كيف نقي أسناننا من التّسوس
لكل عضو في جسم الإنسان طبيعته، ووظيفته التي
خصصها له الله سبحانه وتعالى، العين، الأنف، الفم وبداخله اللسان الأسنان، تلك القطع العاجية المرتّبة
بانتظام على الفكين كل قطعة فيها لها اسم (
القواطع، الأنياب، الضواحك، الطواحن، أضراس العقل)، تحمي اللسان وتُساعد على
النُطق، يُصاب الكثيرون منا بمشاكل فيها،
بغض النظر عن عمره أو جنسه، أغلبنا يخاف الذهاب للطبيب لمداواتها خوفاً من
الألم ، فلماذا لا نعمل على إيقاف هذا الألم أو الحد منه؟
أهمية الأسنان ووظيفتها:
رغم صغير حجم هذا السن،
إلا أن له أهميةً كبيرة، وتأثيراً أكبر على صحة جسم الإنسان عموماً، ألم السن ربما
وصل إلى أماكن أخرى في الوجه، لأن الأعصاب لا فاصل بينها، فعملية هضم الطعام تبدأ
من الفم بأن تقوم الأسنان بمضغ الطعام، وتفرز الحُليمات اللعابية مادة البيتالين ptyaline لتحول
النشاء إلى المالتوز، لتهيأه للمعدة التي تفرز الأحماض وتقوم بالجزء الثاني من
عملية الهضم، فلولا الأسنان لما اكتملت عملية الهضم، ولربما تسبب عدم طحن الطعام
ومضغه جيداً بواسطة الأسنان إلى عسر واضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي ولما
استطاع الجسم امتصاص الغذاء اللازم لإمداده بالطاقة وبناء وإصلاح الأنسجة فيه،
وتكمن أهمية الأسنان في أيضاً في مساعدتنا على النطق والكلام، فضلاً عن دورها الكبير
في الطب الشرعي، فعن طريقها يتم تقدير عمر الإنسان، فضلاً عن الشكل الجمالي في
وجودها في الفم للابتسام وإبراز الشكل البديع لوجه الإنسان الذي حباه الله به.
أسباب النخر:
هناك أمراض عديدة تُصيب
الأسنان ( تعدد الجذور، عدم الانتظام في النمو، القلح Calculus، تصبّغ
الأسنان وتلونها Stain، النخر أو
التسوس Dental)
نخر الأسنان ينجم غالباً
عن تراكم الأجزاء الصغيرة من الأطعمة بين الأسنان، وفي الثنايا الطبيعية خصوصاً في
الضواحك والطواحن فتتفاعل مع اللعاب وتتخمر لتتحول إلى مادة حمضية تُذيب الأملاح
الموجودة في الأسنان وأنسجتها الصُلبة، فتُسبب نخرها، وللأسف بدايات النخر لا يمكن
الشعور بها وهي تنتشر بين الكبار والصغار ومن كل الشرائح الاجتماعية.
وربما تؤدي طبيعة تركيب
اللّعاب ذات الحَموضة العالية دورها أيضاً في نخر الأسنان، كما أن من يعاني من
حموضة المعدة ومشكلة الارتجاع تُصاب أسنانه أيضاً بالنخر والتسوس، فضلاً عن تاريخ الوراثي
للعائلة أيضاً.
الطرق المفضّلة للوقاية من تسوس الأسنان:
هناك طُرق عديدة ينصح
بها الأطباء للوقاية من تسوس الأسنان أهمها تفريش الأسنان مرتان يومياً على الأقل
خصوصاً بعد تناول وجبة الطعام ومساءً قبل النوم لأن مستوى عمليات التخمّر خلال
الليل يكون أعلى، كذلك الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات
والعصائر المُصنّعة لأن آثارها تبقى لفترة أطول على الأسنان، ومضغ اللبان الخالي
من السكر، ولاننسى زيارة طبيب الأسنان بانتظام لاكتشاف المشاكل السنية مبكّراً
وقبل أن يَصل النخر إلى منطقة العَصب وشرب
المياه التي تحتوي على الفلورايد وتوجد غالباً في مياه الصنبور أكثر من المياه
المعبّأة في زجاجات، وربما ساعد غَسول الفم الذي يحتوي على الفلورايد بعد استشارة
الطبيب على تقليل معدل نخر الأسنان ممن لديهم معدلات نخور عالية، وينصح بعض
الأطباء باستخدام طلاء الخَتم السني البلاستيكي الذي يغلق الشقوق والثنايا ويمنع
تراكم الأطعمة فيها للأطفال في عمر المدرسة.
إن التهاون بصحة الأسنان وعدم الاهتمام بها، يمكن أن يصل بنا إلى أمراض مستعصية، وربما أدى
النخر الشديد في حالات متقدّمة إلى التهاب في شغاف القلب، وفي حالات أخرى إلى اقتلاع السن وهذا يعتبر في حد ذاته مشكلة أكبر
لمن يعانون من مرض السُّكر وبعض أمراض الدم.
المصادر:
-
كتاب صحة الفم والأسنان،
عبد الله عبد الرزاق مسعود السعيد، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، الطبعة الأولى،
1982.
-
www.mayoclinic.org، تسوس
الأسنان، بقلم كادرالعيادة، مايو كلينيك المستشفى رقم (1) في الولايات المتحدة.
-
www.webteb.com ، تسوس
الأسنان: الأسباب الأعراض والعلاج، بقلم فريق الموقع، نخر أو تسوس الأسنان، نشر في
الأربعاء 18/11/2015، آخر تعديل 23/2/2022.