القراءة و الطفل .القراءة هي من أكثر العادات الايجابية التي تساهم في بناء مجتمع راقٍ و متطور و تساهم في بناء انسان يعلم واجباته و حقوقه كفرد . ما يغيب عن بال الكثيرين ان القراءة هي عادة مُكتسبة يستطيع الأهل تعزيزها لدى اطفالهم لاسيما في اعمار مبكرة جدا ، و في حال تم تعزيزها سينجم عن ذلك بروز شخصيات متوازنة ريادية قادرة على خوض نقاشات شتّى ، متقدمة دراسيا و أكادميّا .
يستطيع كل من الام و الاب زرع حب القراءة لدى طفلهم منذ قدومه على هذا العالم بطرق متعددة ، من عمر ٠ الى ٣ أشهر اي عندما يكون الطفل رضيعا يستطيع الأهل احضار ما يسمى بأوراق " مونتيسوري " و هي عبارة عن بطاقات بيضاء و سوداء يتم عرضها على الطفل لتعزيز المهارات البصرية و لجعله يعتاد على النظر و التركيز في محتويات الأوراق التي يتم عرضها عليه .من عمر ٣ الى ٦ أشهر يتم استخدام بطاقات ملونّة و التعريف عنها من قبل الأهل . من عمر ٦ أشهر و ما فوق يتم احضار قصص للأطفال تتناسب مع أعمارهم ، يقوم الاهل بقراءتها بشكل يومي للطفل لكي يعتاد عليها .
ينصح خلال القراءة باستخدام نغمات صوت مختلفة و ذلك للفت انتباه الطفل ، اختيار القصص التي تشمل صور ملونة كبيرة ملفتة . مع تقدم الطفل عمريا يصبح متعلقا بالكتب و القراءة ، و عند بلوغه سن الرابعة اي السن المناسب للدخول الى المدرسة سيكون الطفل اكثر قدرة من غيره على التركيز و الانتباه و الاستمتاع بالدروس التي يتم تقديمها في المدرسة . فهو قد اعتاد على الجلوس منذ نعومة اظافره امام كتاب و مطالعته .
من الطرق الفعالة أيضا لتحفيز القراءة لدى الأطفال اصطحابهم الى المكاتب ، انشاء بطاقة استعارة مكتبية خاصة بالطفل تبقى بحوزته مما سيعزز لديه الثقة بالنفس . امنح طفلك حرية اختيار محتوى الكتاب الذي يريده ، و قم بتقديم الهدايا الرمزية بعد قراءته لكتب متعددة و ذلك لتحفيزه .
القراءة في عالمنا العربي هي عادة مفقودة ، حيث ان معظم الشباب يملّون من تصفح الكتب و غيرها و ذلك لأنهم لم يعتادوا على ذلك منذ نعومة اظافرهم . حفز طفلك قدر المشتطاع على القراءة فهو يا عزيزي المستقبل بأكمله ! تستطيع ان تصنع الوعي و التغيير من خلاله .
مصادر : كتاب التربية الثقافية للطفل ص ١٠٠ .