المرونة و الطفلفي طبيعة الأمر يواجه الانسان العديد من المشاكل و التحديات في الحياة اليومية ، فهو بحاجة لاكتساب المرونة اللازمة لتخطي الأزمات و عدم الوقوع في ازمات نفسية . المرونة هي عبارة عن التكييف و الانحناء دون الانكسار ، فيستجيب الشخص المرن بنجاح للمشقة الشديدة او المزمنة و ينتصر بوجه الشدائد . بالمجمل يمكن قياس مرونة الشخص من خلال مراقبة كيفية تعاطيه مع المشاكل التي يواجهها ، فالطفل الذي يواجه مشكلة ما في المدرسة و يلجأ إلى الانعزال بعدها و البكاء لفترات زمنية طويلة هو طفل غير مرن ، أي لم يكتسب المرونة من الأهل على عكس الطفل الذي يتقبل وجود مشكلة ما في المدرسة فيسعى نحو مواجهتها و فيبقى منخرطا مع محيطه .
في طبيعة الحال كأهل لا يجب علينا حماية أطفالنا من المشاكل بل يجب أن نعلمهم كيفية التعامل مع المشاكل بسعة و رحابة صدر ، فالطفل لن يبقى في كنف الأهل دائما سيبدأ بالانفصال عنهم مع بدء حياته الدراسية الأولى مما يفرض علينا كأهل راشدين اعطائه الاستراتيجيات السليمة للتخطي و الثقة بنفسه .
يمكن تنمية مرونة الطفل من خلال التشجيع على العلاقات الداعمة للطفل ، فعلى الطفل ان يشعر انه محاط بالدعم اللازم من محيطه و ان يشعر بتوفر المساندة له . أضف الى ذلك علينا تعليم اطفالنا المعتقدات الاساسية و ترسيخها ، فعلينا أن نعيد على مسامعهم بشكل دائم ان القرارات لها عواقب و ان الفشل هو جزء لا يتجزأ من حياة الانسان . بل ايصا علينا ان نحول فرص الفشل الى حافز للجد و النشاط بدلا من اليأس و البكاء. علينا ان نزرع في اطفالنا انهم اصحاب رأي و كلمة و ذلك لتعزيز ثقتهم في انفسهم مما سيجعلهم اقوياء لا يمكن كسرهم بسهولة . مساعدة الطفل ايضا على التعلم و الاكتشاف ستجعله قادرا على توسيع افاقه العلمية و العملية ، و من النصائح المهمة جدا ايضا هي ترك الفرصة للطفل للدفاع عن نفسه فيكتسب مهارة المواجهة بهذه الطرق الفعالة .
اذا تعليم الطفل المرونة و زرع هذه القيمة في داخله ستجعله قويّ ، شجاع ، قابل للتقدم لا يخشى الفشل و اعادة المحاولة . فاسعوا لتعزيزها ، فالفائز الأخير هو الطفل .
المصدر : Book: Mayo Clinic Guide to Raising a Healthy Child