%20(1)%20(1).png)
تدلي الصمام التاجي
مرض يصيب صمامات القلب وتحديداً الصمام الواقع بين حجرتي الشفق الايسر من القلب وتسبب ارتخاء وريقات او سدائل الصمام التاجي فتنبعج للخلف في الحجرة العلوية اليسرى للقلب او مايسمى بالاذين الايسر تزامناً مع انقباض القلب
الأسباب
قد تُفيد معرفة آلية عمل القلب في فهم أسباب اعتلال الصمام التاجي.
الصمام التاجي واحد من صمامات القلب الأربعة التي تعمل على إبقاء الدم متدفقًا في الاتجاه الصحيح. ويحتوي كل صمام على سدائل (وُريقات) تنفتح وتنغلق مرة واحدة في كل نبضة قلب. وفي حال عدم انفتاح أحد الصمامات أو انغلاقه بالشكل السليم، فيمكن أن يقل تدفق الدم عبر القلب إلى الجسم.
في حالة تدلي الصمام التاجي، تحتوي إحدى وريقات الصمام أو كلتيهما على أنسجة زائدة أو تتمدد بشكل أكبر من المعتاد، وتبرز للخلف (تدلي) منتفخةً كمظلة في حجرة القلب العلوية اليسرى (الأذين الأيسر) في كل مرة ينقبض فيها القلب لضخ الدم.
قد يمنع الانتفاخ الصمام من الغلق بإحكام. أما حالة تسرَّب الدم للخلف عبر الصمام، فيُطلق عليها ارتجاع الصمام التاجي.
الأعراض
تعتمد علامات تدلي الصمام التاجي وأعراضه على مقدار الدم المتسرب عكسيًا عبر الصمام.
ويمكن أن تختلف أعراض تدلي الصمام التاجي بشكل كبير من شخص إلى آخر. ولا تظهر أعراض ملحوظة على العديد من المصابين بتدلي الصمام التاجي. لكن قد يصاب بعض الأشخاص الآخرون بأعراض خفيفة تتطور تدريجيًا.
تتضمن أعراض تدلي الصمام التاجي ما يأتي:
• اختلال ضربات القلب أو تسارعها (اضطراب النظم القلبي)
• الدوخة أو الدوار
• صعوبة في التنفس أو ضيق النفس، خاصة أثناء ممارسة تمرين رياضي أو عند الاستلقاء
• الإرهاق
المضاعفات
قد تتضمن المضاعفات المحتملة لتدلي الصمام التاجي ما يأتي:
1. ارتجاع الصمام التاجي. لا تنغلق سدائل الصمام التاجي بإحكام. ويتدفق الدم في الاتجاه المعاكس عند إغلاق الصمام، وهذا يجعل عمل القلب بطريقة صحيحة أكثر صعوبة. وإذا كنت ذكرًا أو مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فإن ذلك يزيد من مخاطر الإصابة بارتجاع الصمام التاجي.
2. اضطراب النظم القلبي. قد يحدث اضطراب النظم القلبي إذا كان تدلي الصمام التاجي يؤدي إلى ارتجاع حاد وتضخم في حجرة القلب العلوية اليسرى (الأذين).
عوامل الخطر
• قد يحدث تدلي الصمام التاجي لأي شخص وفي أي عمر. ولكن يشيع حدوث الأعراض الحادة لتدلي الصمام التاجي بين الرجال فوق سن الخمسين.
• قد يسري مرض تدلي الصمام التاجي وراثيًا بين أجيال العائلات، وربما يرتبط بعدة حالات مرضية أخرى، نذكر منها:
• شذوذ إيبشتاين
• متلازمة إهلرز دانلوس
• داء غريفز
• متلازمة مارفان
• ضمور العضلات
• الجنف
التشخيص
لتشخيص تدلي الصمام التاجي، عادةً يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا ويستمع إلى قلبك باستخدام سماعة طبية.
وإذا كنت مصابًا بتدلي الصمام التاجي، فقد يسمع الطبيب صوت قلقلة من خلال السماعة الطبية. إذا كان الدم يتسرب عكسيًا عبر الصمام التاجي، فقد يُسمع أيضًا صوت أزيز غير طبيعي (نفخة قلبية).
الاختبارات
تشمل الاختبارات التي قد تُجرى للمساعدة في تأكيد تدلي الصمام التاجي وتقييم حالة القلب ما يلي:
1. مخطط صدى القلب. يستخدم مخطط صدى القلب موجات صوتية لتكوين صور متحركة للقلب. يمكن أن يؤكد مخطط صدى القلب القياسي، ويُسمى أيضًا مخطط صدى القلب عبر الصدر، تشخيص تدلي الصمام التاجي وتحديد مدى شدته.
وأحيانًا يُجرى مخطط لصدى القلب عبر المريء للحصول على صور أكثر وضوحًا للصمام التاجي. في هذا النوع من مخطط صدى القلب، يُدخل الطبيب ترجامًا صغيرًا متصلاً بطرف أنبوب عبر القناة الواصلة بين الفم والمعدة (المريء).
2. تصوير الصدر بالأشعة السينية. تُظهر الأشعة السينية على الصدر حالة القلب والرئتين. وقد تساعد في الكشف عن وجود تضخم في القلب.
3. تخطيط كهربية القلب (مخطط كهربية القلب). يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربائي للقلب. ويعمل تخطيط كهربية القلب على اكتشاف عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي) الناجم عن مرض الصمام التاجي.
4. اختبارات الجهد. تتضمن هذه الاختبارات عادةً المشي على المشاية الكهربائية أو ركوب دراجة ثابتة بينما يخضع القلب للمراقبة باستخدام تخطيط كهربية القلب. وتساعد اختبارات الجهد على كشف مدى استجابة القلب للأنشطة البدنية وظهور أعراض تدلي الصمام التاجي أثناء ممارسة التمارين الرياضية. وفي حال عدم قدرة المريض على أداء التمارين الرياضية، فقد يُعطى أدوية لها تأثير التمارين الرياضية على القلب.
5. قسطرة القلب. لا يُستخدم هذا الاختبار عادةً في تشخيص تدلي الصمام التاجي، ولكن يمكن الاستفادة منه إذا لم تنجح الاختبارات الأخرى في تشخيص الحالة المرضية. يمرر الطبيب أنبوبًا رفيعًا (أنبوب قسطرة) عبر أحد الأوعية الدموية في الذراع أو الأربية وصولاً إلى أحد شرايين القلب، ويحقن صبغة عبر أنبوب القسطرة. حيث تُظهر هذه الصبغة الشرايين في حجرات القلب على نحوٍ أكثر وضوحًا في صور الأشعة السينية.
العلاج
لا يحتاج معظم الأشخاص المصابين بتدلي الصمام التاجي إلى العلاج، وخصوصًا الذين لا يشعرون بأي أعراض.
إذا كنت مصابًا بارتجاع الصمام التاجي لكن لم تظهر عليك أي أعراض، فقد يوصيك الطبيب بإجراء فحوصات دورية لمتابعة حالتك.
وإذا كنت مصابًا بارتجاع الصمام التاجي الحاد، فقد يلزم أخذ أدوية أو الخضوع لجراحة حتى إذا لم تظهر عليك أي أعراض.
الأدوية
قد يلزم استخدام الأدوية لعلاج عدم انتظام ضربات القلب أو المضاعفات الأخرى المرتبطة بتدلّي الصمام التاجي. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
• حاصرات مستقبلات بيتا. تعمل هذه الأدوية على ارتخاء الأوعية الدموية وإبطاء سرعة ضربات القلب، ما يؤدي إلى خفض ضغط الدم.
• مُدرّات البول. تساعد هذه الأدوية في التخلص من الأملاح (الصوديوم) والماء عن طريق البول، ما يُقلل من ضغط الدم.
• أدوية نظم القلب (مضادات اضطراب النَّظم القلبي). يمكن استخدام هذه الأدوية للسيطرة على اضطرابات نظم القلب.
• مميعات الدم (مضادات التخثر). إذا تسبب اعتلال الصمام التاجي في عدم انتظام ضربات القلب أو ما يُسمى بالرجفان الأذيني، فقد يصف الطبيب أدوية مضادة لتخثر الدم لمنع حدوث جلطات الدم. يزيد الرجفان الأذيني من خطر الإصابة بالجلطات الدموية والسكتات الدماغية. وإذا كنت قد خضعت لجراحة استبدال الصمام التاجي بصمام ميكانيكي، فستأخذ مضادات تخثر الدم طوال حياتك.
• المضادات الحيوية. صرّحت جمعية القلب الأمريكية أن المضادات الحيوية ليست ضرورية عادةً للشخص المصاب بتدلي الصمام التاجي. إذا كنت قد خضعتَ لجراحة استبدال الصمام التاجي من قبل، فقد ينصحك الطبيب بأخذ المضادات الحيوية قبل عمليات الأسنان لمنع حدوث التهاب بالقلب يُسمَّى التهاب الشِغاف المُعدِي.
الجراحة والإجراءات الأخرى
لا يحتاج معظم المصابين بتدلي الصمام التاجي إلى الجراحة. ولكن قد يوصى بإجراء الجراحة إذا تسبب تدلي الصمام التاجي في ارتجاع شديد في الصمام التاجي، سواء أكانت لديك أعراض أم لا.
تشمل خيارات جراحة علاج الصمام التاجي المصاب أو التالف ترميم الصمام التاجي أو استبداله. ويُفضل اختيار ترميم الصمام التاجي لأنه يحتفظ الصمام الموجود.
قد تُجرى عملية ترميم الصمام أو استبداله في جراحة قلب مفتوح أو جراحة طفيفة التوغل. وفي الجراحة طفيفة التوغل تصنع شقوق جراحية أصغر حجمًا، وقد تُفقَد فيها كمية أقل من الدم، ويستغرق التعافي منها وقتًا أقصر.
أثناء جراحة ترميم الصمام التاجي، قد يستأصل الجرّاح الأنسجة الزائدة من الصمام المتدلي بحيث تتمكن السدائل من الانغلاق بإحكام. وقد يستبدل الجراح أيضًا الأربطة الداعمة للصمام. وربما يُجري أيضًا بعض الترميمات الأخرى.
في حال تعذر ترميم الصمام التاجي، فقد يمكن عندئذ استبداله. وفي جراحة استبدال الصمام التاجي، يستأصل الجرّاح الصمام التاجي ويستبدله به صمامًا ميكانيكيًا أو صمامًا مصنوعًا من نسيج قلب بشري أو نسيج قلب خنزير أو بقرة (صمام نسيجي بيولوجي).
وتُجرى أحيانًا عملية قسطرة قلبية لإدخال صمام بديل في صمام نسيجي بيولوجي لم يعد يعمل جيدًا. ويسمى هذا إجراء صمام داخل صمام.
نصائح للتعايش مع تدلي الصمام التاجي
1. اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب. تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات. تناول مشتقات الحليب وأجزاء الدواجن وأنواع الأسماك قليلة الدسم أو منزوعة الدسم والحبوب الكاملة. تجنب الدهون المشبّعة والدهون المتحولة والإفراط في الملح والسكر.
2. حافظ على وزن صحي. إذا كان وزنك زائدًا أو كنت مصابًا بالسُمنة، فقد يُوصيك الطبيب بإنقاص الوزن.
3. المواظبة على ممارسة الأنشطة البدنية. يستطيع غالبية المصابين بتدلي الصمام التاجي أداء الأنشطة اليومية وممارسة الرياضة دون قيود. احرص على تخصيص 30 دقيقة تقريبًا لممارسة الأنشطة البدنية، مثل المشي السريع، في روتينك اليومي للياقة. وإذا تسبب تدلي الصمام التاجي في حدوث ارتجاع شديد، فقد يوصي الطبيب بوضع بعض القيود على ممارسة الرياضة.
4. السيطرة على التوتر. من بين طرق تخفيف التوتر: ممارسة الرياضة بمعدل أكبر والتواصل مع الآخرين والتدرب على التركيز الذهني.
5. تجنَّب تدخين التدخين . إن كنت مدخنًا، فأقلع عن التدخين. اسأل الطبيب عن أي مصادر متاحة قد تساعدك في الإقلاع عن التدخين.