عسر البلع Dysphagia
هو مواجهة صعوبة في البلع ويحتاج المصاب الى وقت وجهد اكبر لنقل الطعام والسوائل من الفم الى المعدة ويسبب الام وقد يستحيل البلع في بعض الاحيان ، ويصيب جميع الاعمار ولكن يكون اكثر شيوعاً لدى الاطفال
اسباب عسر البلع
البلع عملية معقدة يُستخدم فيها الكثير من العضلات والأعصاب. وأي مرض يُضعف العضلات والأعصاب المستخدمة للبلع أو يُتلفها أو يؤدي إلى تضيق الجزء الخلفي من الحلق أو المريء يمكن أن يسبب عسر البلع.
يندرج عسر البلع عمومًا تحت إحدى الفئات الآتية.
1. عسر البلع المريئي
يُقصد بعسر البلع المريئي الإحساس بالتصاق الطعام أو وقوفه في قاعدة الحلق أو الصدر بعد بدء البلع. ومن أسباب عسر البلع المريئي:
• تعذر الارتخاء المريئي. عندما لا ترتخي عضلات المريء السفلية (المَصَرَّة) بشكل صحيح للسماح للطعام بالدخول إلى معدتك، يؤدي ذلك إلى رجوع الطعام إلى حنجرتك. وقد تكون عضلات جدار المريء ضعيفة أيضًا، وهي حالة عادةً ما تتفاقم بمرور الوقت.
• التقلص العضلي المنتشر. تسبب هذه الحالة تقلصات مريئية عالية الضغط وضعيفة التناسق، وتحدث في العادة بعد البلع. ويصيب التقلص المنتشر العضلات اللاإرادية الموجودة على جدران أسفل المريء.
2. التضيُّق المريئي. يُمكن لمَرِيء ضيِّق احتجاز قطع الطعام الكبيرة. يُمكن أن تتسبَّب الأورام أو الأنسجة الندبية، التي غالبًا ما يُسبِّبها الجَزْر المَعدي المَرِيئي، في التضييق.
3. أورام المريء. غالبًا ما تتفاقم صعوبة البلع تدريجيًا عند وجود أورام في المريء بسبب تضيُّقه.
4. الأجسام الغريبة. قد يسبب الطعام أو غيره من الأجسام انسدادًا جزئيًا في الحلق أو المريء. وقد يكون البالغون الأكبر سنًا ممن يرتدون تركيبات أسنان والأشخاص الذين يواجهون صعوبة في مضغ الطعام أكثر عُرضة لوقوف قطعة من الطعام في الحلق أو المريء.
5. الحلقة المريئية. يمكن أن تسبب منطقة متضيقة صغيرة في أسفل المريء صعوبة في بلع الأطعمة الصلبة على نحو متقطع.
6. داء الجَزْر المَعدي المَرِيئي. يمكن أن يؤدي تلف أنسجة المريء الناتج عن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء إلى حدوث تقلص أو تندُّب وتضيُّق في أسفل المريء.
7. التهاب المريء اليوزيني. تنتج هذه الحالة -التي قد تكون مرتبطة بأحد أنواع حساسية الطعام- عن كثرة الخلايا المسماة الخلايا اليوزينية في المريء.
8. تصلُّب الجلد. يمكن أن يؤدي ظهور نسيج أشبه بالندبة -مسببًا تصلّب الأنسجة وتيبُّسها- إلى إضعاف المَصَرّة المريئية السفلية. ونتيجة لذلك، يرتد الحمض إلى المريء، مسببًا تكرار الإصابة بحرقة المعدة.
9. العلاج الإشعاعي. قد يؤدي هذا النوع من علاجات السرطان إلى التهاب المريء وتندُّبه.
10. عسر البلع الفموي البلعومي
يمكن أن تتسبب أمراض معينة في إضعاف عضلات الحلق، ما يجعل من الصعب عليها نقل الطعام من الفم إلى الحلق ثم المريء عند بدء البلع. قد تُصاب بالاختناق أو القيء أو السعال عند محاولة البلع، أو قد تشعر بتدفق الطعام أو السوائل إلى أسفل القصبة الهوائية أو للأعلى في أنفك. ويمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب الرئة.
تشمل أسباب عسر البلع الفموي البلعومي:
• الاضطرابات العصبية. يمكن أن تسبب بعض الاضطرابات – مثل التصلُّب المتعدِّد والحثل العضلي ومرض باركنسون – عسر البلع.
• تلف الأعصاب. يمكن أن يؤثر التلف العصبي المفاجئ، الناتج مثلاً عن سكتة دماغية أو إصابة في الدماغ أو الحبل النخاعي، في القدرة على البلع.
• الرتج البلعومي المريئي (رتج زينكر). قد يؤدي كيس صغير يشكِّل جزيئات الطعام ويجمِّعها في الحلق، غالبًا فوق المريء مباشرةً، إلى صعوبة في البلع، وأصوات الغرغرة، وأنفاس كريهة الرائحة، وتكرار التنحنح أو السعال.
• مرض السرطان. يمكن أن تسبب بعض السرطانات وبعض علاجاتها صعوبة في البلع.
اعراض عسر البلع
يمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض المصاحبة لعسر البلع ما يلي:
• الألم المصاحب للبلع
• عدم القدرة على البلع
• الإحساس بأن الطعام يعلق في الحلق أو الصدر أو خلف عظم الصدر (عظمة القص)
• سيلان اللعاب
• بحَّة الصوت
• قلَس الطعام (الارتجاع)
• الحموضة المتكرِّرة
• ارتجاع الطعام أو حمض المعدة للأعلى إلى الحلق
• نقص الوزن
• السعال أو القيء أثناء البلع
المضاعفات
يمكن أن تؤدي صعوبة البلع إلى ما يلي:
• سوء التغذية وفقدان الوزن والجفاف. يمكن أن يتسبَّب عُسر البلع في صعوبة تناوُل ما يكفي من الأطعمة والسوائل.
• الالتهاب الرئوي الشفطي. قد تؤدي الأطعمة أو السوائل التي تدخل مجرى الهواء عند محاولة البلع إلى حدوث الالتهاب الرئوي الشفطي، لأن الطعام يمكن أن يُدخِل البكتيريا إلى الرئتين.
• الاختناق. يمكن أن يسبب احتجاز الطعام في الحلق الاختناق. وإذا كان الطعام يَسُد مجرى الهواء تمامًا، ولم يتدخَّل أي شخص بإجراء مناورة "هايملخ" ناجحة (معالجة الغصَّة بالطرد الضغطي)، فقد تحدث الوفاة.
عوامل تزيد من عسر البلع
تشمل عوامل خطر الإصابة بعسر البلع ما يلي:
• التقدم في السن. البالغون الأكبر سنًا أكثر عرضة لصعوبات البلع بسبب التقدُّم الطبيعي في السن وعوامل وهن المريء فضلاً عن زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون. ولكن عسر البلع ليس علامة طبيعية على التقدُّم في السن.
• أمراض معينة. يكون المصابون باضطرابات معينة في الأعصاب أو الجهاز العصبي أكثر عُرضة للإصابة بصعوبة في البلع.
التشخيص
يسأل الطبيب عن وصف حالة صعوبات البلع التي تشعر بها والتاريخ المَرَضي معها، وسيجري فحصًا بدنيًا ويستعين بالعديد من الفحوص لمعرفة سبب مشكلات البلع لديك.
وقد تتضمن تلك الاختبارات ما يلي:
• فحص الأشعة السينية باستخدام مادة التبايُن "أشعة سينية مع صبغة الباريوم". سيكون عليك شرب محلول الباريوم حتى يغطي بطانة المريء، مما يسهل رؤيته في الأشعة السينية. وسيتمكن مزود الرعاية الصحية حينها من رؤية التغيرات في شكل المريء ويتمكن من تقييم النشاط العضلي.
وقد يطلب مزود الرعاية الصحية أيضًا ابتلاع طعام صلب أو قرص مغلَّف بالباريوم حتى يستطيع مشاهدة العضلات في حلقك أثناء عملية البلع، أو للبحث عن وجود أي انسداد في المريء لا يمكن لمحلول الباريوم تحديده.
• دراسة ديناميكية البلع. ستبتلع أطعمة لها قوامات مختلفة ومغلفة بمادة الباريوم. حيث يُظهِر هذا الاختبار صورة لتلك الأطعمة أثناء انتقالها عبر فمك لأسفل حلقك. وقد توضح الصور وجود مشاكل في تناسق عضلات الفم والحلق عند الابتلاع، وتكتشف ما إذا كان الطعام يتحرك نحو أنبوب التنفس.
• فحص بصري للمريء (التنظير الداخلي). يُجرى تمرير أداة رفيعة مرنة ومزودة بضوء (منظار داخلي) داخل الحلق حتى يتمكن مزود الرعاية الصحية من رؤية المريء. وقد يأخذ مزود الرعاية الصحية خزعات من المريء للبحث عن وجود التهاب في المريء أو التهاب المريء اليوزيني أو تضيق أو ورم في المريء.
• تقييم البلع بالتنظير بالألياف الضوئية. من الممكن أن يفحص مزود الرعاية الصحية حلقك باستخدام كاميرا خاصة وأنبوب مزود بضوء (منظار داخلي) أثناء محاولتك للبلع.
• اختبار عضلات المريء (قياس ضغط المريء). في اختبار قياس ضغط المريء، يتم إدخال أنبوب صغير إلى داخل مريئك وتوصيلها بمقياس للضغط لقياس الانقباضات العضلية لمريئك بينما تقوم بالابتلاع.
• الفحوص التصويرية. ومنها الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، الذي يجمع بين مجموعة من صور الأشعة السينية ومعالجتها بالكمبيوتر لالتقاط صور مقطعية للعظام والأنسجة الرخوة في الجسم، أو فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يستخدم مجالاً مغناطيسيًا وموجات راديوية لالتقاط صور مفصلة للأعضاء والأنسجة.
العلاج
يعتمد علاج عسر الهضم على نوع اضطراب البلع وسببه لديك.
1. عسر البلع الفموي البلعومي
في حال الإصابة بعسر البلع الناتج عن سرطان الفم والبلعوم، قد يُحيلك مزود الرعاية الصحية إلى أحد المتخصصين في علاج أمراض الكلام أو البلع. أما العلاج فقد يشمل ما يلي:
• تعلُّم بعض التمارين. قد تساعد تمارين معينة في تحقيق التناغم بين عضلات البلع أو إعادة تحفيز الأعصاب التي تسبب الإصابة بارتجاع الطعام عند البلع.
• تعلُّم بعض أساليب البلع. يمكن أيضًا تعلُّم بعض الطرق لوضع الطعام في الفم أو ضبط وضعية الجسم والرأس بصورة تساعد على البلع. وقد تساعد التمارين وأساليب البلع الجديدة إذا كان عسر البلع ناتجًا عن مشكلات عصبية مثل داء الزهايمر أو داء باركنسون.
2. عسر البلع المريئي
قد تشمل طرق علاج عسر البلع المريئي ما يلي:
• توسيع المريء. في حالة المصرّة المريئية الضيقة (تعذر الارتخاء) أو تضيق المريء، قد يستخدم مزود الرعاية الصحية منظارًا داخليًا متصلاً ببالون خاص لتمديد المريء وتوسيعه برفق أو تمرير أنبوب أو أنابيب مرنة لتمديد (توسيع) المريء.
3. الجراحة. في حالة ورم المريء أو تعذر الارتخاء أو الرتج البلعومي المريئي، قد تحتاج إلى جراحة لإخلاء مسار المريء.
4. الأدوية. يمكن علاج صعوبة البلع المصاحبة لداء الارتجاع المَعدي المريئي بالأدوية الفموية التي تُصرَف بوصفة طبية لتقليل حمض المعدة. وقد تحتاج إلى تناول هذه الأدوية لفترة طويلة.
5. قد يُنصح بمعالجة التهاب المريء اليوزيني باستخدام الكورتيكوستيرويدات في الحالات الآتية: قد تساعد مرخِّيات العضلات الملساء في علاج التشنج المريئي.
6. النظام الغذائي. قد يصف لك مزود الرعاية الصحية نظامًا غذائيًّا خاصًا يخفف الأعراض التي تظهر عليك بحسب سبب عسر البلع. وإذا كنت مصابًا بمرض التهاب المريء اليوزيني، فقد يصف لك الطبيب نظامًا غذائيًا لعلاجك.
• عُسر البلع الشديد
إذا كانت صعوبات البلع تمنعك من تناول الطعام والشراب على نحو كافٍ ولم تتمكن العلاجات من إتاحة البلع بطريقة آمنة، فقد ينصحك مزود الرعاية الصحية باستخدام أنبوب تغذية. حيث يتيح أنبوب التغذية إمدادك بالعناصر المغذية دون الحاجة إلى البلع.
• الجراحة
قد يلزم إجراء جراحة لتخفيف مشاكل البلع الناتجة عن تضيُّق الحلق أو انسداده، بما في ذلك النتوءات العظمية، وشلل الحبل الصوتي، والرتج البلعومي المريئي وداء الارتجاع المعدي المريئي وتعذُّر الارتخاء المرِّيئي، أو لعلاج سرطان المريء. ويكون علاج النطق والبلع مفيدًا في العادة بعد الجراحة.
يعتمد نوع العلاج الجراحي على سبب عسر البلع. وفيما يلي بعض الأمثلة:
• عملية هيلر للقطع العضلي بالمنظار. يشمل هذا الإجراء قطع العضلات بالطرف السفلي للمريء (المَصَرَّة) عندما لا ينفتح بصورة طبيعية ويدفع الطعام إلى المعدة لدى الأشخاص الذين لديهم تعذُّر الارتخاء المرِّيئي.
• القطع العضلي بالتنظير عبر الفم. يستخدم الجرَّاح أو طبيب الجهاز الهضمي منظارًا داخليًا ويدخله من خلال الفم وأسفل الحلق لعمل شق في البطانة الداخلية للمريء لعلاج تعذُّر الارتخاء المَرِيئي. وبعد ذلك، يقطع الجرَّاح أو طبيب الجهاز الهضمي العضلة الموجودة عند الطرف السفلي من المَصَرّة المريئية كما يحدث في عملية هيلر للقطع العضلي.
• توسيع المريء. يُدخل مزود الرعاية الصحية أنبوبًا مضيئًا (منظارًا داخليًا) في المريء، وينفخ بالونًا متصلاً لتمديده (توسيعه). وتُستخدم هذه الطريقة لعلاج تضيُّق عضلة المصرة في نهاية المريء (تعذُّر الارتخاء المريئي)، أو التضيُّق المريئي، أو شذوذ حلقة الأنسجة الموجودة عند التقاء المريء والمعدة (حلقة شاتزكي)، والاضطرابات الحركية. يمكن أيضًا إدخال أنابيب مرنة طويلة بقطر مختلف من خلال الفم إلى المريء لعلاج التضيُّقات والحلقات.
• تركيب الدعامة. يمكن لمزود الرعاية الصحية أيضًا إدخال أنبوب (دعامة) معدني أو بلاستيكي لفتح تضيُّق أو انسداد في المريء. تكون بعض الدعامات دائمة، مثل تلك الخاصة بمرضى سرطان المريء، بينما يُزال بعضها في وقت لاحق.
• الأونابوتولينوماتوكسين إيه. يمكن حقن هذه المادة في العضلة الموجودة في نهاية المريء (المَصَرّة) لجعلها تسترخي، ما يحسِّن البلع لدى مرضى تعذر الارتخاء المريئي. وهذه التقنية ليست متوغلة مثل الجراحة، لكنها قد تتطلب تكرار الحقن. لكن ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة.
الوقاية
على الرغم من عدم إمكانية الوقاية من مشكلة صعوبات البلع، يمكنك تقليل خطورة التعرض لصعوبة البلع العَرَضية عن طريق تناول الطعام ببطء ومضغ الطعام جيدًا. لكن إذا ظهرت عليك أي علامات أو أعراض لعسر البلع، فتوجه لزيارة مزود الرعاية الصحية.
وإذا كنت مصابًا بداء الارتجاع المعدي المريئي، فحدد موعدًا لزيارة مزود الرعاية الصحية لتلقي العلاج.