قصور الشرايين التاجية الوراثي
أهم عامل يساعد على حدوث قصور مبكر فى الشرايين التاجية هـو العامل الوراثي حيث تكون هناك قابلية لدى الجسم لترسب الكولسترول بشراسة على جدار الشريان بدرجة كبيرة عن المعتاد مما يؤدي إلى ظهور أعراض قصور بالشرايين التاجية في سن مبكرة، ومن الممكن جدا إذا تم تحليل الكولسترول فى دم هؤلاء المرضى أن نجده عند المعدل الطبيعي، وهنا يكون سبب ترسب الكولسترول والدهنيات في جدار الشريان ليس لارتفاع نسبته في الدم ولكن لأن الكولسترول الموجود في الدم عنده قابلية غير طبيعية للأكسدة (Oxidation) ويكون جدار الشريان التاجي نفسه ذا استعداد لترسب الكولسترول، مما يؤدى إلى الإصابة بالمرض في سن مبكرة وعملية الأكسدة هذه في غاية الأهمية حيث إن الكولسترول لا يترسب في جدار الشريان إلا إذا تمت عملية الأكسدة أولاً .
هل يمكن السيطرة والتحكم في العامل الوراثي :
عنصر الوراثة هو العنصر الوحيد من العناصر المساعدة على الإصابة بأمراض الشرايين التاجية الذي لا يمكن تلافيه حتى الآن، فالمدخن قد يقلع عن التدخين، والمريض بارتفاع في ضغط الدم يستطيع أن يتعاطى الأدوية القادرة على السيطرة على الضغط، ولكن عنصر الوراثة يأتى من الوالدين وبالتالي لن يتغير أبداً، ولذلك فالشخص الذى يوجد فى عائلته تاريخ مرضى لهذا الداء يجب أن يعمل بجدية على تلافي جميع العوامل المساعدة الأخرى للحد بقدر الإمكان من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية .
لماذا تتم إصابة هؤلاء الأشخاص بالتحديد في مرض قصور الشرايين التاجية :
ويمكن أن يكون شخصاً ما يهتم جدا بصحته ولا يدخن، ولكن أصابته أمراض الذبحة الصدرية فى سن مبكرة دون أية مقدمات أو أصيب بجلطة فى الشريان التاجي وقد يحتاج بعدها لإجراء عملية جراحية لزرع الشرايين التاجية وإلى الآن لا توجد أية تحاليل أو اختبارات تستطيع أن تحدد بدقة إمكان حدوث المرض ومازالت البحوث جارية في هذا المجال وتتجه الأنظار حالياً إلى نوع جديد من أنواع الكولسترول والذي يسمى بـليبوبروتين أ (LP a) وهو يختلف في خصائصه عن باقى أنواع الكولسترول في الدم حيث إنه لا يتأثر بالمأكولات ونسبة الكولسترول الموجودة بها و لا يتأثر أيضاً بممارسة الرياضة بانتظام أو أى عوامل أخرى . وبمراجعة بعض البحوث في هذا المجال وجد أن هذا النوع من الكولسترول مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية .
وقد نشرت حديثاً عدة بحوث في غاية الأهمية في هذا المجال أولها بحث تم في الولايات المتحدة الأمريكية على حوالي ١٥٫٠٠٠ طبيب تتراوح أعمارهم ما بين ٤٠ - ٨٤ عاما ولم يصب أحدهم بأمراض الشرايين التاجية من قبل وعند القيام بالدراسة لم يستطع هذا البحث أن يجد أية علاقة بين هذا النوع من الكولسترول وإحتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية بعد متابعة استمرت سبع سنوات كاملة و كذلك أكدت تلك النتيجة آخر البحوث في هذا المجال والتي تمت عن طريق استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في إدخال قسطرة داخل الشريان التاجي عليها منظار لتصوير الشريان من الداخل بالموجات الصوتية ولكن لم يستطع هذا البحث أيضا أن يقدم أدلة قاطعة على العلاقة بين تواجد هذا النوع الجديد من الكولسترول في الدم والإصابة بأمراض الشرايين التاجية ومازال هناك العديد من البحوث فى هذا المجال لتحديد الدور الحقيقى لهذا النوع من الكولسترول ومدى مسؤوليته عن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية .
كذلك هناك العديد من البحوث التى تحاول أن تصل إلى العلاقة بين نوع من الجينات اكتشف حديثاً يوجد عند بعض الأفراد ويبدو أنه قادر على حماية الشرايين من ترسيب الكولسترول. ويسمى هذا النوع من الجينات بـ apo-IV-2 gene . وعند دراسة هذا النوع من الجينات وجد أنه قادر على حماية الشرايين من ترسيب الكولسترول والدهنيات على جدارها رغم تعرضها لجرعات كبيرة من الكولسترول يوميا .
كذلك فإن هناك بعض العائلات التى تتعرض لبعض الجينات المرضية disease genes مما يجعل الجسم غير قادر على التخلص من أية زيادة في الكولسترول، وإذا تم تحليل نسبة الكولسترول في دمهم سوف نجده مرتفعاً إلى ١٠ أضعاف المستوى الطبيعى و كثيراً ما تظهر عليهم أمراض الشرايين التاجية في سن مبكرة جدا وقد تبدأ من سن الطفولة وتلك بالطبع حالات نادرة جدا ولكنها تؤكد بشكل قاطع على أهمية عنصرى الوراثة والكولسترول في الإصابة بهذا المرض الخطير .
الكاتبة : روزالين كاتبة