يتم استخدام كلتا الطريقتين، تُستخدم عدة توليفات من أدوية العلاج الكيميائي لعلاج ليمفوما هودجكين.
2. علاج إشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا عالية الطاقة، مثل: الأشعة السينية والبروتونات لقتل الخلايا السرطانية، وبالنسبة لورم الغدد الليمفاوية هودجكين الكلاسيكي غالبًا يستخدم العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيميائي.
قد يخضع الأشخاص المصابون بسرطان الغدد الليمفاوية العقيدية الغالبة في المرحلة المبكرة من سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين للعلاج الإشعاعي بمفردهم.
أثناء العلاج الإشعاعي تستلقي على طاولة وتتحرك آلة كبيرة من حولك وتوجه حزم الطاقة إلى نقاط معينة في جسمك، يمكن أن يستهدف الإشعاع العقد الليمفاوية المصابة والمنطقة المجاورة من العقد حيث قد يتطور المرض.
تختلف مدة العلاج الإشعاعي حسب مرحلة المرض، حيث قد تتطلب خطة العلاج النموذجية الذهاب إلى المستشفى أو العيادة خمسة أيام في الأسبوع لعدة أسابيع.
3. زراعة نخاع العظام
زرع نخاع العظم والمعروف أيضًا باسم زرع الخلايا الجذعية هو علاج لاستبدال نخاع العظم المصاب بالخلايا الجذعية السليمة التي تساعدك على نمو نخاع عظمي جديد، قد تكون زراعة نخاع العظم خيارًا إذا عادت ليمفوما هودجكين على الرغم من العلاج.
أثناء عملية زرع نخاع العظم، تتم إزالة خلايا الدم الجذعية الخاصة بك وتجميدها وتخزينها لاستخدامها لاحقًا، وبعد ذلك تتلقى جرعة عالية من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية في جسمك، وأخيرًا يتم إذابة خلاياك الجذعية وحقنها في جسمك من خلال عروقك.
تُساعد الخلايا الجذعية في بناء نخاع عظمي سليم.
4. العلاج بالعقاقير الأخرى
تشمل الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين الأدوية الموجهة التي تركز على نقاط ضعف محددة في الخلايا السرطانية والعلاج المناعي الذي يعمل على تنشيط جهاز المناعة لديك لقتل خلايا الليمفوما.
إذا لم تساعد العلاجات الأخرى أو إذا عادت ليمفوما هودجكين فقد يتم تحليل خلايا الليمفوما في المختبر للبحث عن الطفرات الجينية، قد يوصي طبيبك بالعلاج بدواء يستهدف الطفرات المعينة الموجودة في خلايا الليمفوما.
الوقاية من مرض هودجكن
لا يكون سبب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية واضحًا دائمًا، لذلك يصعب تحديد الوقاية.
لا يمكن أيضًا الوقاية من معظم العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، مثل: تاريخ العائلة أو العرق، ومع ذلك نظرًا لأن سرطان الغدد الليمفاوية يبدأ في الجهاز الليمفاوي فإن العوامل التي تضعف الجهاز المناعي يمكن أن تلعب دورًا في تطور سرطان الغدد الليمفاوية، وللحفاظ على نظام مناعة قوي اتبع الآتي:
1. الإقلاع عن التدخين
بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون يستغرق الجسم وقتًا أطول لمكافحة الالتهابات وتضميد الجروح، حيث يُعد الإقلاع عن التدخين خطوة مهمة في الوقاية من سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين وأنواع السرطان الأخرى.
كلما تم التوقف عن التدخين بشكل أسرع كلما بدأ الجسم في التعافي.
2. التحكم بالتعرض للمواد السامة
من المهم تجنب التعرض الشائع للمبيدات الحشرية والفورمالديهايد (Formaldehyde) الذي هو منتج ثانوي لحرق الغاز الطبيعي والزيت والخشب والتبغ، كما أنه يُستخدم في مجموعة متنوعة من المنتجات المنزلية، مثل: عازل الرغوة وورق الحائط والطلاء.