متلازمة الفم الحارق
مصطلح طبي يطلق على الشعور المستمر بالحرقة في الفم او على اللسان او على الشفة او الجهة الداخلية للخدين او سقف الفم ، وتظهر هذه الحالة فجأة وتتطور تدريجياً ولا يمكن اكتشاف السبب المحدد وقد يؤدي هذا الى صعوبة العلاج
الأسباب
1. متلازمة الفم الحارق الأولية
عندما تتعذر معرفة السبب، تُسمى الحالة متلازمة الفم الحارق الأولية أو مجهولة السبب. تشير بعض الأبحاث إلى أن متلازمة الفم الحارق الأولية ترتبط بمشكلات في الأعصاب المشتركة في التذوق والألم.
2. متلازمة حرق الفم الثانوية
في بعض الأحيان، يعود سبب الإصابة بمتلازمة الفم الحارق إلى وجود حالة مرضية كامنة. وفي هذه الحالات، يطلَق عليها متلازمة الفم الحارق الثانوية.
تتضمن المشكلات الكامنة التي قد تكون مرتبطة بمتلازمة الفم الحارق الثانوية ما يلي:
• جفاف الفم الذي قد يحدث بسبب تناول بعض الأدوية أو مشكلات صحية أو مشكلات في الغدد التي تنتج اللعاب أو الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
• حالات مرضية فموية أخرى، مثل العدوى الفطرية في الفم التي تُسمى سلاق الفم، أو حالة التهاب تسمى الحزاز المسطح الفموي، أو حالة تسمى اللسان الجغرافي تعطي اللسان مظهرًا يشبه الخريطة.
• عدم الحصول على كمية كافية من العناصر المغذية، مثل نقص الحديد، والزنك، وحمض الفوليك (فيتامين B-9)، والثيامين (فيتامين B-1)، والريبوفلافين (فيتامين B-2)، والبيريدوكسين (فيتامين B-6)، والكوبالامين (فيتامين B-12).
• الحساسية أو ردود الفعل تجاه الأطعمة، أو النكهات الغذائية، أو الإضافات الغذائية الأخرى، أو العطور، أو الأصباغ، أو مواد علاج الأسنان، أو منتجات العناية بالفم.
• ارتجاع حمض المعدة الذي يرتد من المعدة إلى الفم، ويسمى أيضًا داء الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
• بعض الأدوية، وخاصة أدوية ارتفاع ضغط الدم.
• العادات الفموية، مثل دفع اللسان نحو الأسنان، وعض طرف اللسان، وصريف أو كزم الأسنان.
• اضطرابات الغدد الصماء، مثل الإصابة بداء السكري أو قصور الغدة الدرقية المعروف باسم قصور الدرقية.
• تهيج الفم الشديد، الذي قد ينتج عن تنظيف اللسان بالفرشاة بشكل مفرط أو بقوة شديدة، أو استخدام معاجين الأسنان الكاشطة، أو الإفراط في استخدام غسول الفم، أو تناول الكثير من الأطعمة أو المشروبات الحمضية. وقد تسبب أطقم الأسنان غير الملائمة تهيجًا يمكن أن يزيد الأعراض سوءًا.
• المشكلات النفسية، مثل القلق أو الاكتئاب أو التوتر.
الأعراض
عادةً لا تسبب متلازمة الفم الحارق تغييرات جسدية يمكن ملاحظتها على اللسان أو الفم و يمكن أن تشمل أعراض متلازمة الفم الحارق ما يأتي:
• إحساس بالحرق أو اللسع يؤثر غالبًا في اللسان، لكنه قد يؤثر أيضًا في الشفتين أو اللثة أو سقف الفم أو الحلق أو الفم بأكمله.
• إحساس بجفاف الفم مع زيادة العطش.
• تغيُّر الطعم في الفم، مثل الإحساس بطعم مرارة أو مذاق معدني.
• فقدان حاسة التذوق.
• الشعور بالتنميل أو اللسع أو الخَدَر في فمك.
• الانزعاج بسبب متلازمة الفم الحارق له عدة أنماط مختلفة. وقد:
• يحدث يوميًا مع انزعاج بسيط عند الاستيقاظ، لكنه يزداد سوءًا على مدار اليوم.
• يبدأ بمجرد الاستيقاظ ويستمر طوال اليوم.
• يأتي ويزول.
• أيًّا كان نمط الانزعاج الذي تشعر به في فمك، فإن متلازمة الفم الحارق قد تستمر من شهور إلى سنوات. وفي حالات نادرة، قد تختفي الأعراض فجأة أو تصبح أقل تكرارًا. وأحيانًا يسكن الشعور بالحرقان مؤقتًا أثناء الأكل أو الشرب.
عوامل الخطر
متلازمة الفم الحارق غير شائعة. إلا أن خطر إصابتك بها يزداد في حال كنت:
• الجنس : الانثى اكثر عرضة للاصابة من الذكور
وخاصة في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو ما بعدها.
او إذا تجاوزت سن 50 عامًا.
• المدخنين
• الإصابة بمرض حديث.
بعض الحالات الطبية طويلة المدى، مثل الألم الليفي العضلي، وداء باركنسون، واضطرابات المناعة الذاتية، والاعتلال العصبي.
• الخضوع سابقًا لإجراءات في الأسنان.
• تفاعلات تحسُّسية من الطعام.
• أدوية معينة.
• أحداث حياتية صادمة.
• التوتر.
• القلق.
• الاكتئاب.
المضاعفات
ترتبط المضاعفات التي قد تسببها متلازمة الفم الحارق بشكل أساسي بأعراض مزعجة مثل مشكلات النوم أو الصعوبة في تناول الطعام. وقد تؤدي أيضًا الحالات طويلة الأجل التي يصاحبها كثير من الانزعاج إلى القلق أو الاكتئاب.
التشخيص
لا يمكن اكتشاف الإصابة بمتلازمة الفم الحارق عن طريق اختبار واحد فقط. لكن سيحاول فريق الرعاية الصحية استبعاد المشكلات الأخرى قبل تشخيص متلازمة الفم الحارق.
سيعمل طبيبك أو طبيب الأسنان على:
• مراجعة التاريخ الطبي والأدوية التي تتناولها.
• فحص فمك.
• طلب وصف الأعراض التي تشعر بها.
• مناقشة عاداتك وروتينك للحفاظ على نظافة الأسنان والفم.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يجري الطبيب فحصًا طبيًا، للبحث عن مؤشرات لحالات أخرى. قد تخضع لبعض الاختبارات التالية:
• تحاليل الدم. يمكن أن تتحقق هذه الاختبارات من تعداد الدم الكامل، ومستوى السكر في الدم، وعمل الغدة الدرقية، وعوامل التغذية، ومدى كفاءة عمل جهاز المناعة لديك. وقد تقدم نتائج هذا الاختبار دلائل عن مصدر الانزعاج في الفم.
• المزرعة والخزعات الفموية. تُستخدم مسحة قطنية للحصول على عينة لإجراء مزرعة فموية. ويمكن أن يحدد ذلك ما إذا كانت عدوى الفم فطرية أو بكتيرية أو فيروسية. أما في الخزعة، فتؤخذ قطع صغيرة من أنسجة الفم وتُرسَل إلى المختبر لفحص الخلايا.
• اختبارات الحساسية. قد يطلب الطبيب إجراء اختبار للحساسية لتحديد ما إذا كانت لديك حساسية تجاه أطعمة محددة أو إضافات أو مواد مستخدمة في علاج الأسنان أو منتجات العناية بالفم.
• قياسات اللعاب. في متلازمة الفم الحارق، قد تشعر بجفاف في الفم. ويمكن لاختبارات اللعاب أن تحدد ما إذا كان لديك انخفاض في تدفق اللعاب أم لا.
• اختبارات الارتجاع المَعِدي. يمكن أن تحدد هذه الاختبارات ما إذا كان حمض المعدة يتدفق عكسيًا من المعدة إلى الفم أم لا.
• فحوص التصوير. قد يوصي الطبيب بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب أو غيرهما من الفحوص التصويرية بحثًا عن مشكلات صحية أخرى.
• تغيير الأدوية. إذا كنت تتناول دواءً قد يسبب شعورًا بالانزعاج في الفم، فقد يغيّر الطبيب جرعته أو يستبدل به دواءً مختلفًا. ومن الخيارات الأخرى إيقاف الدواء لفترة قصيرة إن أمكن لمعرفة ما إذا كان شعورك بالانزعاج سيزول أم لا. لكن لا تجرب ذلك بنفسك لأن التوقف عن تناول بعض الأدوية قد يكون خطيرًا.
• أسئلة عن الصحة العقلية. قد تُطلب منك الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن تساعد على تحديد ما إذا كانت لديك أعراض للاكتئاب أو القلق أو غيرهما من حالات الصحة العقلية التي ربما تكون مرتبطة بمتلازمة الفم الحارق.
العلاج
يَعتمد العلاج على ما إن كانت متلازمة الفم الحارق لديك أولية أو ثانية.
متلازمة الفم الحارق الأولية
لا يوجد علاج معروف لمتلازمة الفم الحارق الأولية. ولا توجد طريقة مؤكدة لعلاجها. لا تتوفر أبحاث مؤكدة عن الطرق العلاجية الأكثر فعالية. ويعتمد العلاج على الأعراض الموجودة لديك، ويهدف إلى السيطرة عليها. ربما تحتاج إلى تجربة عدة علاجات قبل التوصل إلى طريقة أو مجموعة طرق تساعدك على تقليل الإحساس بالانزعاج في الفم. وقد تستغرِق العلاجات بعض الوقت حتى تتمكن من المساعدة على السيطرة على الأعراض.
قد تشمل خيارات العلاج ما يأتي:
• منتجات بديلة للُّعاب.
• أنواع محددة من غسول الفم أو ليدوكايين اللذين يسببان الخَدَر للمساعدة على تخفيف الألم.
• كابساسين، وهو مسكن للألم يُستخرج من فلفل التشيلي.
• حمض ألفا ليبويك، وهو مضاد للتأكسد قد يساعد على تخفيف ألم الأعصاب.
• دواء يُستخدم للسيطرة على نوبات الصرع يسمَّى كلونازيبام (Klonopin).
• مضادات اكتئاب معينة.
• أدوية تمنع ألم الأعصاب.
• العلاج السلوكي المعرفي لاكتساب مهارات عملية لمعالجة القلق والاكتئاب والتعامل مع التوتر والتأقلم مع الألم المستمر.
متلازمة الفم الحارق الثانوية
يعتمد علاج متلازمة الفم الحارق الثانوية على الحالات الكامنة التي قد تكون سبب ما تشعر به من انزعاج في فمك.
فعلى سبيل المثال، قد يساعد علاج عدوى الفم أو تناول المكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات على تخفيف شعورك بالانزعاج. وذلك هو سبب أهمية العثور على السبب الكامن. ففور علاج أي أسباب كامنة، من المتوقع أن تتحسن أعراض متلازمة الفم الحارق.
الوقاية
لا توجد طريقة معروفة للوقاية من متلازمة الفم الحارق. لكن ربما يمكنك تقليل شعورك بالانزعاج من خلال تجنب تعاطي التبغ، وتقليل الأطعمة الحمضية أو الحارة، وتجنُّب المشروبات الغازية، والاستعانة بوسائل التحكم في التوتر. وربما تمنع هذه التدابير تفاقم شعورك بالانزعاج.
العلاجات المنزلية
بالإضافة إلى العلاج الطبي والأدوية الموصوفة، قد تقلل تدابير المساعدة الذاتية هذه من الأعراض:
• شرب الكثير من السوائل للمساعدة على تخفيف الشعور بجفاف الفم، أو مُص رقائق الثلج.
• تجنَّب الأطعمة والسوائل الحمضية، مثل الطماطم وعصير البرتقال والمشروبات الغازية والقهوة.
• تجنَّب الكحول والمنتجات التي تحتوي عليه؛ لأنها قد تهيج بطانة الفم.
• تجنَّب منتجات التبغ.
• امتنع عن تناول الأطعمة المسببة للتهيج مثل الأطعمة الحارة والمتبلة.
• تجنَّب المنتجات التي تحتوي على القرفة أو النعناع.
• جرِّب معاجين أسنان مختلفة خفيفة أو خالية من النكهة، مثل معجون الأسنان الحساسة أو معجون من دون نكهة النعناع أو القرفة.
• اتخِذ خطوات لتقليل التوتر وجرِّب أساليب الاسترخاء.